وعليكم

حديث: وعليكم

عن أنس بن مالك قال: قال النبي ﷺ: «إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم».
وفي لفظ لمسلم: إن أصحاب النبي ﷺ قالوا للنبي ﷺ: إن أهل الكتاب يسلّمون علينا فكيف نرد عليهم؟ قال: «قولوا: وعليكم».

متفق عليه: رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٥٨)، ومسلم في السلام (٢١٦٣: ٦) من طرق عن هشيم، أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، عن جده أنس بن مالك، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 6258) والإمام مسلم (رقم 2163) عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تُبيّن أدباً من آداب التعامل مع غير المسلمين، وخاصة أهل الكتاب (اليهود والنصارى).

أولاً. شرح المفردات:

● أهل الكتاب: هم اليهود والنصارى، سُمّوا بذلك لأن الله أنزل عليهم كتباً (التوراة والإنجيل).
● يُسلّمون علينا: أي يقولون لنا عند اللقاء: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ" أو ما يشبهها من تحياتهم.
● فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ: أي ردّوا عليهم بقولكم: "وَعَلَيْكُمْ" فقط، دون إكمالها إلى "السَّلَامُ".

ثانياً. شرح الحديث:

يخبر أنس بن مالك رضي الله عنه أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوه عن كيفية الرد على تحية أهل الكتاب عندما يسلمون عليهم، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يردوا بقول: "وَعَلَيْكُمْ" فقط.
الحكمة من هذا الرد المختصر:
- إن تحية الإسلام الكاملة هي: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ"، وهي تحية فيها دعاء بالسلامة والرحمة والبركة، وهذه من خصائص المسلمين، فلا يُدعى بها لغير المسلم.
- أما الرد بـ "وَعَلَيْكُمْ" فهو ردّ بالعدل والإنصاف، فهو يماثل تحيتهم (أي: وعليكم ما قلتم)، وهو من قبيل الدعاء لهم بأن يَعْلُوهم ما يدعون به لأنفسهم إن كان خيراً، أو أن يقتصر عليهم إن كان شراً. وهو داخل تحت قوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86]. فكان الرد بالمثل هنا هو الأنسب.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- تمييز المسلمين بخصائصهم: فتحية السلام الكاملة من خصائص المسلمين، فلا تُمنح لغيرهم كاملة.
2- العدل في المعاملة: الإسلام يأمر بالعدل حتى مع غير المسلمين، والرد بـ "وعليكم" هو رد عادل.
3- التعامل الحكيم مع غير المسلمين: النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بمقاطعتهم أو رد إساءة بإساءة، بل أمر برد التحية بصورة لائقة تحفظ كرامة المسلم ولا تتنازل عن مبادئه.
4- التنبيه على الفرق بين المسلم والكافر: حتى في الأمور الظاهرة كالتحية، يُراعى الفرق بين المؤمن وغيره.
5- استشارة العلماء في أمور الدين: حيث إن الصحابة رضوان الله عليهم لم يردوا من تلقاء أنفسهم، بل سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ليعلموا الحكم الشرعي.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- جمهور العلماء على أن الرد على أهل الكتاب يكون بـ "وعليكم" فقط، وهو مذهب الحنفية والشافعية والحنابلة.
- إذا سلّم غير المسلم بقوله: "السلام عليكم"، فيُرد عليه بـ "وعليكم" فقط، ولا يُقال له: "وعليكم السلام" لأن في ذلك إطلاق لفظ السلام عليه كاملاً.
- هذا الحكم خاص بأهل الكتاب (اليهود والنصارى)، وأما غيرهم من الكفار ففي كيفية الرد عليهم خلاف بين العلماء، والراجح أنهم يُعاملون معاملة أهل الكتاب في هذا الباب إذا لم يكونوا محاربين.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يفقهون حديث نبيه ويعملون به، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٥٨)، ومسلم في السلام (٢١٦٣: ٦) من طرق عن هشيم، أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، عن جده أنس بن مالك، فذكره.
ورواه مسلم (٢١٦٣: ٧) من طرق عن شعبة، عن قتادة عن أنس باللفظ الثاني.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 376 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وعليكم

📜 حديث: وعليكم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: وعليكم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: وعليكم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: وعليكم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية