حديث: يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في الثناء الحسن والثناء السيء

عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبيه قال خطبنا رسول الله ﷺ بالنباوة أو البناوة - قال: والنباوة من الطائف - قال: «يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار». قالوا بم ذاك يا رسول الله؟ قال: «بالثناء الحسن والثناء السيء، أنتم شهداء الله بعضكم على بعض».

حسن: رواه ابن ماجه (٤٢٢١)، وأحمد (١٥٤٣٩)، وابن حبان (٧٣٨٤)، والحاكم (٤/ ٤٣٦) كلهم من طريق نافع بن عمر الجمحي، عن أمية بن صفوان، عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي، عن أبيه، قال: فذكره.

عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبيه قال خطبنا رسول الله ﷺ بالنباوة أو البناوة - قال: والنباوة من الطائف - قال: «يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار». قالوا بم ذاك يا رسول الله؟ قال: «بالثناء الحسن والثناء السيء، أنتم شهداء الله بعضكم على بعض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس من سنة نبيه الكريم.
الحديث الذي طلبت شرحه رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح، وإليك شرحه الوافي على النحو التالي:


1. شرح المفردات:


● النَّبَاوة أو البَنَاوة: موضع قريب من الطائف، كان فيه سوقٌ يُخطب فيه الناس.
● يوشك: يقرب وي speed (أي: سيحدث قريبًا).
● أهل الجنة من أهل النار: أي الذين سيدخلون الجنة والذين سيدخلون النار.
● بمَّ؟: بـأي شيء؟ (أي: ما العلامة؟).
● الثناء الحسن: الذكر الحسن والمدح الجميل بين الناس.
● الثناء السيء: الذكر السيء والقدح والذم.
● شهداء الله: الشهيد هنا بمعنى المُخبِر الذي يشهد ويُخبر بحال الناس، وكأنكم وسطاء تشهدون على بعضكم البعض أمام الله.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث أن هناك علامة ظاهرة في الدنيا يمكن من خلالها أن نعرف – إلى حدٍّ ما – من هو من أهل الجنة ومن هو من أهل النار، وهذه العلامة هي "السمعة والذكر بين الناس".
فالذي يكون ثناؤه حسناً بين الناس، يمدحونه بأخلاقه وتقواه وصدقه وأمانته، فهذه دلالة خير على أنه من أهل الخير والصلاح، ومن ثم فهو – إن شاء الله – من أهل الجنة.
والذي يكون ثناؤه سيئاً، يذمه الناس لكثرة معاصيه أو سوء خلقه أو ظلمه أو كذبه، فهذه دلالة شر على أنه من أهل المعاصي والفساد، وهو على خطر عظيم أن يكون – والعياذ بالله – من أهل النار.
ثم بين ﷺ السبب في ذلك بقوله: «أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ»، أي أن الناس في الدنيا يشهد بعضهم على بعض بأعمالهم وأخلاقهم، فشهادتهم هذه صادقة في الغالب، وهي بمثابة تقرير عن حقيقة الشخص، وسوف يشهدون بها يوم القيامة.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحرص على السمعة الطيبة: يجب على المسلم أن يجتهد في أن تكون سمعته حسنة بين الناس، وذلك بحسن خلقه وتقواه وبره، فهذا من علامات القبول عند الله.
2- الذمُّ بين الناس نذير خطر: إذا رأى المسلم أن الناس يذمونه ويذكرونه بسوء، فعليه أن يتوقف ويتفحص نفسه ويستغفر ويتوب، فهذه إنذارات من الله له لينتبه قبل فوات الأوان.
3- المجتمع شاهدٌ على الفرد: المجتمع المسلم كالمرآة يعكس حقيقة أفراده، فما يراه الناس في الشخص غالبًا ما يكون هو حقيقته.
4- العلنية والسرية: العمل الصالح أو السيئ لا يخفى forever، فسيظهر أثره على صاحبه وسمعته بين الخلق، وهذا من حكمة الله في الدنيا قبل الآخرة.
5- لا غنى عن عمل القلب: مع أهمية السمعة الطيبة، يجب أن يكون الدافع هو إخلاص العمل لله، لا المراءاة وحب الظهور، فالناس شهداء في الدنيا، ولكن الله هو المطلع على القلوب وهو الحكم العدل يوم القيامة.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على عظمة الشهادة والبينة في الإسلام، وأن كلمة الناس لها وزنها.
- لا يعني هذا أن كل من ذُكر بخير فهو من أهل الجنة يقيناً، أو كل من ذُكر بشر فهو من أهل النار يقيناً، فقد يخفى على الناس من الخير والشر ما لا يعلمه إلا الله. ولكنه علامة ظاهرة ودلالة قوية على المصير.
- جاء في حديث آخر: «اللهُ لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبقِ عالِمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا» (متفق عليه)، مما يؤكد أن رأي العامة وجهلهم قد يضل، فلا يُعتمد عليه إذا خالف الشرع.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يذكرون بالخير، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يحشرنا في زمرة أهل الجنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٤٢٢١)، وأحمد (١٥٤٣٩)، وابن حبان (٧٣٨٤)، والحاكم (٤/ ٤٣٦) كلهم من طريق نافع بن عمر الجمحي، عن أمية بن صفوان، عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي، عن أبيه، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي بكر بن أبي زهير الثقفي فقد ذكره ابن حبان في ثقاته وهو يحسن حديثه إذا كأنَّه له أصل صحيح، وهذا منه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 744 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار

  • 📜 حديث: يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب