حديث: الأرض تخرج كنوزها يوم القيامة ولا يأخذها أحد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (٢) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (٣) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (٥) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (٦)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول: في هذا قتلت. ويجيء القاطعُ فيقول: في هذا قطعتُ رحمي. ويجيء السارق فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا».

صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠١٣) من طرق عن محمد بن فُضيل، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول: في هذا قتلت. ويجيء القاطعُ فيقول: في هذا قطعتُ رحمي. ويجيء السارق فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث أشراط الساعة وأهوال يوم القيامة، رواه الإمام مسلم في صحيحه.

أولاً. شرح المفردات:


● تَقِيءُ الأَرْضُ: تلفظ ما في جوفها وتخرجه.
● أَفْلَاذَ كَبِدِهَا: قطع كنوزها الثمينة، وشبهت الكنوز بقطع الكبد لشدة قيمتها ونفاستها.
● أَمْثَالَ الأُسْطُوَانِ: مثل الأعمدة الضخمة في الحجم والطول.
● الْقَاتِلُ: الذي قتل نفساً بغير حق.
● الْقَاطِعُ: الذي قطع صلة الرحم.
● السَّارِقُ: الذي أخذ مال الغير خفية بغير حق.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن مشهد من مشاهد يوم القيامة، حيث تخرج الأرض كنوزها الدفينة من ذهب وفضة على شكل أعمدة ضخمة، فيتجمع هذا المال ويكون موجوداً للجميع بلا حاجز.
في هذا الموقف العصيب:
- يأتي القاتل الذي ارتكب جريمة القتل في الدنيا ليطمع في هذا المال، فيقول: إنني قتلت من أجل الحصول على مثل هذا المال! (ندماً وحسرة على ما فعل).
- ويأتي قاطع الرحم الذي عَصَى الله بقطيعته لأقاربه، فيقول: إنني قطعت رحمي من أجل هذا المال! (ندماً على ما ضيع من أجله حقوق الأقارب).
- ويأتي السارق الذي سرق وقُطعت يده عقوبة له، فيقول: إنني سرقت وسُلبت كرامتي وأُقطعت يدي من أجل هذا المال! (ندماً على ما ارتكب من أجل حطام الدنيا).
ثم يدعونه أي يتركون هذا المال ويتجنبونه، فلا يأخذون منه شيئاً، لأنه لم يعد له أي قيمة في ذلك الموقف، والكل مشغول بنجاة نفسه من عذاب الله.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تفاهة الدنيا وزوالها: الحديث يصور حقيقة الدنيا وأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فما كان الناس يتقاتلون عليه ويقطعون لأجله الأرحام ويرتكبون الجرائم يصير مهاناً لا قيمة له.
2- الندم يوم القيامة: يندم المجرمون على ما فعلوه عندما يرون العاقبة، ولكن لا ينفع الندم بعد فوات الأوان.
3- تحذير من الاعتداء على الآخرين: الحديث تحذير شديد من الاعتداء على أموال الناس أو أرواحهم أو حقوقهم من أجل متاع الدنيا الزائل.
4- بيان عظم حق الرحم: حيث خصص النبي صلى الله عليه وسلم ذكر "قاطع الرحم" لبيان عظم هذه الجريمة.
5- الإعداد للآخرة: يحث الحديث على العمل للآخرة والتخفف من التعلق بالدنيا.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر جانباً من أهوال القيامة وعظمة ذلك اليوم.
- ينبغي للمسلم أن يتعظ بهذا المشهد ويستحضره دائماً حتى يزهد في الدنيا ويحرص على عدم الاعتداء على حقوق الآخرين.
- الحديث يدل على أن الذنوب الكبيرة (كالقَطِيعة والقتل والسرقة) تكون لأجل الدنيا في الغالب.
نسأل الله أن يجعلنا من الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، وأن يحفظنا من الاعتداء على حقوق العباد.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزكاة (١٠١٣) من طرق عن محمد بن فُضيل، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.
وقوله: ﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾ أي: تحدث بما عمل العاملون على ظهرها.
وروي في ذلك عن أبي هريرة قال: قرأ رسول الله ﷺ هذه الآية: ﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾ قال: «أتدرون ما أخبارها؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها، أن تقول: عمِلْتَ عليَّ كذا وكذا، يوم كذا وكذا، قال: فهو أخبارها».
رواه الترمذي (٢٤٢٩) وأحمد (٨٨٦٧) وصحَّحه ابن حبان (٧٣٦٠) والحاكم (٢/ ٥٣٢) والبيهقي في شعب الإيمان (٦٩١٥) كلهم من حديث سعيد بن أبي أيوب، حدثني يحيى بن أبي سليم، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.
قال الترمذي: حسن غريب صحيح. وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
وتعقبه الذهبي فقال: «يحيى هذا منكر الحديث، قاله البخاري».
قال الأعظمي: وهو كما قال، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي مضطرب الحديث، يكتب حديثه.
ورواه البيهقي في شعب الإيمان (٦٩١٣) من وجه آخر عن رشدين بن سعد، عن يحيى بن أبي سليمان، عن أبي حازم، عن أنس، أنه سمع يحدث أن رسول الله ﷺ قال: فذكر نحوه. ورشدين بن سعد ضعيف.
قال البيهقي: «خالفه غيره عن يحيى بن أبي سليمان، فرواه كما ذكره، وقال: هذا أصح من رواية رشدين بن سعد، ورشدين بن سعد ضعيف» انتهى قوله.
ولم يتكلم على يحيى بن أبي سليمان.
وقوله: ﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾ أوحى لها، وأوحى إليها، ووحى لها، ووحى إليها واحد كما قال البخاري. ومعنى الوحي هنا الأمر، أي: أمر الأرض أن تنشق عنهم.
وقوله: ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا﴾ أشتات جمع شت، أي: يصدر الناس عن مواقف الحساب ﴿أَشْتَاتًا﴾ أنواعا وأصنافا ما بين شقي وسعيد، أي: أنهما يرجعون عن الموقف فرقا،
لينزلوا منازلهم من الجنة والنار، فالذين هم في جهة اليمين يدخلون الجنة، والذين هم في جهة الشمال يدخلون النار.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1885 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الأرض تخرج كنوزها يوم القيامة ولا يأخذها أحد

  • 📜 حديث: الأرض تخرج كنوزها يوم القيامة ولا يأخذها أحد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الأرض تخرج كنوزها يوم القيامة ولا يأخذها أحد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الأرض تخرج كنوزها يوم القيامة ولا يأخذها أحد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الأرض تخرج كنوزها يوم القيامة ولا يأخذها أحد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب