حديث: «تحاجت الجنة والنار فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين»
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠)﴾
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨٥٠) ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٤٨: ٣٦) كلاهما من طريق عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من حديث نبيه الكريم.
الحديث الشريف: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ. وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ. قَالَ اللهُ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ قَطْ، فَهَنَاكَ تَمْتَلِئُ وَيَزْوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلَا يَظْلِمُ اللهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللهَ يَنْشِئُ لَهَا خَلْقًا».
1. شرح المفردات:
● تَحَاجَّتْ: تحاورت وتناظرت وادعت كل واحدة بحجتها.
● أُوثِرْتُ: فُضِّلت عليّ وأُعطيت نصيبًا وافرًا من نوعية معينة (أي أُعطيت الأشرار والأقوياء).
● الْمُتَكَبِّرِينَ: الذين يتعالون على الخلق ويحتقرونهم.
● الْمُتَجَبِّرِينَ: الجبابرة، وهم الطغاة المتسلطون بالقوة والباطل.
● ضُعَفَاءُ النَّاسِ: الفقراء، المساكين، الذين لا منعة لهم في الدنيا.
● سَقَطُهُمْ: (مفردها: سُقْط) وهم الأقلون شأناً في أعين الناس، المعدمون، والمنبوذون.
● يَضَعَ رِجْلَهُ: أي يضع الله تعالى قدمه فيها، وهو كناية عن إرادته النهائية وإتمام الأمر، وهو من الأمور التي تؤول على ما يليق بجلاله سبحانه دون تشبيه.
● قَطْ قَطْ قَطْ: كلمة تقال عند الامتلاء والاكتفاء، أي "كفى، كفى، كفى".
● يَزْوِي: يضم بعضها إلى بعض ويجمعها.
● يَنْشِئُ لَهَا خَلْقًا: يخلق خلقاً جديداً لأجلها ليملؤها، مما يدل على سعتها وعظمتها.
2. شرح الحديث:
يصور هذا الحديث العظيم مشهدًا عجيبًا يوم القيامة، حيث تجادل الجنة والنار أمام الله تعالى، كلٌّ منهما تعبر عن "شكواها":
● تشكو النار: وكأنها تقول: لقد نلت حظًا كبيرًا، ولكن من هو حظي؟ إنهم المتكبرون والمتجبرون (الطغاة، المتعالون، أصحاب القوة والبطش في الدنيا). فهي تشتكي من "نوعية" من أُدخلوا فيها، وليس من قلة العدد.
● وتشكو الجنة: فتقول: لماذا لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم (الفقراء، المساكين، المستضعفين، الذين لا وزن لهم في موازين الدنيا)؟ فهي أيضًا تشتكي من "نوعية" أهلها في نظرها.
فيتدخل الله تعالى، مالك الملك، ليحكم بينهما ويبين حكمته المطلقة:
● يخاطب الجنة: فيبين لها أنها رحمته، وهو سبحانه يمنح رحمته لمن يشاء من عباده، وليس للأغنياء أو الفقراء، بل للمتقين الذين يستحقونها بعملهم وإن كانوا ضعفاء في الدنيا.
● ويخاطب النار: فيبين أنها عذابه، وهو سبحانه يعذب بها من يشاء ممن استحق العذاب بكفره وطغيانه وتكبره.
ثم يخبر سبحانه أنه سيملأ كلًا من الجنة والنار بالكامل:
● أما النار: فإنها لن تمتلئ تمامًا حتى يضع الله تعالى رجله فيها (وهذا من الأمور الغيبية التي نؤمن بها كما جاءت دون كيف)، فتقول "قط قط" أي كفى كفى، عندها تمتلئ ويضم الله بعضها إلى بعض لتتسع.
● وأما الجنة: فإن الله سيخلق خلقًا جديدًا خصيصًا ليملأها، مما يدل على سعتها التي لا تنتهي وكرم الله تعالى الذي لا limits له.
ويختم الحديث بقاعدة عظيمة: {وَلَا يَظْلِمُ اللهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا}، فكل من دخل النار دخلها بعدل الله، وكل من دخل الجنة دخلها بفضله ورحمته وعدله.
3. الدروس المستفادة منه:
1- التواضع خير من التكبر: الحديث يهدم معايير الدنيا، فالمتكبرون والمتجبرون مصيرهم النار، بينما الضعفاء والمستضعفون المتو
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1515 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1490 لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم
- 1491 هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين
- 1492 لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون...
- 1493 أبا بكر وعمر يستأديان النبي ﷺ فيقول: ائتدما بأكلكما لحم...
- 1494 الشعوب القبائل العظام والقبائل البطون
- 1495 تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم
- 1496 إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى...
- 1497 خيار الناس في الجاهلية والإسلام
- 1498 لا فضل لعربي على عجمي ولا لأحمر على أسود إلا...
- 1499 طف الصاع لم تملؤوه ليس لأحد على أحد فضل إلا...
- 1500 إعطاء الرجل خشية أن يكبه الله في النار
- 1501 إيتكلمون هكذا؟
- 1502 كان النبي يقرأ في الفجر بـ (ق والقرآن المجيد)
- 1503 صلى بنا رسول الله ﷺ فقرأ ق والقرآن المجيد
- 1504 ما أخذت ق والقرآن المجيد إلا عن لسان رسول الله...
- 1505 كان يقرأ بـ ق والقرآن المجيد واقتربت الساعة وانشق القمر
- 1506 فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني
- 1507 إن الله تجاوز عن أمتى ما حدث به أنفسها ما...
- 1508 إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفع الله بها...
- 1509 من يتكلم بكلمة رضوان الله يكتب له بها رضوانه إلى...
- 1510 ضمان الجنة بحفظ اللسان والفرج
- 1511 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره
- 1512 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره
- 1513 لا إله إلا الله إن للموت سكرات
- 1514 وُكِّلتُ اليوم بثلاثة
- 1515 «تحاجت الجنة والنار فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين»
- 1516 الجنة والنار تختصمان إلى ربهما
- 1517 حتى يضع فيها رب العزة قدمه فتقول قط قط
- 1518 الجنة رحمتي أرحم بها من أشاء والنار عذابي أعذب بها...
- 1519 سرعة حمل وولادة الولد في الجنة للمؤمن
- 1520 ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟
- 1521 إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر
- 1522 من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين وحمد...
- 1523 يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال...
- 1524 التسبيح في أدبار الصلوات
- 1525 أول شافع وأول مشفع
- 1526 قدم رسول الله ﷺ المدينة وأول شيء قاله أفشوا السلام
- 1527 فضل الدعاء في الثلث الاخير من الليل
- 1528 لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ
- 1529 نصر النبي بالصبا واهلاك عاد بالدبور
- 1530 تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك
- 1531 رخصة الطواف راكبة للمرأة المريضة
- 1532 سمعت رسول الله قرأ بالطور في المغرب.
- 1533 ثم عرج بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل
- 1534 البيت الذي في السماء يقال له: الضراح
- 1535 استغفار الولد للوالد يرفع الدرجات في الجنة
- 1536 نتتربص به ريب المنون
- 1537 سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ
- 1538 سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك.
- 1539 ركعتا الفجر افضل من الدنيا وما فيها
معلومات عن حديث: «تحاجت الجنة والنار فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين»
📜 حديث: «تحاجت الجنة والنار فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين»
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: «تحاجت الجنة والنار فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين»
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: «تحاجت الجنة والنار فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين»
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: «تحاجت الجنة والنار فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين»
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








