حديث: التين والزيتون في صلاة العشاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله:

عن البراء، أن النبي ﷺ كان في سفر، فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٥٢) ومسلم في الصلاة (٤٦٤) كلاهما من طريق شعبة، قال: أخبرني عدي بن ثابت، قال: سمعت البراء: فذكره.

عن البراء، أن النبي ﷺ كان في سفر، فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:


عن البراء بن عازب رضي الله عنه، أن النبي ﷺ كان في سفر، فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون.

تخريج الحديث:


هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 769)، ورواه الإمام مسلم في صحيحه (رقم 464)، مما يدل على صحته وقبوله لدى أهل السنة والجماعة.

1. شرح المفردات:


● في سفر: أي في رحلة أو انتقال من مكان إلى آخر.
● العشاء: صلاة العشاء، وهي الصلاة الخامسة المفروضة في اليوم والليلة.
● في إحدى الركعتين: أي في إحدى ركعتي صلاة العشاء، سواء الأولى أو الثانية.
● بالتين والزيتون: أي قرأ سورة التين، وهي السورة الخامسة والتسعون في القرآن الكريم، والتي تبدأ بقوله تعالى: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان مسافرًا، وأقام صلاة العشاء، فقرأ في إحدى ركعتي هذه الصلاة سورة التين. وهذا يدل على عدة أمور:
● جواز القراءة بالسور القصيرة في الصلاة: فقد قرأ النبي ﷺ سورة التين، وهي سورة قصيرة، في صلاة العشاء، مما يدل على جواز ذلك، خاصة في السفر حيث يراعى التخفيف على المصلين.
● التخفيف في السفر: السفر من الأعذار الشرعية التي تبيح التخفيف في الصلاة، سواء في القصر (أي جمع الصلوات) أو في تقصير القراءة، وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده.
● تنوع القراءة في الصلاة: كان النبي ﷺ يقرأ في الصلوات بسور مختلفة، تارة بالطوال وتارة بالمفصل (السور القصيرة في آخر المصحف)، وهذا يدل على استحباب التنوع في القراءة ليعلم الناس جواز ذلك.

3. الدروس المستفادة منه:


● التيسير في العبادة: الإسلام دين يسر، وليس عسرًا، خاصة في حالات السفر والمشقة، فيشرع التخفيف في الصلاة وغيرها من العبادات.
● استحباب قراءة سور المفصل في الصلاة: سور المفصل (من سورة الحجرات إلى سورة الناس) قصيرة ومناسبة للقراءة في الصلاة، خاصة في السفر أو حين يريد الإمام التخفيف على المصلين.
● اتباع سنة النبي ﷺ: ينبغي للمسلم أن يقتدي بالنبي ﷺ في جميع أحواله، في السفر والحضر، في الصلاة وغيرها.
● أهمية الصلاة في السفر: السفر ليس عذرًا لترك الصلاة أو التهاون فيها، بل يجب أداؤها مع مراعاة أحكام القصر والجمع.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- سورة التين هي من السور المكية، وعدد آياتها 8 آيات، وهي من سور المفصل.
- كان النبي ﷺ يقرأ في الصلاة بما يتناسب مع حال المصلين، فإذا كان خلفه ضعيف أو مريض أو في سفر، خفف القراءة رحمة بهم.
- يجوز للإمام في الصلاة الجهرية (كالعشاء) أن يقرأ بالسور القصيرة، ولا يجب عليه أن يقرأ بالطوال، خاصة إذا كان هناك سبب للتخفيف.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للاقتداء برسول الله ﷺ في جميع أحوالنا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٩٥٢) ومسلم في الصلاة (٤٦٤) كلاهما من طريق شعبة، قال: أخبرني عدي بن ثابت، قال: سمعت البراء: فذكره.
واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه، وزاد البخاري (٧٦٩) ومسلم في رواية من وجه آخر عن عدي به: «فما سمعت أحدا أحسن صوتا منه».
قوله: ﴿وَالتِّينِ﴾ ثمرة معروفة بهذا الاسم، لها فوائد كثيرة، ولذا يقسم الله بها ليمتن على عباده بأنه خلقها لهم ليتمتعوا بها.
وقوله ﴿وَالزَّيْتُونِ﴾ الزيتون ثمرة معروفة بهذا الاسم، يستخرج منه الزيت، وزيته أفضل أنواع الزيوت.
على ظاهر هذين الاسمين لا يختلف فيه أحد من المفسرين المتقدمين والمتأخرين، ولكن لما ذكر مع هذين: ﴿وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ توجه بعض المفسرين إلى تفسير آخر يكون ملائما لذكر طور سينين والبلد الأمين، وهو أن المراد بالتين والزيتون الأرض المباركة التي يكثر فيها زرع هذين الشجرتين، وهي بلاد الشام، بل منهم من قال: إنهما اسمان لمساجد في بلاد الشام، قال
محمد بن كعب: التين مسجد أصحاب الكهف، والزيتون مسجد إيلياء.
وقوله: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ هو الجبل المعروف بطور سيناء.
الطور: بمعنى الجبل عند الكنعانيين، وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام.
وقوله: ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ وهو مكة بدون خلاف؛ لأن الله جعله بلدا آمنا، كقوله تعالى: ﴿الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ [قريش: ٤].
وقال بعض أهل العلم: هذه الآيات فيها إشارة إلى ثلاثة من أولي العزم من الرسل، ومكان بعثتهم ونزول الوحي إليهم.
فقوله: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ فيه إشارة إلى بيت المقدس وما جاورها حيث بعث عيسى عليه السلام، فإن تلك الأرض معروفة بكثرة التين والزيتون.
وقوله: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ هو طور سيناء الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام.
وقوله: ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ أي مكة فإنه البلد الذي من دخله كان آمنا، وهو الذي نُبِّيَ فيه نبينا محمد ﷺ.
وأولى الأقوال عندي حمله على ظاهر المعنى.
هذه كلها أقسام، والمقسم عليه قوله: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ أي: أعدل قامة، وأحسن صورة، وذلك أنه خلق كل حيوان منكبا على وجهه، وخلق الإنسان مديد القامة، يتناول مأكوله بيده، مع العقل والتمييز.
وقوله: ﴿فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ قد يحمل على إدراك الإنسان غاية خلقه، وهو كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦] لأن قوله: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ [التين: ٥] مشعر إلى أنه إذا أخطأ الطريق فسيكون من أسفل السافلين أي: النار.
وقوله: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ يستثنى من هؤلاء الإنسان الذي لم يخطئ الطريق، وأدرك مقاصد حياته من خلقه، فتبع الرسل، وعمل وفق شرائعهم، فلهم عند الله أجر عظيم لا ينقطع أبدا.
وقوله: ﴿بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ أي: أنه أقوى الحاكمين، وفي كل قضائه حكمة ومصلحة.
وقد روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من قرأ ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين».
رواه أحمد (٧٣٩١) والترمذي (٣٣٤٧) وأبو داود (٨٨٧) كلهم من حديث إسماعيل بن أمية، سمعه من شيخ، فقال مرة: سمعته من رجل من أهل البادية أعرابي، سمعت أبا هريرة يقول: فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل رجل لم يُسَمَّ.
قال الترمذي: «هذا حديث إنما يروى بهذا الإسناد عن هذا الأعرابي، عن أبي هريرة، ولا يُسَمَّى».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1873 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: التين والزيتون في صلاة العشاء

  • 📜 حديث: التين والزيتون في صلاة العشاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: التين والزيتون في صلاة العشاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: التين والزيتون في صلاة العشاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: التين والزيتون في صلاة العشاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب