حديث: اذهب فاطرح متاعك في الطريق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن إيذاء الجار

عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ يشكو جاره، فقال: «اذهب فاصبر» فأتاه مرتين أو ثلاثا، فقال: «اذهب فاطرح متاعك في الطريق» فطرح متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه: فعل الله به، وفعل، وفعل، فجاء إليه جاره فقال له: ارجع لا ترى مني شيئا تكرهه.

حسن: رواه أبو داود (٥١٥٣)، والبخاري في الأدب المفرد (١٢٤)، وصحّحه الحاكم (٤/ ١٦٥، ١٦٦) كلهم من طريق محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ يشكو جاره، فقال: «اذهب فاصبر» فأتاه مرتين أو ثلاثا، فقال: «اذهب فاطرح متاعك في الطريق» فطرح متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه: فعل الله به، وفعل، وفعل، فجاء إليه جاره فقال له: ارجع لا ترى مني شيئا تكرهه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم فيه موعظة بليغة وحكمة نبوية في معالجة المشكلات الاجتماعية، خاصة مشكلة الجار السوء.

الحديث باختصار:


يشتكي رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أذى جاره، فيأمره النبي بالصبر مرة بعد مرة، ثم يأمره أخيرًا بأن يخرج متاعه (أثاثه وأغراضه) إلى الطريق. عندما يرى الناس منظر أغراضه في الطريق ويسألونه عن السبب، فيخبرهم بأذى جاره، فيدعون على الجار المؤذي باللعنة. يسمع الجار هذه اللعنات فيندم ويأتي إلى جاره معتذرًا وواعدًا بعدم إيذائه مرة أخرى.


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● يَشْكُو جَارَهُ: يشتكي من أذى جاره وإساءته له.
● اصْبِرْ: التحمل والاحتمال مع كظم الغيظ وعدم المقابلة بالمثل.
● مَتَاعَكَ: متاع الإنسان هو كل ما يمتلكه من أثاث وأغراض ومنقولات.
● اطرحْ: ألقِ وأخرِج.
● يَلْعَنُونَهُ: يدعون عليه بالطرد من رحمة الله.
● لا تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ: وعد بعدم رؤية أي أذى أو إساءة منه في المستقبل.

# 2. شرح الحديث:


● الشكوى المتكررة: جاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو أذى جاره، ولم يذكر نوع الأذى، مما يدل على أنه كان أذى مستمرًا ومتكررًا. أمره النبي أولاً بالصبر، وهو حل تربوي يهدف إلى تهذيب النفس وكسب الأجر واحتساب الأمر عند الله. وتكرار شكوى الرجل يدل على شدة الأذى وصعوبة احتماله.
● الحل النبوي الحكيم: عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن الصبر وحده لم يحل المشكلة، ولم يرد أن يأمر بمواجهة مباشرة قد تزيد الأمر سوءًا، أتى بحلٍّ غير مألوف ذي حكمة بالغة. فالأمر بإخراج المتاع إلى الطريق هو في ظاهره أمرٌ غريب، لكنه في حقيقته "خطة إعلامية" ذكية.
● الضغط الاجتماعي: عندما يرى الناس أغراض رجل في الطريق، سيسألون حتمًا عن السبب. إخبارهم بحقيقة الأمر (من غير سبّ ولا شتم، بل مجرد إخبار بالحقيقة) يجعل المجتمع ينصر المظلوم ويستنكر ظلم الظالم. إنكار المنكر هنا تم بطريقة غير مباشرة، حيث قام المجتمع بدوره في التغيير باللسان (الدعاء على الظالم ولعنه)، مما أحدث ضغطًا معنويًا شديدًا على الجار المؤذي.
● نتيجة الحكمة: لم ينتقم الرجل بنفسه، ولم يحدث شجار أو عداوة دائمة. بل إن الضغط المجتمعي الأخلاقي هو الذي أرغم الجار على مراجعة نفسه والندم على ما فعل، فجاء معتذرًا ومتعهدًا بإنهاء المشكلة من جذورها. حقق النبي صلى الله عليه وسلم目的 (الهدف) تصحيح السلوك وحل النزاع دون عنف.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● فضل الصبر على أذى الجيران: الصبر أولاً هو الخلق النبوي، وهو يكسب المسلم أجرًا عظيمًا.
● حكمة القائد والمعلم: النبي صلى الله عليه وسلم لم يعالج المشكلة بعاطفة، بل تعامل معها بحكمة نفسية واجتماعية عميقة، معالجةً تراعي العواقب وتصلح بين الناس.
● دور المجتمع في إنكار المنكر: المجتمع المسلم يجب أن يكون كالجسد الواحد، يتألم لألم أفراده وينصر المظلوم. هذا الحديث يبرز دور "الرأي العام" الإيجابي في تصحيح الأخطاء.
● التأثير النفسي للعار الاجتماعي: عندما يدرك الإنسان أنه أصبح مُهَانًا ومذموماً بين الناس، فإن ذلك قد يكون دافعًا قويًا له لتغيير سلوكه أكثر من العقاب المادي أحيانًا.
● التدرج في حل المشكلات: بدأ النبي بالصبر، ثم انتقل إلى حل آخر عندما لم يجْدِ الصبرُ. هذا يعلمنا (يعلمنا) التدرج واستخدام الأساليب المختلفة المناسبة لكل حالة.
● عدم اليأس من إصلاح الناس: الجار المؤذي كان من الممكن أن يُعتبر شقياً، لكن الأسلوب الحكيم استطاع أن يصل إلى قلبه ويُصلحه.

# 4. معلومات إضافية:


● مصدر الحديث: رواه أبو داود في سننه، وهو حسن.
● حق الجار: هذا الحديث يأتي في سياق تأكيد الإسلام على حقوق الجار الواسعة، والتي بلغت منزلتها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» (رواه البخاري ومسلم).
● التطبيق المعاصر: يمكن تطبيق حكمة هذا الحديث في عصرنا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أحيانًا لكشف الظلم ونصرة المظلوم، ولكن بحذر شديد وضوابط شرعية (كالتثبت من الحقائق، وعدم الكذب، وعدم الإساءة، وعدم النشر إذا كان في النشر مفسدة أكبر). والأولى دائمًا محاولة حل المشاكل بشكل وديٍّ أولاً.
أسأل الله أن يعيننا على حسن الجوار وأن يوفقنا لفعل الخير وترك الشر. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥١٥٣)، والبخاري في الأدب المفرد (١٢٤)، وصحّحه الحاكم (٤/ ١٦٥، ١٦٦) كلهم من طريق محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ لأبي داود.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عجلان وأبيه فإنهما حسنا الحديث.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 303 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اذهب فاطرح متاعك في الطريق

  • 📜 حديث: اذهب فاطرح متاعك في الطريق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اذهب فاطرح متاعك في الطريق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اذهب فاطرح متاعك في الطريق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اذهب فاطرح متاعك في الطريق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب