حديث: عنوان الحديث: "ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه لسأل ثانيا"
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله:
حسن: رواه الترمذي (٣٧٩٣) وأحمد (٢١٢٠٢) واللفظ له، وصحَّحه الحاكم (٢/ ٢٢٤) كلهم من حديث شعبة بن الحجاج، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإني أسأل الله تعالى أن يوفقني لشرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مفيدًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.
الحديث الشريف:
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: إن رسول الله ﷺ قال: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن» قال: فقرأ: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ قال: فقرأ فيها: «ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه، لسأل ثانيا، ولو سأل ثانيا فأعطيه لسأل ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب، وإن ذلك الدين عند الله الحنيفية غير المشركة، ولا اليهودية، ولا النصرانية، ومن يفعل خيرا فلن يُكْفَرْه».
شرح المفردات:
● واديًا من مال: أي كمية كبيرة من المال تسد الوادي.
● يُكْفَرْه: أي ينكر ويُجحد، والمعنى أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
شرح الحديث:
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح. وفيه أن النبي ﷺ أخبر أبي بن كعب رضي الله عنه أن الله تعالى أمره أن يقرأ عليه سورة البينة، وفي أثناء تلاوته ذكر هذه الزيادة التي هي تفسير وتأكيد لمعاني السورة.
1- قوله: «ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه، لسأل ثانيا، ولو سأل ثانيا فأعطيه لسأل ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب»:
- هذا بيان لحقيقة طبيعة الإنسان في حب الدنيا والاستزادة منها، فلو أعطي الإنسان مالاً كثيرًا لطلب المزيد، ولا يشبع قلبه إلا بالموت حين يموت ويدفن في التراب. وهذا تحذير من الاغترار بالدنيا والاستكثار منها، وتذكير بحقيقة الموت وأن الدنيا زائلة.
2- قوله: «ويتوب الله على من تاب»:
- هذه بشرى عظيمة للمؤمنين بأن باب التوبة مفتوح، فمن تاب إلى الله توبة نصوحًا قبل الله توبته، ومحا سيئاته، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده.
3- قوله: «وإن ذلك الدين عند الله الحنيفية غير المشركة، ولا اليهودية، ولا النصرانية»:
- هذا بيان أن الدين المقبول عند الله هو الإسلام، وهو الحنيفية السمحة التي جاء بها جميع الأنبياء، والتي تعني الإخلاص لله تعالى وعبادته وحده لا شريك له، دون شرك أو انحراف كما في اليهودية أو النصرانية المحرفتين.
4- قوله: «ومن يفعل خيرا فلن يُكْفَرْه»:
- أي أن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً، بل يجازيه عليه أفضل الجزاء، سواء كان ذلك في الدنيا أو في الآخرة. وهذا حث على فعل الخيرات والاستمرار فيها.
الدروس المستفادة:
1- التحذير من حب الدنيا والاستزادة منها: فطبيعة الإنسان لا تشبع من الدنيا، والشبع الحقيقي هو بالموت، فيجب على المسلم أن يكون زاهدًا في الدنيا، راغبًا في الآخرة.
2- التوبة والرجوع إلى الله: باب التوبة مفتوح، ويجب على المسلم أن يداوم على التوبة والاستغفار.
3- أن الدين الحق هو الإسلام: فلا يقبل الله دينًا سواه، وهو دين جميع الأنبياء، وهو البراءة من الشرك وأهله.
4- الحث على فعل الخير: فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، بل يجزيهم أحسن الجزاء.
معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدل على فضل أبي بن كعب رضي الله عنه، حيث خصه النبي ﷺ بهذه القراءة بأمر من الله تعالى.
- الزيادة المذكورة في الحديث هي من تفسير النبي ﷺ لسورة البينة، مما يدل على أن السنة تفسر القرآن.
- الحديث يدعو إلى التوازن في الحياة، فلا ينشغل الإنسان بالدنيا عن الآخرة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
وإسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة فإنه حسن الحديث.
وفي معناه أحاديث أخرى مخرجة في كتاب الزهد، فليراجع شرحها هناك.
قوله: ﴿مُنْفَكِّينَ﴾ يعني: منتهين عن كفرهم وشركهم وضلالهم.
وقوله: ﴿حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ أي: البينة الواضحة والبرهان الساطع وهو القرآن.
وقوله: ﴿رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً﴾ أي: محمد ﷺ الذي أرسله الله إليهم ليقرأ عليهم صحفا مطهرة، وهو القرآن، وكنى عنه بالصحف المطهرة لأنه مكتوب في الملأ الأعلى ومحفوظ عن قربان الشياطين، لا يمسها إلا المطهرون.
وقوله: ﴿فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾ أي: إن فيها كتبا وهي السور والآيات.
والقيمة: المراد بها أخبار صادقة وأوامر عادلة مستقيمة.
