حديث: مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الأمثال عن النبي ﷺ -

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله، ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء، ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز، لا تهتز حتى تستحصد».
وفي لفظ: «مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع، من حيث أتتها الريح كفأتها، فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء، والفاجر كالأرزة، صماء معتدلة، حتى يقصمها الله إذا شاء».

متفق عليه: رواه مسلم في صفة القيامة (٢٨٠٩: ٥٨) من طريق الزهري، عن سعيد (هو ابن المسيب)، عن أبي هريرة، فذكره باللفظ الأول.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله، ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء، ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز، لا تهتز حتى تستحصد».
وفي لفظ: «مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع، من حيث أتتها الريح كفأتها، فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء، والفاجر كالأرزة، صماء معتدلة، حتى يقصمها الله إذا شاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يوضح فيه حال المؤمن الصادق وحال المنافق، وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● الزرع/الخامة: النبات الطري اللين الذي يكون أخضرَ غضّاً.
● تميله: تطأطئه وتثنيه.
● البلاء: الاختبار والامتحان بالمصائب والمشاق.
● شجرة الأرز: هي شجرة معروفة بقوتها وصلابتها.
● لا تهتز: لا تتحرك ولا تتمايل.
● حتى تستحصد: حتى تجف وتصير هشّة قابلة للانكسار.
● تكفأتها: توقعها على وجهها.
● صماء: صلبة لا تتأثر بالرياح.
● معتدلة: مستقيمة لا تميل.
● يقصمها: يكسرها.

ثانياً. شرح الحديث:


يشبّه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن الحقيقي بنبات الزرع الطري اللين، الذي تتأثر بالرياح فتميله مرة بعد مرة، ولكنها لا تقطعه ولا تقتله، بل تزيده قوةً ومرونةً. وكذلك المؤمن، تتعدد عليه البلوى والمصائب في الحياة الدنيا، من مرض أو فقر أو خوف أو غير ذلك، فيصبر ويحتسب، فتزيده هذه الابتلاءات إيماناً وقرباً من الله تعالى، وتصقله وتزكي نفسه.
أما المنافق (أو الفاجر في اللفظ الآخر)، فيشبهه بشجرة الأرز القوية الصلبة التي لا تتأثر بالرياح، ولا تميل ولا تتحرك، ولكنها إذا جاءتها ريح قوية أو جفاف، انكسرت مرة واحدة لأنها تفتقد المرونة. وكذلك المنافق، قد تراه في حالة من القوة والاستقرار الظاهري في الدنيا، لا يصيبه بلاء ولا مصيبة، ولكن هذا الاستقرار خداع، فإذا جاء أمر الله وانقضت أجله، انكشف أمره وخسر في الدنيا والآخرة.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- الابتلاء سنة ماضية في حياة المؤمن: فالمؤمن لا يخلو من البلاء، وهو علامة على حب الله لعبده، كما في الحديث: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل".
2- الصبر على البلاء يزيد المؤمن قوة وإيماناً: كما أن الزرع يزداد قوة بعد ميله، فالمؤمن يخرج من الابتلاء أقوى إيماناً وأعلى درجة.
3- الاستقرار الظاهري للفجار والمنافقين ليس دليلاً على رضا الله عنهم: بل هو استدراج وإمهال، والعاقبة للمتقين.
4- المرونة واللين من صفات المؤمن: في تعامله مع الأقدار وتقلبات الحياة، بخلاف المتكبر المتصلب.
5- البلاء يميز المؤمن الصادق من المنافق: فالمؤمن يصبر ويحتسب، والمنافق يجزع وينقلب على عقبيه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "الابتلاء والامتحان" الذي هو من حكم الله تعالى في خلقه.
- ينبغي للمؤمن أن يتذكر عند البلاء أن هذا من علامات الإيمان، وأنه طريق للرفعة والأجر.
- اللفظ الثاني للحديث يوضح أن المؤمن قد يُكفأ مرة بعد مرة (أي يُصاب بمصائب متتالية)، ولكن هذا لا يزيده إلا صلابةً وثباتاً.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان، وأن يصبرنا على البلاء، وأن يجعلنا من عباده الصالحين المخلصين.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صفة القيامة (٢٨٠٩: ٥٨) من طريق الزهري، عن سعيد (هو ابن المسيب)، عن أبي هريرة، فذكره باللفظ الأول.
ورواه البخاري في المرضى (٥٦٤٤) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره باللفظ الثاني.
قوله: «الأرزة» قيل: هو شجرة الصنبوبر.
وأما ما روي عن أبي هريرة أن رسول الله قال: مثل المؤمن القوي كمثل النخلة ومثل المؤمن الضعيف كمثل خامة الزرع، فالصواب أنه موقوف.
رواه أبو الشيخ في الأمثال (٩١) عن عبدان، حدثنا سليمان بن أيوب صاحب البصري، حدثنا حماد بن زيد، عن علي بن سويد بن منجوف، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، فذكره.
كذا رواه سليمان بن أيوب صاحب البصري - وهو صدوق -، وخالفه سليمان بن حرب الأزدي - وهو ثقة إمام حافظ - فرواه عن حماد بن زيد به موقوفا، وهو الصواب.
وهذا الذي رجّحه أيضا الدارقطني في العلل (١٦٤٣).
فلعل أحد الرواة فسّره من عنده.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 766 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله

  • 📜 حديث: مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب