حديث: المسلمان إذا تصافحا غفر لهما قبل أن يفترقا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المصافحة والمعانقة

عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من مسلمين يلتقيان، فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا».

حسن: رواه أبو داود (٥٢١٢)، والترمذي (٢٧٢٧)، وابن ماجه (٣٧٠٣)، وأحمد (١٨٥٤٧) كلهم من طريق الأجلح، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، فذكره.

عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من مسلمين يلتقيان، فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يبين فضل المصافحة وآثارها الإيمانية الجميلة. ودعونا نتفضل بشرحه على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي في سننهم، وابن ماجه، وغيرهم من أئمة الحديث. وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في "صحيح الجامع".

### ثانياً. شرح المفردات
● "ما من مسلمين": أي ليس هناك اثنان من المسلمين.
● "يلتقيان": يصادف كل منهما الآخر ويجتمعان.
● "فيتصافحان": يضع كل منهما يده في يد أخيه عند اللقاء تحيةً وإكراماً.
● "إلا غفر لهما": استثناء من النفي، أي أن المصافحة سبب لمغفرة ذنوبهما.
● "قبل أن يفترقا": أي في الحال، بمجرد المصافحة وقبل أن يتفرقا من مكانهما.

### ثالثاً. شرح الحديث
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن فضل عظيم وآجر كبير، وهو أن المصافحة بين المسلمين ليست مجرد عادة اجتماعية، بل هي عبادة يثاب عليها المسلم، وهي سبب مباشر لمغفرة الذنوب.
المعنى: أنه لا يلتقي مسلمان فيتصافحان بحسن نية وإخلاص، محققين معاني الأخوة الإيمانية، إلا كتب الله لهما المغفرة لذنوبهما فوراً، دون تأخير، حتى قبل أن يفترقا وينصرفا عن بعضهما.
وهذا الفضل العظيم يشمل الذنوب الصغيرة، كما ذهب إلى ذلك كثير من العلماء، لأن الكبائر تحتاج إلى توبة خاصة. والمغفرة هي ستر الذنب والعفو عنه.

### رابعاً. الدروس المستفادة والفَوائد
1- عظمة أخوة الإسلام: الحديث يربي فينا معنى القوة والترابط بين المسلمين، فالمصافحة تجسد المعنى الحقيقي للأخوة، الذي هو أوثق من روابط النسب.
2- سُنة المصافحة مستحبة: هي من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاق الصحابة الكرام، وهي خلاف ما يفعله أهل الكبر والجفاء.
3- سهولة تحصيل الأجر: المغفرة والأجر العظيم لا يتطلب جهداً كبيراً، بل هو في أمور يسيرة من أمور المعاملة اليومية، إذا قُرنت بالإخلاص وحسن النية.
4- التسامح وإزالة الضغائن: المصافحة تذهب بما قد يكون في النفوس من وساوس أو شحناء، فهي تطفئ نار البغضاء وتجلب المحبة. كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: «تَصَافَحُوا يَذْهَبِ الْغِلُّ».
5- كرم الله تعالى وسعة مغفرته: إن مغفرة الذنوب بهذه السرعة والبساطة في الفعل تدل على عظيم كرم الله تعالى وفضله على عباده، فهو يحب أن يتفضل عليهم ويغفر لهم من حيث لا يحتسبون.


خامساً:

تنبيهات مهمة
- يستحب المصافحة عند اللقاء، وأما عند الوداع فليس فيها هذا الفضل الخاص المذكور في الحديث.
- المصافحة تكون باليد، وهي للرجال مع الرجال، والنساء مع النساء. وأما مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية (غير المحرم) فهي محرمة شرعاً؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ».
- ينبغي أن تكون المصافحة بحرارة وإخاء، لا بشكل متكلف أو بارد.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتواصلون في الله، ويتحابون فيه، ويتصافحون مغفورة ذنوبهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥٢١٢)، والترمذي (٢٧٢٧)، وابن ماجه (٣٧٠٣)، وأحمد (١٨٥٤٧) كلهم من طريق الأجلح، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، فذكره.
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب من حديث أبي إسحاق عن البراء، وقد روي هذا الحديث عن البراء من غير وجه». وفي نسخة: «حسن غريب».
قال الأعظمي: إسناده حسن فإن الأجلح هو ابن عبد الله الكندي مختلف فيه غير أنه حسن الحديث ما لم يتبين خطؤه ونكارته في متنه.
ورواه أبو داود (٥٢١١) بإسناد آخر عن البراء ولفظه: «إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله عز وجل، واستغفراه غفر لهما». وفي إسناده جهالة إلا أن أحدهما يقوي الآخر، لعل الترمذي يقصد هذا الإسناد في قوله: وقد روي هذا الحديث عن البراء من غير وجه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 383 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المسلمان إذا تصافحا غفر لهما قبل أن يفترقا

  • 📜 حديث: المسلمان إذا تصافحا غفر لهما قبل أن يفترقا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المسلمان إذا تصافحا غفر لهما قبل أن يفترقا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المسلمان إذا تصافحا غفر لهما قبل أن يفترقا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المسلمان إذا تصافحا غفر لهما قبل أن يفترقا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب