حديث: مطر الناس فقال أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٨٠) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)﴾

عن ابن عباس قال: مُطِرَ الناس على عهد النبيّ ﷺ، فقال النبيُّ ﷺ: «أصبح من الناس شاكرٌ، ومنهم كافرٌ، هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوءُ كذا وكذا». فنزلت هذه الآية: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ حتى بلغ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢).

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٧٣) عن عباس بن عبد العظيم العنبريّ، حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة - وهو ابن عمار -، حدثنا أبو زُميل، قال: حدثني ابن عباس، قال: فذكره.

عن ابن عباس قال: مُطِرَ الناس على عهد النبيّ ﷺ، فقال النبيُّ ﷺ: «أصبح من الناس شاكرٌ، ومنهم كافرٌ، هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوءُ كذا وكذا». فنزلت هذه الآية: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ حتى بلغ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما، والوارد في صحيح مسلم، يحمل معاني عظيمة وعبراً جليلة. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:
### أولاً. نص الحديث وروايته
روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "مُطِرَ الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَصْبَحَ مِنَ النَّاسِ شَاكِرٌ، وَمِنْهُمْ كَافِرٌ، قَالُوا: هَذِهِ رَحْمَةُ وَضَعَهَا اللَّهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَقَدْ صَدَقَ نَوْءُ كَذَا وَكَذَا». فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ حَتَّى بَلَغَ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾".
### ثانياً. شرح المفردات
● مُطِرَ النَّاسُ: أي نزل المطر عليهم.
● شَاكِرٌ: المؤمن الذي يعترف بأن المطر من فضل الله ورحمته.
● كَافِرٌ: هنا بمعنى الجاحد لنعمة الله، أي كافر النعمة وليس بالضرورة كافر العقيدة.
● نَوْءُ كَذَا وَكَذَا: النوء هو النجم أو الكوكب الذي يظن الناس أن مطرهم جاء بسبب طلوعه أو غروبه، وكانت العرب في الجاهلية تنسب الأمطار إلى النجوم.
### ثالثاً. شرح الحديث
1- السياق والحدث: حدث أن هطل المطر على الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فانقسمت ردود فعل الناس تجاه هذه النعمة إلى قسمين:
● قسم شاكر: قالوا: "هذه رحمة وضعها الله" أي اعترفوا بأن المطر رحمة من الله تعالى ومن فضله.
● قسم كافر (جاحد للنعمة): قالوا: "لقد صدق نوء كذا وكذا" أي نسبوا نزول المطر إلى النجوم والكواكب، كما كان يفعل أهل الجاهلية.
2- رد فعل النبي صلى الله عليه وسلم: لاحظ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الانقسام في المواقف، فبيَّن أن منهم من يشكر الله على نعمته، ومنهم من يجحدها وينسبها إلى غير الله.
3- نزول الآيات: استجابة لهذا الموقف، نزلت الآيات من سورة الواقعة من قوله تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ * وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [الواقعة: 75-82].
والمعنى: يقسم الله تعالى بمواقع النجوم ومساراتها على عظم القرآن وجلالته، ثم يوبخ الذين يجعلون رزقهم (كالمطر وغيره) سبباً للتكذيب بنعم الله ونسبتها إلى غير الله.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- وجوب شكر الله على النعم: فالمطر نعمة عظيمة، وهو سبب الحياة والرزق، فيجب الاعتراف بأنه من فضل الله تعالى.
2- تحريم نسبة النعم إلى غير الله: كمن ينسب المطر إلى النجوم أو الطبيعة أو غيرها، فهذا شرك في الربوبية وجحود للنعمة.
3- بيان سوء عادة الجاهلية: كان المشركون ينسبون الأمطار إلى الأنواء (النجوم)، فجاء الإسلام ليبطل هذه الخرافات.
4- عظمة القرآن وردّه على الضلالات: فإن الله أنزل الآيات رداً على من جحد نعمته ونسبها إلى النجوم.
5- أن القلوب ثلاثة: قلب شاكر وقلب كافر (جاحد) وقلب منافق، كما في هذا الموقف.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
● الأنواء: جمع نوء، وهي النجوم التي تطلع وتغرب، وكان العرب يزعمون أن المطر ينزل بنوء معين.
● حكم نسبة المطر إلى النجوم: محرم شرعاً، وهو من الشرك الأصغر إذا اعتقد أن النجم هو الفاعل المستقل، وقد يكون أكبر إذا اعتقد أنه يشارك الله في الخلق.
● الاستفادة من الحديث في الدعوة: ينبغي تذكير الناس بنعم الله وتحذيرهم من نسبة النعم إلى غير الله، خاصة في أوقات نزول المطر.
أسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين لنعمه، المعترفين بفضله، وأن يعيذنا من الكفر والجحود.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (٧٣) عن عباس بن عبد العظيم العنبريّ، حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة - وهو ابن عمار -، حدثنا أبو زُميل، قال: حدثني ابن عباس، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1620 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مطر الناس فقال أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر

  • 📜 حديث: مطر الناس فقال أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مطر الناس فقال أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مطر الناس فقال أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مطر الناس فقال أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب