حديث: تلك عاجل بشرى المؤمن
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب إذا أُثني على الرجل الصالح فهي بشرى ولا تضره
وفي لفظ: «ويحبه الناس عليه» بدل «ويحمده الناس عليه».
صحيح: رواه مسلم في القدر (٢٦٤٢: ١٦٦) من طرق عن حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تبشر المؤمن وتشرح صدره، وتوضح جانباً من جوانب رحمة الله تعالى بعباده.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
* يعمل العمل من الخير: أي يفعل أي فعل صالح مما يرضي الله تعالى، سواء كان واجباً أو مستحباً.
* ويحمده الناس عليه / ويحبه الناس عليه: الحمد هو الثناء والذكر الحسن، والمحبة هي الشعور بالإعجاب والمودة. والمعنى أن الناس يثنون عليه خيراً بسبب هذا العمل، أو يحبونه لأجله.
* تلك: إشارة إلى هذا الثناء أو هذه المحبة من الناس.
* عاجل: ما يحصل في الدنيا سريعاً، مقابل "آجل" وهو ما يؤخر للآخرة.
* بشرى المؤمن: البشرى هي الخبر السار الذي يسر القلب ويفرحه. والمقصود هنا البشارة بالثواب العاجل في الدنيا قبل الآخرة.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبر الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه أن سائلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم سؤالاً يعبر عن قلقٍ قد يخالج قلب المؤمن: ماذا لو عملت عملاً صالحاً خالصاً لله، فمدحني الناس عليه وأحبوني بسببه؟ ألا يخشى أن يكون في هذا نوع من الرياء أو أن يذهب أجر العمل؟
فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذا الثناء والمحبة من الناس هي بشرى عاجلة من الله للمؤمن في الدنيا، قبل بشرى الثواب الكبير في الآخرة.
وهذا الجواب النبوي الكريم يحمل عدة معانٍ عميقة:
1- طمأنة للمؤمن: فهو يزيل الوسوسة والقلق من قلب العبد، ويبين له أن حمد الناس له على العمل الصالح ليس مذموماً في ذاته، بل هو هبة ومنحة من الله يمن بها على عبده المؤمن.
2- بيان أن الأصل هو الإخلاص: الحديث لا يتحدث عن شخص يعمل العمل لأجل أن يحمده الناس (وهذا هو الرياء المحرم)، بل عن شخص يعمل العمل ابتداءً لله، ثم جاءه حمد الناس تبعاً وعاقبة حسنة، فجعل الله ذلك علامة خير عليه.
3- منة من الله ونعمة: إن محبة الناس وثناءهم نعمة عظيمة، يجعلها الله تعالى نتيجة للعمل الصالح، فيكون المؤمن محبوباً عند الله وعند خلقه. وهي من أنواع التوفيق الإلهي للعبد.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- الإخلاص هو الأساس: يجب أن ينبع العمل من إرادة وجه الله تعالى فقط، لا طلباً للسمعة أو المدح.
2- العلامات الصالحة: حب الناس وثناؤهم على المرء بسبب دينه وأخلاقه من علامات القبول عند الله، كما ورد في أحاديث أخرى. فالمؤمن الصادق ينشر الخير والمحبة حيثما حل.
3- البشارة في الدنيا والآخرة: الله كريم، يعجل للعبد الصالح الجزاء الحسن في الدنيا بمحبة الناس وثنائهم، ويؤجله له في الآخرة بالجنة والرضوان، فهنيئاً للمؤمن.
4- الحث على العمل الصالح: الحديث يحفز المؤمن على المزيد من الأعمال الصالحة، التي تكون سبباً في محبة الله ومحبة الناس.
5- الفهم الصحيح للرياء: لا يعدو ثناء الناس من غير قصد أو طلب من العبد أن يكون رياءً مذموماً، بل هو من فضل الله ومنّه.
رابعاً. معلومات إضافية:
* هذا الحديث يدخل في باب "علامات قبول العمل"، فإذا رأيت من نفسك أن الله قد فتح على قلبك وألهمك عملاً صالحاً، ثم رأيت قبولاً وحباً من الناس لك، فاحمد الله على هذه النعمة واعلم أنها بشرى خير.
* ينبغي للمؤمن إذا حُمِد أن يرد الثناء إلى الله، ويقول كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون، واجعلني خيراً مما يظنون». وأن يحذر من العجب والغرور الذي قد يخالط القلب بسبب هذا المدح.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا للإخلاص في القول والعمل، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه أيضا من طرق عن شعبة، عن أبي عمران به مثله غير أن في حديث أكثر الرواة عن شعبة: «ويحبه الناس عليه».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 755 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 730 لو مد بي الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم
- 731 لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي
- 732 لو كان عندي ذهب لأحببت أن لا يأتي علي ثلاث
- 733 لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
- 734 من وعد بشرى فليف بها
- 735 ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة
- 736 أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا ثم أقتل
- 737 لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو...
- 738 لا تتمنوا الموت
- 739 لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد
- 740 لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية
- 741 إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب...
- 742 ما من عبد إلا له صيت في السماء
- 743 من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة
- 744 يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار
- 745 يوشك أن تعرفوا لأهل الجنة من أهل النار
- 746 يا رسول الله! دلني على عمل إذا أخذت به دخلت...
- 747 إذا سمعت جيرانك يقولون قد أحسنت فقد أحسنت
- 748 إذا أتى الرجل القوم فقالوا: مرحبا فمرحبا به إلى يوم...
- 749 من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس خيرا وهو يسمع
- 750 أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل
- 751 احثوا في وجوه المداحين التراب
- 752 احثوا في أفواه المداحين التراب
- 753 إن هذا المال حلو خضر فمن يأخذه بحقه يبارك له...
- 754 عن أبي بكر: إن إزاري يسقط من أحد شقيه
- 755 تلك عاجل بشرى المؤمن
- 756 إذا كان أحدكم مادحا صاحبه لا محالة فليقل أحسب فلانا...
- 757 لا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم
- 758 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من محمد عبد الله ورسوله إلى...
- 759 أخرجت الكتاب من عقاصها
- 760 إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتا...
- 761 مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارًا فأكملها إلا موضع لبنة
- 762 مثل النبي في الانبياء كبنيان اكتمل ببعثته
- 763 مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب
- 764 لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسًا
- 765 مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم.
- 766 مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله
- 767 مثل المؤمن كالخامة من الزرع تفيئها الريح
- 768 هي النخلة مثلها مثل المسلم
- 769 أكثر عملا وأقل عطاء. قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟
- 770 آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقحمون فيها
- 771 الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة
- 772 مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أو آخره
- 773 مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره
- 774 مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا...
- 775 من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده
- 776 من جاهدهم بيده أو لسانه أو قلبه فهو مؤمن
- 777 إن الناس إذا رأوا المنكر لا يغيرونه أوشك أن يعمهم...
- 778 من شهد الخطيئة فكرهها كان كمن غاب عنها
- 779 لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم
معلومات عن حديث: تلك عاجل بشرى المؤمن
📜 حديث: تلك عاجل بشرى المؤمن
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تلك عاجل بشرى المؤمن
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تلك عاجل بشرى المؤمن
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تلك عاجل بشرى المؤمن
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








