حديث: وعليكم السام واللعنة، فقال رسول الله ﷺ: مهلا يا عائشة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية ابتداء أهل الكتاب بالسلام، وكيفية الرد عليهم

عن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله ﷺ فقالوا: السام عليكم، ففهمتها فقلت: وعليكم السام واللعنة، فقال رسول الله ﷺ: «مهلا يا عائشة، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله» فقلت: يا رسول الله! أولم تسمع
ما قالوا؟ قال رسول الله ﷺ: «فقد قلت: وعليكم».

متفق عليه: رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٥٦)، ومسلم في السلام (٢١٦٥) كلاهما من طرق عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله ﷺ فقالوا: السام عليكم، ففهمتها فقلت: وعليكم السام واللعنة، فقال رسول الله ﷺ: «مهلا يا عائشة، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله» فقلت: يا رسول الله! أولم تسمع
ما قالوا؟ قال رسول الله ﷺ: «فقد قلت: وعليكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين.
الحديث:
عن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله ﷺ فقالوا: السام عليكم، ففهمتها فقلت: وعليكم السام واللعنة، فقال رسول الله ﷺ: «مهلا يا عائشة، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله» فقلت: يا رسول الله! أولم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله ﷺ: «فقد قلت: وعليكم».


1. شرح المفردات:


● رهط: جماعة من ثلاثة إلى عشرة رجال.
● السام: الموت، وكان اليهود يتعوذون من الموت في تحيتهم بدلاً من السلام.
● مهلاً: كلمة تقال للتأنيب والنهي بلطف، أي "تمهلي" أو "إرفقي".
● الرفق: اللين واللطف والتيسير في المعاملة، ضد العنف والفظاظة.


2. شرح الحديث:


يدور هذا الحديث حول موقف تعليمي عظيم من النبي ﷺ حيث يوضح أدب الرد على الإساءة بالحكمة والرفق.
● الموقف: دخل مجموعة من اليهود على النبي ﷺ وحيوه بتحية مسمومة فقالوا: "السَّامُ عَلَيْكُمْ" أي "الموت عليكم" بدلاً من "السلام عليكم"، وهي تحية فيها دعاء بالشر والهلاك.
● رد فعل السيدة عائشة: فهمت مقصدهم الخبيث، فغضبت وردت عليهم بقوة فقالت: "وَعَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ"، أي الموت واللعنة عليكم أيضًا.
● توجيه النبي ﷺ: نهاها بلطف قائلاً: "مَهْلًا يَا عَائِشَةُ"، ثم عللها بقوله: "فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ"، أي أن الله تعالى يحب الرفق في كل شيء، حتى في معاملة من أساء إليك.
● استفسار السيدة عائشة: استغربت من رد النبي اللطيف وقالت: "أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟" تعجبًا من كيف يمكن أن يرد على إساءتهم بهذا الهدوء.
● رد النبي الحكيم: بين لها أنه قد رد عليهم برد مناسب دون تجاوز أو إساءة مماثلة، فقال: "فَقَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ"، أي أنه اكتفى بالرد المماثل في الصيغة فقط دون الزيادة في الدعاء عليهم، فقوله "وعليكم" يعني "وعليكم ما دعوتم به على أنفسكم"، وهو رد يناسب المقام دون escalation.


3. الدروس المستفادة:


1- فضل الرفق: الحديث يؤكد على قيمة الرفق في الإسلام، وأن الله يحب الرفق في كل الأمور، حتى في معاملة الأعداء أو من أساء إليك.
2- الحكمة في الرد على الإساءة: ليس المطلوب أن ترد الإساءة بمثلها، بل يمكن الرد بحكمة واعتدال، كما فعل النبي ﷺ حيث رد بـ "وعليكم" فقط دون زيادة.
3- ضبط النفس عند الغضب: الموقف يعلمنا كيف نضبط انفعالاتنا عند الغضب، ونتحلى بالحلم والأناة.
4- التعليم بالتطبيق: النبي ﷺ لم يوبخ السيدة عائشة بشدة، بل نبهها بلطف وعلمها بالحكمة، مما يدل على أهمية التربية بالرفق واللين.
5- عدم التمادي في الدعاء على الآخرين: حتى لو أساءوا، لا ينبغي للمسلم أن يزيد في الدعاء عليهم، بل يكتفي بالرد المناسب دون تجاوز.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في تأصيل مبدأ "الرفق" في الإسلام، وقد وردت نصوص كثيرة تحث على الرفق وذم العنف، مثل قوله ﷺ: "مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ كُلَّهُ" (رواه مسلم).
- اليهود في هذا الموقف استخدموا تحية ملتوية فيها معنى الدعاء بالشر، مما يدل على خبث نفوسهم وحقدهم على المسلمين.
- رد النبي ﷺ "وعليكم" هو رد مناسب شرعًا، وقد جاء في أحاديث أخرى أن النبي ﷺ قال: "إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ" (متفق عليه)، فهو رد مختصر يحقق المقصود دون تجاوز.
- السيدة عائشة رضي الله عنها كانت غيورة على النبي ﷺ وعلى الإسلام، فاندفعت برد فعل قوي، وهذا يدل على غيرتها الدينية، ولكن النبي علمها الأفضل.

أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الرفق في الأمر كله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٥٦)، ومسلم في السلام (٢١٦٥) كلاهما من طرق عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
وفي رواية عند البخاري (٦٠٣٠): «أولم تسمعي ما قلت؟ رددتُ عليهم فيُستجاب لي فيهم، ولا يُستجاب لهم فيّ».
وعند مسلم: قلت: بل عليكم السام والذام.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 372 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وعليكم السام واللعنة، فقال رسول الله ﷺ: مهلا يا عائشة

  • 📜 حديث: وعليكم السام واللعنة، فقال رسول الله ﷺ: مهلا يا عائشة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وعليكم السام واللعنة، فقال رسول الله ﷺ: مهلا يا عائشة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وعليكم السام واللعنة، فقال رسول الله ﷺ: مهلا يا عائشة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وعليكم السام واللعنة، فقال رسول الله ﷺ: مهلا يا عائشة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب