حديث: احثوا في وجوه المداحين التراب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الاقتصاد في المدح وكراهية المبالغة فيه

عن همام بن الحارث، أن رجلا جعل يمدح عثمان، فعمد المقداد فجثا على
ركبتيه، وكان رجلا ضخما، فجعل يحثو في وجهه الحصباء، فقال له عثمان: ما شأنك؟ فقال: إن رسول الله ﷺ قال: «إذا رأيتم المداحين، فاحثوا في وجوههم التراب».

صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (٣٠٠٢: ٦٩) من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، فذكره.

عن همام بن الحارث، أن رجلا جعل يمدح عثمان، فعمد المقداد فجثا على
ركبتيه، وكان رجلا ضخما، فجعل يحثو في وجهه الحصباء، فقال له عثمان: ما شأنك؟ فقال: إن رسول الله ﷺ قال: «إذا رأيتم المداحين، فاحثوا في وجوههم التراب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:
الحديث: عن همام بن الحارث، أن رجلاً جعل يمدح عثمان، فعمد المقداد فجثا على ركبتيه، وكان رجلاً ضخماً، فجعل يحثو في وجهه الحصباء، فقال له عثمان: ما شأنك؟ فقال: إن رسول الله ﷺ قال: «إذا رأيتم المداحين، فاحثوا في وجوههم التراب».

1. شرح المفردات:


● جعل يمدح: بدأ في المدح والإطراء.
● عمد المقداد: توجه المقداد بن الأسود (رضي الله عنه) وهو من الصحابة الكرام.
● فجثا على ركبتيه: جلس على ركبتيه استعدادًا للعمل.
● ضخماً: كبير الجثة، قوي البنية.
● يحثو: يرمي ويقذف بكفيه.
● الحصباء: الحصى الصغيرة.
● المداحين: الذين يبالغون في المدح والإطراء.

2. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن موقف حصل في زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، حيث جاء رجل وبدأ يمدح عثمان (رضي الله عنه) بشكل مبالغ فيه، فلما رأى الصحابي الجليل المقداد بن الأسود (رضي الله عنه) هذا التصرف، تذكر حديث النبي ﷺ الذي ينهى عن المدح المبالغ فيه، فقام فجلس على ركبتيه (لأنه كان رجلاً ضخمًا) وأخذ يرمي الحصى في وجه ذلك المادح، فلما سأله عثمان (رضي الله عنه) عن سبب فعله، أخبره بأن رسول الله ﷺ قال: «إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب».

3. الدروس المستفادة منه:


● تحذير الإسلام من المبالغة في المدح: لأن ذلك يؤدي إلى الكذب والرياء والغرور.
● النهي عن التملق والنفاق: فالمداحون غالبًا ما يكون لهم أغراض دنيوية.
● الحفاظ على التواضع: واجتناب ما يؤدي إلى العجب والكبر.
● حرص الصحابة على تطبيق سنة النبي ﷺ: حيث بادر المقداد (رضي الله عنه) بتطبيق هذا الحديث فورًا.
● الفقه في تطبيق النصوص: حيث استعمل المقداد الحصباء بدل التراب للتقريب والمعنى نفسه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على كراهية المدح المبالغ فيه، خاصة إذا كان فيه كذب أو exaggeration.
- ليس المقصود من الحديث الإساءة إلى الأشخاص، ولكن ردعهم عن هذا السلوك غير المرغوب.
- من الحكمة في هذا الأمر أن النبي ﷺ أمر بفعلٍ ملفت للنظر (رمي التراب) ليكون ردعًا للمادح وتنبيهًا له ولغيره.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا ويبصرنا بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد والرقائق (٣٠٠٢: ٦٩) من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، فذكره.
والمقداد رضي الله عنه عمل على ظاهر الحديث من أجل المبالغة في المدح.
ومعنى الحديث: فيه كناية عن زجر شديد لمن يبالغ في المدح لحصول المنافع الدنيوية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 751 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: احثوا في وجوه المداحين التراب

  • 📜 حديث: احثوا في وجوه المداحين التراب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: احثوا في وجوه المداحين التراب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: احثوا في وجوه المداحين التراب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: احثوا في وجوه المداحين التراب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب