حديث: هي في النار وهي في الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن إيذاء الجار

عن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله! إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: «هي في النار»، قال: يا رسول الله! فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وإنها تصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال: «هي في الجنة».

حسن: رواه أحمد (٩٦٧٥)، والبخاري في الأدب المفرد (١١٩)، وصحّحه ابن حبان (٥٦٧٤)، والحاكم (٤/ ١٦٦) كلهم من طرق عن الأعمش، عن أبي يحيى مولى جعدة، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله! إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: «هي في النار»، قال: يا رسول الله! فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وإنها تصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال: «هي في الجنة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله! إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: «هي في النار»، قال: يا رسول الله! فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وإنها تصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال: «هي في الجنة».


1. شرح المفردات:


● يذكر: يشتهر ويُتحدَّث عنها.
● كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها: أي أنها مواظبة على هذه العبادات، وتكثر منها.
● تؤذي جيرانها بلسانها: تقوم بالغيبة، النميمة، الشتم، أو أي شكل من أشكال الأذى اللفظي لهم.
● قلة صيامها وصدقتها وصلاتها: ليست مواظبة على هذه العبادات بالقدر الكبير، أو أنها لا تفعل إلا الفرائض دون نوافل كثيرة.
● الأثوار: (مفردها: ثور) وهي القطع الكبيرة.
● الأقط: هو اللبن المجفف الذي كان يتبرعون به، وهو من أنواع الصدقة المتاحة لهم.


2. شرح الحديث:


يصور لنا هذا الحديث المشهد التالي:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسأل عن حال امرأتين، كلتاهما على طرفي نقيض من حيث العبادات والمعاملات.
● المرأة الأولى: كانت مشهورة بكثرة العبادات من صلاة وصيام وصدقة، لكنها كانت تتخلق بخلق سيئ، وهو إيذاء الجيران باللسان (كالغيبة، النميمة، الكلام الجارح، إشاعة الشر بينهم).
فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم عنها بأنها في النار.
هذا الحكم يشير إلى أن هذه المعصية (أذية الجيران) قد أحبطت عملها، أو أنها تدل على فساد في القلب وإيمان ناقص، لأن الإيمان الكامل يمنع صاحبه من أذية الآخرين.
● المرأة الثانية: على العكس، لم تكن مشهورة بكثرة النوافل، بل كانت عباداتها قليلة، لكنها كانت تتصدق ولو بشيء قليل (الأقط كان طعامًا متواضعًا)، والأهم من ذلك أنها لا تؤذي جيرانها بلسانها.
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها في الجنة.
هذا يدل على أن سلامة القلب وحسن الخلق، واجتناب أذية المسلمين، من أعظم أسباب دخول الجنة، حتى لو كان الإنسان مقصرًا في بعض النوافل.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطر اللسان: الحديث تحذير شديد من أذية المسلمين، وخصوصًا الجيران، بالكلام. فاللسان قد يهوي بصاحبه في النار وإن كان كثير العبادة.
2- الإحسان إلى الجار: من أعظم حقوق الجوار عدم إيذائه، بل الإحسان إليه، وقد أوصى الإسلام بالجار وصية عظيمة.
3- الأخلاق قبل الكمّ العبادي: ليس المقصود التقليل من أهمية الصلاة والصيام، ولكن الحديث يوضح أن الإخلاص وحسن الخلق هما روح العبادة. فالعبرة ليست بكثرة العمل ولكن بإتقانه وإخلاصه وتأثيره في السلوك.
4- العبادات القليلة مع الإخلاص خير من الكثيرة مع الرياء أو الأذى: المرأة الثانية لم تكن تملك إلا القليل، لكنها تصدقت به، وكانت عفيفة اللسان، فكان ذلك سببًا في نجاتها.
5- الموازنة بين الحقوق: ليس من الصحيح أن ينشغل الإنسان بالعبادات الفردية ثم يهمل حقوق الناس، بل يجب أن يوازن بين حق الله وحق العباد.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر عدل الله تعالى، حيث يحاسب الإنسان على نيته وعمله وخُلُقه، وليس على الصورة الخارجية للعبادة فقط.
● إيذاء الجار من الكبائر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن»، قيل: من يا رسول الله؟ قال: «من لا يأمن جاره بوائقه» (رواه البخاري).
- ينبغي للمسلم أن يجعل حسن الخلق وسلامة الصدر من أهم أهدافه، لأنها أساس قبول الأعمال.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا حسن الخلق، ويبعد عنا أذية المسلمين، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٩٦٧٥)، والبخاري في الأدب المفرد (١١٩)، وصحّحه ابن حبان (٥٦٧٤)، والحاكم (٤/ ١٦٦) كلهم من طرق عن الأعمش، عن أبي يحيى مولى جعدة، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي يحيى مولى جعدة، فقد وثّقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 304 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هي في النار وهي في الجنة

  • 📜 حديث: هي في النار وهي في الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هي في النار وهي في الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هي في النار وهي في الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هي في النار وهي في الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب