حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن إيذاء الجار

عن رجال من أصحاب النبي ﷺ، عن النبي ﷺ أنه قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله عز وجل وليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليقل حقا أو ليسكت».

صحيح: رواه أحمد (٢٠٢٨٥، ٢٠٢٨٦) من طرق عن شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن علقمة بن عبد الله المزني عن رجال من أصحاب النبي ﷺ، فذكروه.

عن رجال من أصحاب النبي ﷺ، عن النبي ﷺ أنه قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله ﷿ وليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليقل حقا أو ليسكت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم جامع، رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو من الأحاديث التي تُقرر أصولاً عظيمة في السلوك والأخلاق الإسلامية، مربوطة بأصل الإيمان.

أولاً. شرح المفردات:


● يؤمن بالله واليوم الآخر: الإيمان الكامل المستلزم للعمل الصالح، وهو إيمان يبعث على المراقبة والخوف من الله.
● فليتق الله: أي فليخش الله ويجعل بينه وبين عذاب الله وقاية بطاعته.
● ليكرم جاره: الإحسان إليه بالقول والفعل، وسد حاجته، وصون عرضه، ودفع الأذى عنه.
● ليكرم ضيفه: القيام بحق الضيافة من إطعام وإيواء وحسن لقاء، وهي من شيم الكرم التي تُعد من أخلاق الأنبياء.
● فليقل حقاً: أي الكلام الصادق النافع، الموافق للحقيقة والشرع.
● أو ليسكت: أي يمتنع عن الكلام إذا لم يكن فيه خير، صوناً للسان عن الباطل واللغو.

ثانياً. شرح الحديث:


جمع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بين ثلاثة أمور عظيمة هي من أعظم pillars (أركان) السلوك الاجتماعي للإنسان المسلم، وربطها بأصل الإيمان، مما يدل على عظم شأنها وأهميتها.
1- حق الجار: بدأ صلى الله عليه وسلم بإكرام الجار. والجوار في الإسلام له مكانة عظيمة، حتى أوصى به القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [النساء: 36]. والإكرام يشمل كل أنواع المعاملة الحسنة، من رد السلام، وعيادته إذا مرض، ومواساته إذا أصيب، وتحمُّل أذاه، وعدم إيذائه بقول أو فعل. وهذا الحق لا يقتصر على الجار المسلم، بل يشمل الجار غير المسلم أيضاً.
2- حق الضيف: ثم ثنى صلى الله عليه وسلم بإكرام الضيف، وهي خُلّة إبراهيمية، كان العرب يفخرون بها في جاهليتهم، فأكّدها الإسلام وربطها بالإيمان. وإكرام الضيف ليس لمدة محدودة فحسب، بل لثلاثة أيام كما ورد في أحاديث أخرى، فما زاد على ذلك فهو صدقة. وهو من مظاهر الكرم والشهامة، ونشر للمودة والمحبة في المجتمع.
3- حق اللسان: ثم ختم صلى الله عليه وسلم بأعظم ما يُحفظ به الإنسان وهو لسانه. فأمر من كان مؤمناً أن يتحكم في منطقه، فلا ينطق إلا بالخير والحق، فإن لم يجد فالصمت هو الملاذ الآمن. لأن اللسان هو ترجمان القلب، وبصلاحه يصلح العمل كله، وبفساده تهلك الإنسان، كما قال صلى الله عليه وسلم: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ». ففي هذا الأمر حث على الكلام النافع كالذكر، والتعلم، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والنصيحة، وتحذير من الكلام الضار كالغيبة، والنميمة، والكذب، والسب والشتم.
والعجيب في الحديث أنه قدم كل حق منها بتقوى الله تعالى ("فليتق الله")، ثم ذكر الحق، ليدل على أن أساس كل هذه الأخلاق هو تقوى الله ومراقبته، فمن اتقى الله أكرم جاره وضيفه، وحاسب لسانه حساباً شديداً.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- ربط الأخلاق بالإيمان: يوضح الحديث أن الإيمان الحقيقي ليس مجرد شعائر عبادية فحسب، بل هو نظام أخلاقي كامل ينظم علاقة الإنسان بربه ثم بالناس من حوله. فالأخلاق جزء لا يتجزأ من الإيمان.
2- شمولية الإسلام: الإسلام لم يهتم بعلاقة العبد بربه فقط، بل أولى اهتماماً كبيراً لتنظيم العلاقات الاجتماعية وجعلها قائمة على الإحسان والبر.
3- المراقبة الداخلية: التكرار في قوله: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر" يُذكر المسلم بعقيدة الجزاء، فيعمل على إكرام جاره وضيفه وضبط لسانه بدافع من إيمانه وخوفه من الله وحسابه، لا لمجرد العادة أو المجاملة الاجتماعية.
4- التحذير من آفات اللسان: ختم الحديث باللسان ليعلمنا أن كلمة الحق أو السكوت عن الباطل هو أساس صلاح العلاقات كلها مع الجار والضيف وغيرهم. فبصلاح اللسان تسلم المجتمعات من الشرور.
5- التدرج في بناء المجتمع: يبدأ الحديث من العلاقة الأقرب (الجار)، ثم الأوسع (الضيف)، ثم ينطلق إلى القاعدة العامة التي تحكم جميع العلاقات (ضبط اللسان). فهذا منهج عملي في بناء مجتمع متماسك.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من جوامع الكلم التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم، فهو قليل اللفظ، واسع المعنى، جامع للخير.
- يستحب للدعاة والمعلمين أن يستشهدوا بهذا الحديث عند الحديث عن حقوق الجوار، وآداب الضيافة، وآفات اللسان، لكونه يربطها بأصل الإيمان فيؤثر في النفوس.
- ينبغي للمسلم أن يجعل هذا الحديث نبراساً له
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٢٨٥، ٢٠٢٨٦) من طرق عن شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن علقمة بن عبد الله المزني عن رجال من أصحاب النبي ﷺ، فذكروه. وإسناده صحيح.
وروى أحمد (٢٣٤٩٦) عن يحيى بن سعيد (وهو القطان)، حدثنا أبو غفار، حدثني علقمة بن عبد الله المزني، حدثني رجل من قومي، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» - ثلاث مرار - «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره» - ثلاث مرار - «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت».
وهذا إسناد حسن من أجل أبي غفار، واسمه المثنى بن سعد الطائي فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 301 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه

  • 📜 حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب