حديث: عنوان الحديث: "ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه لسأل ثانيا"

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله:

عن أبي بن كعب قال: إن رسول الله ﷺ قال: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن» قال: فقرأ: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ قال: فقرأ فيها: «ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه، لسأل ثانيا، ولو سأل ثانيا فأعطيه لسأل ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب، وإن ذلك الدين عند الله الحنيفية غير المشركة، ولا اليهودية، ولا النصرانية، ومن يفعل خيرا فلن يُكْفَرْه».

حسن: رواه الترمذي (٣٧٩٣) وأحمد (٢١٢٠٢) واللفظ له، وصحَّحه الحاكم (٢/ ٢٢٤) كلهم من حديث شعبة بن الحجاج، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب، فذكره.

عن أبي بن كعب قال: إن رسول الله ﷺ قال: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن» قال: فقرأ: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ قال: فقرأ فيها: «ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه، لسأل ثانيا، ولو سأل ثانيا فأعطيه لسأل ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب، وإن ذلك الدين عند الله الحنيفية غير المشركة، ولا اليهودية، ولا النصرانية، ومن يفعل خيرا فلن يُكْفَرْه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسأل الله تعالى أن يوفقني لشرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مفيدًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.

الحديث الشريف:


عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: إن رسول الله ﷺ قال: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن» قال: فقرأ: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ قال: فقرأ فيها: «ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه، لسأل ثانيا، ولو سأل ثانيا فأعطيه لسأل ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب، وإن ذلك الدين عند الله الحنيفية غير المشركة، ولا اليهودية، ولا النصرانية، ومن يفعل خيرا فلن يُكْفَرْه».

شرح المفردات:


● واديًا من مال: أي كمية كبيرة من المال تسد الوادي.
● يُكْفَرْه: أي ينكر ويُجحد، والمعنى أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح. وفيه أن النبي ﷺ أخبر أبي بن كعب رضي الله عنه أن الله تعالى أمره أن يقرأ عليه سورة البينة، وفي أثناء تلاوته ذكر هذه الزيادة التي هي تفسير وتأكيد لمعاني السورة.
1- قوله: «ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه، لسأل ثانيا، ولو سأل ثانيا فأعطيه لسأل ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب»:
- هذا بيان لحقيقة طبيعة الإنسان في حب الدنيا والاستزادة منها، فلو أعطي الإنسان مالاً كثيرًا لطلب المزيد، ولا يشبع قلبه إلا بالموت حين يموت ويدفن في التراب. وهذا تحذير من الاغترار بالدنيا والاستكثار منها، وتذكير بحقيقة الموت وأن الدنيا زائلة.
2- قوله: «ويتوب الله على من تاب»:
- هذه بشرى عظيمة للمؤمنين بأن باب التوبة مفتوح، فمن تاب إلى الله توبة نصوحًا قبل الله توبته، ومحا سيئاته، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده.
3- قوله: «وإن ذلك الدين عند الله الحنيفية غير المشركة، ولا اليهودية، ولا النصرانية»:
- هذا بيان أن الدين المقبول عند الله هو الإسلام، وهو الحنيفية السمحة التي جاء بها جميع الأنبياء، والتي تعني الإخلاص لله تعالى وعبادته وحده لا شريك له، دون شرك أو انحراف كما في اليهودية أو النصرانية المحرفتين.
4- قوله: «ومن يفعل خيرا فلن يُكْفَرْه»:
- أي أن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً، بل يجازيه عليه أفضل الجزاء، سواء كان ذلك في الدنيا أو في الآخرة. وهذا حث على فعل الخيرات والاستمرار فيها.

