حديث: غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المصافحة والمعانقة

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «يقدم عليكم غدا أقوام هم أرق قلوبا للإسلام منكم».
قال: فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون: غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه فلما أن قدموا تصافحوا، فكانوا
هم أول من أحدث المصافحة.

صحيح: رواه أحمد (١٢٥٨٢)، وصحّحه ابن حبان (٧١٩٣) كلاهما من طريق يحيى بن أيوب، عن حميد الطويل قال: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره.

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «يقدم عليكم غدا أقوام هم أرق قلوبا للإسلام منكم».
قال: فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون: غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه فلما أن قدموا تصافحوا، فكانوا
هم أول من أحدث المصافحة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.

الحديث بتمامه:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «يَقدَمُ عَلَيْكُمْ غَدًا أَقْوَامٌ هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا لِلْإِسْلَامِ مِنْكُمْ». قَالَ: فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ، فِيهِمْ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ جَعَلُوا يَرْتَجِزُونَ يَقُولُونَ: غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ. فَلَمَّا أَنْ قَدِمُوا تَصَافَحُوا، فَكَانُوا هُمْ أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَ الْمُصَافَحَةَ.
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن)


1. شرح المفردات:


● يقدم عليكم: يأتيكم ويصل إليكم.
● أرق قلوباً: أكثر رقة وليناً وحساسية، أي أسرع استجابة للإيمان وأكثر حباً له.
● يرتجزون: يرددون أناشيد أو أشعاراً بأصوات مرتفعة ومتناغمة، غالباً على إيقاع يُساعد في السير.
● الأحبة: جمع حبيب، وهم محمد ﷺ وأصحابه.
● حزبه: أصحابه وأنصاره.
● تصافحوا: أخذ كل منهم بيد الآخر وهزها علامة على الترحيب والمحبة.
● أحدث المصافحة: ابتدعوا وبدأوا فعل المصافحة باليد عند اللقاء بهذه الصورة.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ أصحابه الكرام في المدينة المنورة أن هناك أقواماً سيصلون إليهم في اليوم التالي، وهؤلاء القوم تفوق قلوبهم في رقتها وحبها للإسلام على قلوب من already exists في المدينة من الصحابة، مع أن الصحابة هم السابقون الأولون للإسلام. وهذا ليس نقصاً في الصحابة، ولكن لبيان شدة إيمان وإخلاص القادمين الجدد، وكمال فرحهم بدخول الإسلام.
وكان هؤلاء القوم هم وفد الأشعريين، ومن بينهم الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه. وعندما اقتربوا من المدينة، كانوا يعبرون عن فرحتهم الغامرة بلقاء النبي ﷺ وأصحابه بأناشيد (رَجَز) يقولون فيها: "غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه".
وفور وصولهم ولقائهم بإخوانهم من الصحابة، تصافحوا معهم بالأيدي تعبيراً عن الحب والترحيب. ويذكر أنس رضي الله عنه أن هذا الحادث كان أول مرة تحدث فيها المصافحة بهذه الصورة في الإسلام، فكانوا هم السباقين إلى هذه السنة الحسنة.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- بشائر النبي ﷺ: الحديث من معجزات النبي ﷺ وإخباره بالغيب الذي أطلعه الله عليه، مما يزيد المؤمنين يقيناً بنبوته.
2- تفاضل القلوب في الإيمان: الإيمان يزيد وينقص، وقد يكون قلب newcomer أرق وأكثر حباً لله ورسوله من قلب من سبقه، بحسب ما يخلقه الله في القلوب من الهداية والتقوى.
3- الفرح بلقاء الإخوان في الله: يُستحب إظهار الفرح والسرور بلقاء المسلمين والإخوان في الله، كما فعل الأشعريون بأناشيدهم التي تعبر عن الشوق والمحبة.
4- استحباب المصافحة: الحديث أصل من أصول مشروعية المصافحة عند اللقاء، وهي من سنن الآداب الإسلامية التي تُذهب الوحشة وتُظهر المودة وتُسقط الإحن. وقد قال العلماء: المصافحة سنة مستحبة عند اللقاء.
5- السبق إلى الخير: يمكن للمسلم أن يبتكر ويبدأ عملاً صالحاً لم يسبقه إليه أحد، فيكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، كما كان الأشعريون أول من أحدث المصافحة فاستحسنها الشرع وأقرها.
6- حسن الظن بالإخوان: وصف النبي ﷺ للقادمين الجدد بهذه الصورة (أرق قلوباً) يعلمنا كيف نكون عوناً للمسلم الجديد ونحسن استقباله وندخل السرور على قلبه.


4. معلومات إضافية:


● قصة قدوم الأشعريين: قدموا من اليمن إلى المدينة بعد غزوة خيبر، وكانوا حوالي ثلاثمائة رجل أو أكثر.
● فضل الأشعريين: لهم فضل عظيم في الإسلام، وقد ورد في فضلهم أحاديث أخرى، منها قوله ﷺ: «إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ».
● حكم الإنشاد: الإنشاد الجماعي الذي ليس فيه محظور (كغناء أو آلات لهو) وبكلمات طيبة جائز، خاصة في مواطن الفرح والسرور والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٢٥٨٢)، وصحّحه ابن حبان (٧١٩٣) كلاهما من طريق يحيى بن أيوب، عن حميد الطويل قال: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره.
وهو مذكور في كتاب فضائل الصحابة.
وقال أنس: كان أصحاب النبي ﷺ إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا.
رواه الطبراني في الأوسط - مجمع البحرين (٣٠٣٤) عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي، حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، فذكره.
وقال الطبراني: «لم يروه عن شعبة إلا عبد السلام، تفرد به الجعفي.
قال الأعظمي: يحيى بن سليمان الجعفي وإنْ كان من رجال الصحيح إلا أن فيه كلاما ينزل حديثه إلى درجة الحسن.
وشيخ الطبراني حسن الحديث أيضا، فقد روى عنه جمع، وأكثر عنه الطبراني، ومع شهرته لم يطعن.
وقال الشعبي: إن أصحاب النبي ﷺ كانوا إذا التقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا.
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (٤/ ٢٨١)، والبيهقي (٧/ ١٠٠) كلاهما من طريق شعبة، عن غالب التمار، عن الشعبي، فذكره. واللفظ للطحاوي.
وإسناده حسن من أجل غالب التمار فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 382 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه

  • 📜 حديث: غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب