حديث: نعما للمملوك أن يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ثواب العبد إذا أحسن عبادة ربه ونصح سيده
وفي لفظ: «نعما للمملوك أن يتوفى يحسن عبادة الله، وصحابة سيده، نعما له».
متفق عليه: رواه البخاري في العتق (٢٥٤٩) من طريق الأعمش، حدثنا أبو صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث عظيم في بيان حق الله تعالى وحق العباد، وبيان فضل الإحسان في العبادة وفي المعاملة.
### أولاً. نص الحديث وروايته
الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
«نِعْمَ مَا لِأَحَدِهِمْ يُحْسِنُ عِبَادَةَ رَبِّهِ، و يَنْصَحُ لِسَيِّدِهِ».
وفي رواية أخرى في الصحيحين: «نِعْمَ الْمَمْلُوكُ أَحَدُكُمْ، يُحْسِنُ عِبَادَةَ رَبِّهِ، وَيَنْصَحُ لِسَيِّدِهِ».
واللفظ الذي ذكرته: «نِعْمَا لِلْمَمْلُوكِ أَنْ يُتوفَّى وَهُوَ يُحْسِنُ عِبَادَةَ اللهِ، وَيُحَاسِنُ إِلَى سَيِّدِهِ، نِعْمَا لَهُ» هو لفظ آخر يؤكد نفس المعنى.
### ثانياً. شرح المفردات
● نِعْمَ / نِعْمَا: كلمة مدح وثناء، تفيد الإعجاب والاستحسان الشديد، أي: نعم الشيء هو، وما أجمله وأحسنه.
● الْمَمْلُوك: العبد أو الخادم الذي هو تحت ولاية سيده.
● يُحْسِنُ عِبَادَةَ رَبِّهِ: أي يؤدّي ما فرض الله عليه من العبادات (كالصلاة والصيام) على أكمل وجه، ويجود فيها ويُتْقنها، ويجتنب المعاصي.
● يَنْصَحُ لِسَيِّدِهِ: النصيحة هنا تعني الإخلاص والأمانة والصدق في العمل، وعدم الغش أو الخيانة، والسعي في مصلحة سيده وخدمته بإتقان.
● يُحَاسِنُ إِلَى سَيِّدِهِ: أي يُحسن إليه في المعاملة، بالقول والفعل، فيخدمه باجتهاد وبرّ وأدب.
● أَنْ يُتوفَّى وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ: أي أن يموت وهو مستمر على هذه الحالة الحسنة من إحسان العبادة وإحسان الخدمة.
### ثالثاً. شرح الحديث
يُرشدنا هذا الحديث النبوي الشريف إلى مبدأين عظيمين هما:
1- حق الله تعالى (الإحسان في العبادة): فأول ما أوصى به النبي ﷺ المملوك هو أن "يُحسن عبادة ربه". وهذا الحق مقدّم على كل حق، فمهما كانت ظروف الإنسان، سواء كان حراً أم عبداً، غنياً أم فقيراً، فلا عذر له في التفريط في حق الله تعالى وعبادته. والإحسان في العبادة هو أن يعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإن الله يراه.
2- حق الناس (الإحسان في العمل والخدمة): ثم يقرن النبي ﷺ ذلك بحق السيد (الذي يمثل صاحب العمل أو المسؤول في زماننا)، فيأمر المملوك بأن "ينصح لسيده". والنصيحة هنا هي أمانة وصدق وإخلاص في العمل، وعدم الغش أو التهاون أو التقصير. فهو يؤدي ما عليه من واجبات بكفاءة وأمانة، لأنه يعلم أن هذا حق من حقوق الناس، وأن الله سائله عنه.
والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فمع أن الحديث ورد في سياق المماليك، إلا أن حكمه عام يشمل كل من يعمل تحت ولاية أحد، كالموظف مع مديره، والعامل مع صاحب العمل، والجندي مع قائده، والطالب مع معلمه، بل والزوجة مع زوجها (في حقوقه المشروعة). فكل من عليه التزام تجاه آخر، فإن هذا الحديث دليله.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- تكامل الحقوق: الإسلام دين متكامل لا يفصل بين العبادة والمعاملة. فلا تكفي العبادة مع الإساءة إلى الناس، ولا تكون المعاملة الحسنة كافية مع التفريط في حق الله.
2- الإحسان شعار المسلم: المسلم مأمور بالإحسان في كل شيء: في عبادة ربه، وفي تعامله مع الناس، وفي عمله وخدمته. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}.
3- الأمانة في العمل: العمل أمانة، والتفريط فيه أو الغش خيانة لله وللناس، وهي من كبائر الذنوب. يجب على العامل أن يؤدي عمله على أكمل وجه، حتى ولو لم يراقبه أحد، لأنه يعلم أن الله مطّلع عليه.
4- العبودية الحقيقية هي لله: حتى لو كان الإنسان عبداً لأحد من الناس، فإن عبوديته لله تعالى هي الأساس، وهي التي تحرره من عبودية الخلق، وتجعله يعمل لهم بإخلاص من أجل مرضاة الله، لا خوفاً منهم أو طمعاً في دنياهم.
5- الاستمرارية والثبات حتى الموت: من أعظم النعم على العبد أن يموت وهو على حالة من الإحسان في حق الله وحق الخلق، كما في الرواية الثانية: (نِعْمَا لَهُ أَنْ يُتوفَّى وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ).
خامساً:
معلومات إضافية- هذا الحديث من الأحاديث التي تُستدل بها على أخلاقيات العمل في الإسلام، والتي تجعل من العمل عبادة يُتقرب بها إلى الله تعالى إذا نوى العبد بها الكسب الحلال والنفقة على العيال، وأدى العمل بإتقان وأمانة.
- يدخل في "الن
تخريج الحديث
ورواه مسلم في الأيمان والنذور (١٦٦٧: ٤٦) من طريق معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، فذكره باللفظ الثاني.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 282 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 257 العطاس من الله والتثاؤب من الشيطان
- 258 التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع
- 259 إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه
- 260 أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى، وفرج...
- 261 كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة
- 262 الساعي على الأرملة والمسكين كالقائم الليل الصائم النهار
- 263 اسق حديقة فلان - قصة الرجل الصالح مع السحابة
- 264 حق الضعيفين: اليتيم والمرأة
- 265 إبل الشياطين يخرج أحدكم بجنيبات معه قد أسمنها فلا يعلو...
- 266 من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا
- 267 توقير الكبير
- 268 عن أبي ذر: "هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فليطعمهم...
- 269 المملوك طعامه وكسوته ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق
- 270 إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فليناوله لقمة أو لقمتين
- 271 إذا صنع لأحدكم خادمه طعامه فليقعده معه فليأكل
- 272 الخادم إذا كفى المشقة والحر فليدعه معه
- 273 اعفوا عن الخادم في كل يوم سبعين مرة
- 274 معنى من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه
- 275 أما لو لم تفعل للفحتك النار
- 276 عجز عليك إلا حر وجهها فأمرنا رسول الله أن نعتقها
- 277 امتثل منه فعفا ثم قال كنا بني مقرن على عهد...
- 278 من قذف مملوكه وهو بريء جلد يوم القيامة
- 279 العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة الله فله أجره مرتين
- 280 العبد المملوك المصلح أجران
- 281 ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين
- 282 نعما للمملوك أن يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده
- 283 إذا أدى العبد حق الله وحق مواليه كان له أجران
- 284 كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
- 285 إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله
- 286 خدمت النبي عشر سنين فما قال لي أف
- 287 ليس منا من خبب امرأة على زوجها، أو عبدا على...
- 288 جارك قريب منك حتى تظن أنه يورثك
- 289 الجار حتى ظننت أنه سيورثه
- 290 جارك حتى ظننت أنه سيورثه
- 291 الجار يوصيني به جبريل حتى ظننت أنه سيورثه
- 292 الرسول ﷺ يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه
- 293 إذا طبخت مرقا فأكثر ماءه ثم انظر أهل بيت من...
- 294 خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه
- 295 أهديتم لجارنا اليهودي
- 296 لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة
- 297 إلى أقرب الجارين بابًا أهدي
- 298 معنى من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره
- 299 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره
- 300 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت
- 301 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه
- 302 حسن الجوار وعدم إيذاء الجيران
- 303 اذهب فاطرح متاعك في الطريق
- 304 هي في النار وهي في الجنة
- 305 لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني...
- 306 الذي لا يأمن جاره بوائقه
معلومات عن حديث: نعما للمملوك أن يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده
📜 حديث: نعما للمملوك أن يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نعما للمملوك أن يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نعما للمملوك أن يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نعما للمملوك أن يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