فإذا جاءت هذه البينة فحينئذ يتبين من هو طالب الحق فيتبعه، ومن ليس بطالب الحق، فيهلك مثل ما وقع في الماضي لأهل العلم لقوله تعالى: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ فيا من أرسل إليهم هذا الرسول الكريم، وأنزل عليه هذا القرآن العظيم لا تكونوا مثل هؤلاء، كما قال تعالى في سورة آل عمران [١٠٥]: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ مع أنهم لم يؤمروا إلا أن يعبدوا الله وحده، ولا يشركوا بالله أحدا، وهو قوله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾.
وقوله: ﴿حُنَفَاءَ﴾ أي: معرضين عن سائر الأديان المخالفة لدين الإسلام.
وقوله: ﴿وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ﴾ لأن من أفضل مظاهر الإخلاص لله المواظبة على الصلوات، لأنها من أشرف العبادات. والزكاة هي المواساة للفقراء والمساكين. والملة التي تتكون من هذه العناصر تكون ملة عادلة، وملة قائمة على الحق والإحسان.
وأما جزاء من جاءتهم البينة ولم يقبلوها فمصيرهم، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾ ذلك لأنهم عرفوا الحق ولم يقبلوه، فلهم نار جهنم ماكثين فيها لا يحولون عنها، وهم وصفوا ﴿أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾ أي: شر الخليقة.
وأما الذين قبلوا الحق، فهم الأبرار، ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (٧) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ أي: إن الله رضي عنهم فأعد لهم الجنة ونعيمها، وهم رضوا بهذه النعم والفضل العظيم الذي منحهم الله تعالى.
وقوله: ﴿ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ أي: إن هذا الجزاء حاصل لمن خشي الله، واتقاه حق تقواه، وعبده حق عبادته.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1882 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1857 كل يعمل لما خلق له أو لما يسر له
- 1858 اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب...
- 1859 انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه
- 1860 عنوان الحديث: أبو الدرداء يسأل: أفيكم من يقرأ؟
- 1861 اللهم يسر لي جليسا صالحا
- 1862 هل تقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود
- 1863 أبو بكر يعتق رقابا ضعافا ابتغاء وجه الله
- 1864 اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة
- 1865 أنذرتكم النار أنذرتكم النار
- 1866 توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه
- 1867 ما ودعك ربك وما قلى
- 1868 اللهم أمتي أمتي وبكى النبي ﷺ لأمته
- 1869 عُرِض على رسول الله ﷺ ما هو مفتوح على أمته...
- 1870 شق صدر النبي ﷺ واستخراج حظ الشيطان منه
- 1871 فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري
- 1872 سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله
- 1873 التين والزيتون في صلاة العشاء
- 1874 بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ في غار حراء
- 1875 لئن رأيته لأطأن على رقبته
- 1876 لَوْ رَآنِي أَبُو جَهْلٍ أُصَلِّي لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ
- 1877 ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك...
- 1878 التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر في الوتر
- 1879 غفران الذنوب لمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا
- 1880 الله أمرني أن أقرأ عليك لم يكن الذين كفروا
- 1881 الله أمرني أن أقرئك القرآن
- 1882 عنوان الحديث: "ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال...
- 1883 اقرأ ثلاثا من ذات الر
- 1884 عنوان الحديث: قراءة النبي ﷺ سورة الزلزلة في الركعتين كلتيهما...
- 1885 الأرض تخرج كنوزها يوم القيامة ولا يأخذها أحد
- 1886 ما أنزل الله عليَّ فيها إلا هذه الآية الفاذة الجامعة
- 1887 إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها
- 1888 أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ
- 1889 يقول ابن آدم: مالي مالي، هل لك من مالك إلا...
- 1890 عن أي نعيم نسأل يوم القيامة؟
- 1891 عن أي نعيم نسأل وإنما هما الأسودان الماء والتمر
- 1892 من النعيم الذي تسألون عنه
- 1893 الجوع أخرجنا من بيوتنا
- 1894 من تسأل عنه يوم القيامة؟
- 1895 ما أخرجكم هذه الساعة؟
- 1896 {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}
- 1897 حبس الله عن مكة الفيل وسلط عليهم رسول الله والمؤمنين
- 1898 قائد الفيل وسائسه بمكة أعميين مقعدين يستطعمان
- 1899 فضل قريش بسبع خصال
- 1900 اعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمكم من جوع وآمنكم من...
- 1901 صلاة المنافق يرقب الشمس بين قرني الشيطان
- 1902 هذا الكوثر حافتاه قباب اللؤلؤ مجوفا
- 1903 إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ
- 1904 نهر الكوثر هو نهر أعطيه نبيكم ﷺ
- 1905 الكوثر هو الخير الذي أعطاه الله إياه
- 1906 لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت له قريش أنت...
معلومات عن حديث: عنوان الحديث: "ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه لسأل ثانيا"
📜 حديث: عنوان الحديث: "ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه لسأل ثانيا"
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: "ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه لسأل ثانيا"
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: "ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه لسأل ثانيا"
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عنوان الحديث: "ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه لسأل ثانيا"
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