الدروس المستفادة:


1- التحذير من حب الدنيا والاستزادة منها: فطبيعة الإنسان لا تشبع من الدنيا، والشبع الحقيقي هو بالموت، فيجب على المسلم أن يكون زاهدًا في الدنيا، راغبًا في الآخرة.
2- التوبة والرجوع إلى الله: باب التوبة مفتوح، ويجب على المسلم أن يداوم على التوبة والاستغفار.
3- أن الدين الحق هو الإسلام: فلا يقبل الله دينًا سواه، وهو دين جميع الأنبياء، وهو البراءة من الشرك وأهله.
4- الحث على فعل الخير: فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، بل يجزيهم أحسن الجزاء.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على فضل أبي بن كعب رضي الله عنه، حيث خصه النبي ﷺ بهذه القراءة بأمر من الله تعالى.
- الزيادة المذكورة في الحديث هي من تفسير النبي ﷺ لسورة البينة، مما يدل على أن السنة تفسر القرآن.
- الحديث يدعو إلى التوازن في الحياة، فلا ينشغل الإنسان بالدنيا عن الآخرة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٧٩٣) وأحمد (٢١٢٠٢) واللفظ له، وصحَّحه الحاكم (٢/ ٢٢٤) كلهم من حديث شعبة بن الحجاج، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب، فذكره.
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
وإسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة فإنه حسن الحديث.
وفي معناه أحاديث أخرى مخرجة في كتاب الزهد، فليراجع شرحها هناك.
قوله: ﴿مُنْفَكِّينَ﴾ يعني: منتهين عن كفرهم وشركهم وضلالهم.
وقوله: ﴿حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ أي: البينة الواضحة والبرهان الساطع وهو القرآن.
وقوله: ﴿رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً﴾ أي: محمد ﷺ الذي أرسله الله إليهم ليقرأ عليهم صحفا مطهرة، وهو القرآن، وكنى عنه بالصحف المطهرة لأنه مكتوب في الملأ الأعلى ومحفوظ عن قربان الشياطين، لا يمسها إلا المطهرون.
وقوله: ﴿فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾ أي: إن فيها كتبا وهي السور والآيات.
والقيمة: المراد بها أخبار صادقة وأوامر عادلة مستقيمة.
فإذا جاءت هذه البينة فحينئذ يتبين من هو طالب الحق فيتبعه، ومن ليس بطالب الحق، فيهلك مثل ما وقع في الماضي لأهل العلم لقوله تعالى: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ فيا من أرسل إليهم هذا الرسول الكريم، وأنزل عليه هذا القرآن العظيم لا تكونوا مثل هؤلاء، كما قال تعالى في سورة آل عمران [١٠٥]: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ مع أنهم لم يؤمروا إلا أن يعبدوا الله وحده، ولا يشركوا بالله أحدا، وهو قوله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾.
وقوله: ﴿حُنَفَاءَ﴾ أي: معرضين عن سائر الأديان المخالفة لدين الإسلام.
وقوله: ﴿وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ﴾ لأن من أفضل مظاهر الإخلاص لله المواظبة على الصلوات، لأنها من أشرف العبادات. والزكاة هي المواساة للفقراء والمساكين. والملة التي تتكون من هذه العناصر تكون ملة عادلة، وملة قائمة على الحق والإحسان.
وأما جزاء من جاءتهم البينة ولم يقبلوها فمصيرهم، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾ ذلك لأنهم عرفوا الحق ولم يقبلوه، فلهم نار جهنم ماكثين فيها لا يحولون عنها، وهم وصفوا ﴿أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾ أي: شر الخليقة.
وأما الذين قبلوا الحق، فهم الأبرار، ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (٧) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ أي: إن الله رضي عنهم فأعد لهم الجنة ونعيمها، وهم رضوا بهذه النعم والفضل العظيم الذي منحهم الله تعالى.
وقوله: ﴿ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ أي: إن هذا الجزاء حاصل لمن خشي الله، واتقاه حق تقواه، وعبده حق عبادته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1882 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: "ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه لسأل ثانيا"

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: "ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه لسأل ثانيا"

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: "ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه لسأل ثانيا"

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: "ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه لسأل ثانيا"

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: "ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه لسأل ثانيا"

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب