حديث: لئن رأيته لأطأن على رقبته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (٧) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (١٤) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (١٨) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩)﴾

عن أبي هريرة قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قال: فقيل: نعم. فقال: واللات والعزى، لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب، قال: فأتى رسول الله ﷺ وهو يصلى. زعم ليطأ على رقبته، قال: فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه. قال: فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة. فقال رسول الله ﷺ: «لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا». قال: فأنزل الله عز وجل لا ندري في حديث أبي هريرة أو شيء بلغه -: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (٧) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾ يعني أبا جهل، ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (١٤) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (١٨) كَلَّا لَا تُطِعْهُ﴾ زاد عبيد الله في حديثه قال: وأمره بما أمره به. وزاد ابن عبد الأعلى: ﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ﴾ يعني: قومه.

صحيح: رواه مسلم في صفة القيامة (٢٧٩٧) من طرق عن المعتمر (وهو ابن سليمان)، عن أبيه، حدثني نُعَيم بن أبي هند، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قال: فقيل: نعم. فقال: واللات والعزى، لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب، قال: فأتى رسول الله ﷺ وهو يصلى. زعم ليطأ على رقبته، قال: فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه. قال: فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة. فقال رسول الله ﷺ: «لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا». قال: فأنزل الله ﷿ لا ندري في حديث أبي هريرة أو شيء بلغه -: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (٧) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾ يعني أبا جهل، ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (١٤) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (١٨) كَلَّا لَا تُطِعْهُ﴾ زاد عبيد الله في حديثه قال: وأمره بما أمره به. وزاد ابن عبد الأعلى: ﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ﴾ يعني: قومه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم ورد في صحيح الإمام مسلم وغيره، وهو يحكي قصة مواجهة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبي جهل أحد أشد أعداء الإسلام في مكة، وقد نزلت فيه آيات من سورة العلق. وسأشرحه لك جزءًا جزءًا مستعينًا بالله تعالى.

أولاً. شرح المفردات:


● يعفر وجهه: أي يضع وجهه على الأرض في السجود.
● اللات والعزى: هما صنمان كانا يعبدهما المشركون في الجاهلية.
● لأطأن على رقبته: لأدوس على عنقه.
● لأعفرن وجهه في التراب: لألصق وجهه بالتراب إهانةً.
● ينكص على عقبيه: يتراجع إلى الوراء خائفًا.
● يتقي بيديه: يدفع بيديه عن نفسه شيئًا يراه.
● خندقًا من نار: حاجزًا من النار.
● هولاً: أمرًا مفزعًا.
● أجنحة: جمع جناح، وهو ما يطير به الملك.
● عضواً عضوا: قطعة قطعة.
● يطغى: يتجاوز الحد في الكفر والعصيان.
● استغنى: ظن أنه غني عن الله.
● الرجعى: المرجع والمصير.
● ينهى: يمنع.
● عبْدًا إذا صلى: أي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي.
● التقوى: طاعة الله واجتناب معاصيه.
● تولى: أعرض عن الإيمان.
● لنسفعًا بالناصية: لنجرّن بناصيته (شعر مقدّم الرأس) إلى النار.
● ناديه: جماعته وقومه.
● الزبانية: الملائكة الغلاظ الشداد الموكلون بعذاب الكفار.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أبا جهل – واسمه عمرو بن هشام، وكان من أشد الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم – سأل قومه: "هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟" أي: هل يسجد ويضع جبهته على الأرض أمامكم؟ فأجابوه: نعم. فحلف أبو جهل بآلهة اللات والعزى قائلاً: "لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب"، أي لينتهكنّ حرمة النبي صلى الله عليه وسلم إما بدوس عنقه أو بدفع وجهه إلى التراب.
ثم ذهب أبو جهل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي لتنفيذ تهديده، ولكنّ الله تعالى حمى نبيه، فرأى أبو جهل بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم خندقًا من النار وهولاً مخيفًا وملائكة بأجنحة، ففزع وتراجع إلى الوراء يدفع بيديه عن نفسه ما يراه من الأهوال.
فسأله الناس عن سبب فزعه، فقال: "إن بيني وبينه لخندقًا من نار وهولاً وأجنحة"، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الملائكة كانت تحرسه، ولو اقترب أبو جهل أكثر لاختطفته الملائكة قطعة قطعة.
ثم نزلت الآيات من سورة العلق (6-19) توبيخًا لأبي جهل وتوعّدًا له، حيث ذُكر فيها:
- توبيخ الإنسان الذي يطغى عندما يستغني عن ربه.
- تذكيره بأن المصير إلى الله.
- توبيخ أبي جهل الذي ينهى عبدًا (وهو النبي) عن الصلاة.
- تهديده بأن الله سيجره بناصيته إلى النار إذا لم يترك عداوته.
- دعوته لاستنصار قومه، فإن الله سيدعو عليه الزبانية من الملائكة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عناية الله تعالى بنبيه وحمايته: فقد حمى الله نبيه من كيد الكفار، وجعل بينه وبينهم حاجزًا.
2- قدرة الله على إرهاب الأعداء: حيث أرعب الله أبا جهل برؤية ما لم يكن يتوقعه.
3- عظمة الملائكة وقوتهم: فهم جنود الله ينفذون أمره ويحمون أولياءه.
4- ذم الكبر والطغيان: كما في حال أبي جهل الذي طغى واستكبر عن عبادة الله.
5- فضل الصلاة وعظمتها: حتى إن أعداء الإسلام يخشون منها ويحاولون منع المؤمنين عنها.
6- الوعيد الشديد لمن يتعرض للمصلين أو يصد عن سبيل الله: كما توعد الله أبا جهل بالعذاب الأليم.
7- أن الله يمهل ولا يهمل: فقد أمهل الله أبا جهل ولكنه لم يهمله، بل أنذرَه وعاقبه.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- الآيات التي نزلت هي من سورة العلق، وهي من أوائل ما نزل من القرآن.
- قصة أبي جهل هذا تدل على أن الله يحفظ أولياءه، وأن كيد الأعداء لا يضر إلا بإذن الله.
- أبو جهل قُتل في غزوة بدر الكبرى، وقد حقق الله فيه وعيده، فكان من الأسرى الذين قُتلوا بعد المعركة.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا من المحافظين على الصلاة، البعدين عن طغيان الكبر والاستكبار. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صفة القيامة (٢٧٩٧) من طرق عن المعتمر (وهو ابن سليمان)، عن أبيه، حدثني نُعَيم بن أبي هند، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1875 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لئن رأيته لأطأن على رقبته

  • 📜 حديث: لئن رأيته لأطأن على رقبته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لئن رأيته لأطأن على رقبته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لئن رأيته لأطأن على رقبته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لئن رأيته لأطأن على رقبته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب