حديث: التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر في الوتر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)﴾

عن أبي سلمة قال: سألت أبا سعيد - وكان لي صديقا - فقال: اعتكفنا مع النبي ﷺ العشر الأوسط من رمضان، فخرج صبيحة عشرين، فخطبنا وقال: «إني أريت ليلة القدر، ثم أنسيتها - أو نُسِّيتها - فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر، وإني رأيت
أني أسجد في ماء وطين».

متفق عليه: رواه البخاري في فضل ليلة القدر (٢٠١٦) ومسلم في الصيام (١١٦٧: ٢١٦) كلاهما من حديث هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة، فذكره.

عن أبي سلمة قال: سألت أبا سعيد - وكان لي صديقا - فقال: اعتكفنا مع النبي ﷺ العشر الأوسط من رمضان، فخرج صبيحة عشرين، فخطبنا وقال: «إني أريت ليلة القدر، ثم أنسيتها - أو نُسِّيتها - فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر، وإني رأيت
أني أسجد في ماء وطين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يجعلنا من الباحثين عن ليلة القدر الموفقين لقيامها وإدراك خيرها.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 669)، ومسلم في صحيحه (رقم 1167) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وهو حديث جليل يجمع بين بيان وقت ليلة القدر والإرشاد إلى كيفية التماسها، مع الإخبار بعلامة حسية تدل على صدق النبي ﷺ.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● اعْتَكَفْنَا: الاعتكاف هو لزوم المسجد بنية التقرب إلى الله تعالى، وهو من السنن المؤكدة في العشر الأواخر من رمضان.
● العَشْرِ الأَوْسَطِ: أي ليالي الأيام من الحادي عشر إلى العشرين من رمضان.
● أُرِيتُ: أي أُظهرت لي وأُعلِمت بها في المنام.
● أُنْسِيتُهَا أَوْ نُسِّيتُهَا: "أُنْسِيتُها" بمعنى أن الله أزال علمها من ذهني، و"نُسِّيتُها" بمعنى أنني نسيتها بفعلي.
● فَالْتَمِسُوهَا: فاطلبوها واجتهدوا في البحث عنها.
● فِي الْوَتْرِ: في الليالي الفردية من العشر الأواخر (أي ليلة 21، 23، 25، 27، 29).
● أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ: أي أن رأسي يصيب الماء والطين أثناء السجود.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنهم اعتكفوا مع النبي ﷺ العشر الأوسط من رمضان (من 11 إلى 20)، ثم خرج عليهم صبيحة اليوم العشرين (أي بعد انتهاء الاعتكاف) فخطبهم وأخبرهم بخبرين عظيمين:
1- أنه أُري ليلة القدر ثم نسيها: وهذا من رحمة الله وحكمته، حيث أخفاها عن عباده ليجتهدوا في طلبها في جميع ليالي العشر الأواخر، لا في ليلة واحدة، فيكثر عملهم ويتضاعف أجرهم. وقد أمرهم النبي ﷺ أن يلتمسوها في الليالي الوترية من العشر الأواخر، تأكيداً على أن احتمالية وجودها في الليالي الفردية أقوى.
2- أنه رأى في المنام أنه يسجد في ماء وطين: وهذا تحقق بعد ذلك، حيث نزل المطر في تلك الليلة (وهي ليلة إحدى وعشرين كما في رواية أخرى)، فسجد النبي ﷺ في صلاة الصبح وسجد الصحابة معه، حتى أصبحت جباههم تلامس الطين والماء. وهذه العلامة الحسية كانت تطميناً للصحابة على صدق رؤيته ﷺ وتأكيداً على أن الليلة التي رأى فيها ذلك كانت ليلة القدر.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحكمة من إخفاء ليلة القدر: ليحصل الاجتهاد في العبادة في جميع ليالي العشر، لا في ليلة معينة، فيزيد الأجر ويتضاعف الثواب.
2- مشروعية الاعتكاف في العشر الأواخر: وهو من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ويُعد من أسباب إدراك ليلة القدر.
3- الاجتهاد في طلب ليلة القدر: بالأعمال الصالحة من صلاة وذكر ودعاء وقراءة قرآن، خاصة في الليالي الوترية.
4- صدق نبوة محمد ﷺ: حيث تحققت رؤياه بالعلامة المحسوسة (السجود في الماء والطين)، مما يزيد المؤمن يقيناً بنبوته.
5- التواضع لله تعالى: حيث سجد النبي ﷺ وأصحابه في الطين والماء، مع أنهم могوا الصلاة في مكان جاف، لكنهم فضلوا امتثال الرؤيا وعدم الترفع عن عبادة الله.

رابعاً. فوائد إضافية:


- يستحب الإكثار من الدعاء في ليالي العشر، خاصة دعاء: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» (رواه الترمذي وصححه).
● الاجتهاد في العبادة في هذه الليالي يكون في النصف الثاني من الليل خاصة، كما يدل على ذلك حديث عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله ﷺ إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله» (متفق عليه).
● ليلة القدر أفضل من ألف شهر، فمن أدركها غفر له ما تقدم من ذنبه، كما في الحديث الصحيح.
أسأل الله أن يوفقنا لقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، وأن يغفر لنا ذنوبنا ويتقبل منا صالح الأعمال. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في فضل ليلة القدر (٢٠١٦) ومسلم في الصيام (١١٦٧: ٢١٦) كلاهما من حديث هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1878 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر في الوتر

  • 📜 حديث: التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر في الوتر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر في الوتر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر في الوتر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر في الوتر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب