حديث: سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله:

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله، فقلت: يا رب، قد كانت قبلي رسل، منهم من سخرت له الرياح، ومنهم من كان يحيي الموتى، قال: ألم أجدك يتيما فآويتك؟ ألم أجدك ضالا فهديتك؟ ألم أشرح لك صدرك، ووضعت عنك وزرك؟ قلت: بلى يا رب».

صحيح: رواه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (٨/ ٤٣٠) والطبراني في الأوسط (٣٦٦٤) وفي الكبير (١١/ ٤٥٥) والحاكم (٢/ ٥٢٦) كلهم من طرق عن حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله، فقلت: يا رب، قد كانت قبلي رسل، منهم من سخرت له الرياح، ومنهم من كان يحيي الموتى، قال: ألم أجدك يتيما فآويتك؟ ألم أجدك ضالا فهديتك؟ ألم أشرح لك صدرك، ووضعت عنك وزرك؟ قلت: بلى يا رب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.

أولاً. شرح المفردات:


● سألت ربي مسألة: طلبت من ربي طلبًا عظيمًا.
● وددت أني لم أسأله: تمنيت بعد ذلك أني لم أتقدم بهذا السؤال.
● سخرت له الرياح: جعلت الريح تحت تصرفه وتسير بأمره، كما كان لنبي الله سليمان عليه السلام.
● يحيي الموتى: كمعجزة لنبي الله عيسى عليه السلام بإذن الله.
● ضالاً: هنا بمعنى غير مهتدي إلى الإسلام قبل البعثة، وليس بمعنى الضلال المذموم.
● ووضعت عنك وزرك: أي غفرت لك ذنبك السابق أو أزال الله ما كان على النبي من آثار الجاهلية.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل ربه سؤالاً عظيمًا، ثم ندم على هذا السؤال بعد أن أجابه الله تعالى بطريقة تذكره بالنعم العظيمة التي أنعمها عليه.
فقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه من المعجزات الحسية الظاهرة مثلما أعطى الأنبياء من قبله، كتسخير الرياح أو إحياء الموتى، ليكون ذلك أدعى لقبول قومه لدعوته.
فأجابه الله تعالى بمقابلة هذا السؤال بذكر نعمه العظيمة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتي هي أعظم وأبقى من المعجزات الحسية التي طلبها، قائلاً له:
● ألم أجدك يتيماً فآويتك: فقد عاش النبي يتيمًا فكفله جده ثم عمه، وحفظه من ذل اليتيمة.
● ألم أجدك ضالاً فهديتك: أي غير مهتدي إلى الدين الحق قبل الوحي، فهداك للإسلام وأعلى شأنك.
● ألم أشرح لك صدرك: أي وسعته للإيمان والحكمة والرحمة.
● ووضعت عنك وزرك: أي غفرت لك ما تقدم من ذنبك، فلم يبقَ عليك شيء من أدران الجاهلية.
فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم معترفًا بنعم الله: "بلى يا رب".
ففهم النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الجواب أن ما أعطاه الله من النعم والمعجزات المعنوية القرآن الكريم، والشريعة الكاملة، والخلق العظيم) هو أعظم وأشمل من المعجزات الحسية المؤقتة، فندم على سؤاله وتمنى لو لم يسأل.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عظمة منزلة النبي صلى الله عليه وسلم: فالله قد منحه من النعم ما يفوق المعجزات المادية التي أعطيت للأنبياء السابقين.
2- التذكير بنعم الله: ينبغي على المسلم أن يتذكر نعم الله عليه قبل أن يطلب المزيد، فشكر النعم سبب للمزيد.
3- الأدب مع الله في السؤال: أن يسأل العبد ربه بأدب وعدم إلحاف، وأن يرضى بما يقسمه الله له.
4- تفاضل المعجزات: فمعجزة القرآن الكريم والشريعة الإسلامية التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم هي أعظم المعجزات وأبقاها.
5- التواضع والاعتراف بالنعم: كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما اعترف بنعم الله عليه.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أحاديث الشمائل التي تبين أدب النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه.
- فيه إثبات صفة الكلام لله تعالى كما يليق بجلاله.
- يستفاد منه أن الندم على سؤال الله أمر ممكن حتى للأنبياء، مما يعلمنا المراجعة والدقة في الطلبات.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الأدب معه في السؤال والمسألة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (٨/ ٤٣٠) والطبراني في الأوسط (٣٦٦٤) وفي الكبير (١١/ ٤٥٥) والحاكم (٢/ ٥٢٦) كلهم من طرق عن حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده صحيح، وحماد بن زيد ممن سمع عطاء بن السائب قبل اختلاطه.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
قال الطبراني في الأوسط: «لم يرفع هذا الحديث عن حماد بن زيد إلا أبو الربيع الزهراني، وسليمان بن أيوب صاحب البصري».
قال الأعظمي: بل رفعه أيضا أبو عمر الحوضي عند ابن أبي حاتم، وعارم أبو النعمان عند الطبراني في الكبير، وعبد الله بن الجراح عند الحاكم، كلهم عن حماد بن زيد به مرفوعا. ورفع هؤلاء يقدم على من وقَّفه.
وقوله: ﴿وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ﴾ أي: خَفَّفْنا عنك أعباء النبوة، وسهَّلْنا عليك القيام بأمورها، وخَفَّفْنا من هَمِّك الشديد وحزنك البالغ من أجل إعراض المشركين عن الإسلام، وعدم اتباعهم لك، ورفضهم لما جئت به من الحق والهدى، وإصرارهم على دين آبائهم دين الشرك والوثنية.
وقيل: غير ذلك، وهذا أصح وأولى وأنسب لمقام النبوة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1872 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله

  • 📜 حديث: سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب