حديث: أكثر عملا وأقل عطاء. قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الأمثال عن النبي ﷺ -

عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أن رسول الله ﷺ قال: «إنما مثلكم واليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط؟ فعملت اليهود على قيراط قيراط، ثم عملت النصارى على قيراط قيراط، ثم أنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغارب الشمس على قيراطين قيراطين، فغضبت اليهود والنصارى، وقالوا: نحن أكثر عملا وأقل عطاء. قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا: لا. فقال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء».

صحيح: رواه البخاري في الإجارة (٢٢٦٩) عن إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فذكره.

عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أن رسول الله ﷺ قال: «إنما مثلكم واليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط؟ فعملت اليهود على قيراط قيراط، ثم عملت النصارى على قيراط قيراط، ثم أنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغارب الشمس على قيراطين قيراطين، فغضبت اليهود والنصارى، وقالوا: نحن أكثر عملا وأقل عطاء. قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا: لا. فقال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن النبي ﷺ، أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح متفق عليه، يحمل معاني عظيمة ودروساً بليغة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● استعمل عمالاً: أي استأجر أناساً للعمل عنده بأجر معين.
● قيراط قيراط: القيراط هو جزء من أجزاء العملة أو الأجر، وهو هنا يمثل مقدار الأجر والثواب.
● إلى نصف النهار: أي إلى وقت الظهر.
● من صلاة العصر إلى مغارب الشمس: أي من وقت العصر حتى غروب الشمس.
● فضلي: أي عطائي وفضلي الذي أعطيه من أشاء.

ثانياً. شرح الحديث:


يشبّه النبي ﷺ أمته مع الأمم السابقة (اليهود والنصارى) برجل استأجر عمالاً للعمل في حقله، فعرض الأجر على مراحل:
1- اليهود: عملوا من أول النهار (الفجر) إلى منتصفه (الظهر) على أجر قيراط واحد.
2- النصارى: جاءوا بعدهم وعملوا من الظهر إلى العصر على أجر قيراط واحد أيضاً.
3- المسلمون: وهم أمة محمد ﷺ، جاءوا في آخر النهار (من العصر إلى المغرب) وعملوا فترة أقل، لكنهم أخذوا أجراً مضاعفاً (قيراطين).
فلما رأى اليهود والنصارى أن المسلمين أخذوا أجراً أعلى مع عمل أقل، غضبوا وقالوا: "نحن أكثر عملاً وأقل عطاء!" فأجابهم صاحب العمل: "هل نقصتكم من حقكم شيئاً؟" قالوا: "لا". فقال: "فهذا فضلي أوتيه من أشاء".
وهذا المثل يوضح أن الله تعالى قد أعطى الأمم السابقة من التكليف والشرائع ما يعادل عملهم الطويل، ولكنهم قصّروا فيها. أما أمة محمد ﷺ، فقد جاءت في آخر الزمان، وعملها أقل من حيث المدة، ولكن ثوابها أعظم بفضل الله تعالى وكرمه.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- فضل أمة محمد ﷺ: فالله تعالى قد منح هذه الأمة ثواباً عظيماً على أعمال قليلة نسبةً إلى ما كُلِّفت به الأمم السابقة، وذلك من فضله تعالى.
2- عدل الله تعالى: فالله لم يظلم الأمم السابقة، بل أعطاهم أجرهم كاملاً، ولكن فضله تعالى يتفضل به على من يشاء.
3- الحكمة الإلهية: فالله تعالى بحكمته جعل الشرائع السابقة شاقةً وكثيرة التكاليف، ثم خفف عن هذه الأمة، فجعل الشرائع سهلةً وميسرة، مع مضاعفة الثواب.
4- الاستمرار في العمل الصالح: فالعبرة ليست بطول المدة، بل بالإخلاص والقبول من الله تعالى.
5- الابتعاد عن الحسد: فحسد اليهود والنصارى لأمة الإسلام هو من طبيعتهم، وهو مذموم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أحاديث الرجاء التي تبشر المسلمين بأن الله قد منحهم فضلاً عظيماً، فعليهم أن يشكروا الله على هذا التيسير.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على الأعمال الصالحة في آخر عمره، كما جاءت الأمة في آخر الزمان، فخير العمل ما كان في آخر العمر.
- الحديث يدل على أن الله تعالى يتفضل على عباده بما يشاء، ولا يسأل عما يفعل.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل فضله ورحمته، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الإجارة (٢٢٦٩) عن إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 769 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أكثر عملا وأقل عطاء. قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟

  • 📜 حديث: أكثر عملا وأقل عطاء. قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أكثر عملا وأقل عطاء. قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أكثر عملا وأقل عطاء. قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أكثر عملا وأقل عطاء. قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب