حديث: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في النهي عن القول: لو
صحيح: رواه مسلم في القدر (٢٦٦٤) من طريق عبد الله بن إدريس، عن ربيعة بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم جامع من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يحوي كنوزاً من الحكم والتوجيهات النبوية. وإليك الشرح المفصل له:
الحديث بلفظه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرصْ على ما ينفعك، واستعنْ بالله ولا تعجزْ، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلتُ كان كذا وكذا، ولكن قُلْ: قدَّرَ الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان».
1. شرح المفردات:
● المؤمن القوي: ليس المقصود بالقوة هنا القوة البدنية فحسب، بل قوة الإيمان واليقين، وقوة العزيمة والإرادة في فعل الخير وطلب الآخرة، والقوة في العمل النافع للأمة.
● المؤمن الضعيف: هو ضعيف الإيمان والهمة، قليل العمل الصالح، سريع اليأس والاستسلام.
● احرصْ: أي ابذل جهدك واجتهد واجعل همتك في طلب ما ينفعك.
● ما ينفعك: يشمل كل ما ينفع في الدنيا والآخرة، من طاعة الله، وطلب العلم، والعمل الصالح، والسعي في الرزق الحلال، وغير ذلك.
● استعنْ بالله: اطلب العون والتوفيق من الله تعالى في جميع أمورك.
● لا تعجزْ: لا تترك العمل اتكالاً أو كسلاً، ولا تيأس وتقنط من روح الله.
● لو: أداة شرط غير جازمة، تفتح باب الندم والحسرة على ما فات.
● تفتح عمل الشيطان: أي تفتح الباب أمام وساوس الشيطان ليؤزك على الندم والحزن والتقاعس عن العمل المستقبلي.
2. شرح الحديث:
قَسَّم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث إلى أجزاء حكيمة:
الجزء الأول: التفاضل بين المؤمنين بالقوة:
«المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير»
- يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن التفاضل بين المؤمنين يكون بقوة إيمانهم وعملهم، لا بأموالهم أو أصولهم. فالمؤمن القوي بإيمانه وعمله هو الذي ينفع نفسه وينفع غيره، ويقوم بحقوق الله وحقوق العباد على أكمل وجه، فهو أحب إلى الله.
- قوله: «وفي كل خير» تكميل للجملة الأولى، أي أن كلا النوعين من المؤمنين (القوي والضعيف) فيه خير الإيمان وأصله، ولكن القوي أفضل وأكمل.
الجزء الثاني: توجيهات عملية للحياة:
«احرصْ على ما ينفعك، واستعنْ بالله ولا تعجزْ»
- هذا توجيه نبوي كريم يجمع بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله:
● احرص على ما ينفعك: هذا أمر ببذل الجهد والأخذ بجميع الأسباب المشروعة والمادية لتحصيل المنافع الدينية والدنيوية.
● واستعن بالله: تذكير بأن الأسباب وحدها لا تكفي دون توفيق الله وعونه، فليكن اعتماد القلب على الله بعد بذل الجهد.
● ولا تعجز: نهي عن الكسل واليأس والتراخي، فالعجز من صفات النفوس المهزومة، والمؤمن لا يعرف العجز.
الجزء الثالث: التعامل مع القدر:
«وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلتُ كان كذا وكذا، ولكن قُلْ: قدَّرَ الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان»
- هنا يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نتعامل مع النتائج التي لا ترضينا، أو المصائب التي تقع:
- النهي عن قول (لو): لأنها تعبر عن ندم على الماضي وحسرة على ما فات، وهذا لا يجدي نفعاً، بل يزيد القلب هماً وحزناً، ويشغل عن التفكير في الحل والعمل للمستقبل.
- الأمر بقول: «قَدَّرَ الله وما شاء فعل»: هذا من الإيمان بالقضاء والقدر، والرضا بقدر الله، وهو يعطي القلب طمأنينة وسكينة، ويوجهه نحو الاستسلام لمشيئة الله والتسليم لحكمته.
- التعليل: «فإن لو تفتح عمل الشيطان»: لأن التلفظ بـ "لو" يفتح الباب للشيطان ليلقي في قلب العبد الوساوس، من الندم المذموم، والتقاعس عن العمل، وربما الاعتراض على قدر الله.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- تفاضل المؤمنين بالعمل الصالح: فالمجال مفتوح للتنافس في الخيرات، والارتقاء في مراتب الإيمان والقوة فيه.
2- الجمع بين الأسباب والتوكل: فالمؤمن لا يتواكل ولا يعتمد على الأسباب فقط، بل يجمع بين السعي والاعتماد على الله.
3- النشاط والهمة العالية: ذم العجز والكسل، والحث على النشاط والحركة في طلب المنافع.
4- الرضا بالقضاء والقدر: من أصول الإيمان أن نرضى بقدر الله، ونؤمن أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا.
5- التعامل الإيجابي مع الفشل والإخفاق: بدلاً من الندم والحسرة على الماضي، نعتبر ونتعلم ونتجه للمستقبل بعزيمة جديدة مستعينين بالله.
6- سد الذرائع أمام الشيطان: فكلمة "لو" البسيطة قد تكون باباً للوساوس والأحزان، فيجب سد هذا الباب.
4. معلومات إضافية:
● الراوي: هو الصحابي
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 727 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 702 خطورة التألي على الله
- 703 خلني وربي أبعثت علي رقيبا
- 704 لا تقل عبدي أمتي وقل فتاي وفتاتي وغلامي
- 705 لا تقل عبدي وأمتي وقل غلامي وجاريتي
- 706 لا تقل لعبدك عبدي فإن مولاكم الله
- 707 لا تقل خبثت نفسي ولكن قل لقست نفسي
- 708 لا تقل خبثت نفسي وقل لقست نفسي
- 709 من قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق
- 710 من يوقظ صواحب الحجر رب كاسية في الدنيا عارية في...
- 711 إن الشيطان يجري من ابن آدم مبلغ الدم
- 712 أصبح رسول الله ﷺ بحمد الله بارئا
- 713 حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا
- 714 ما أحب أن أحدا لي ذهبا يأتي عليه ليلة أو...
- 715 عثرت الناقة فصرع النبي والمرأة
- 716 يا أبا ذر لبيك وسعديك
- 717 ارمِ فداك أبي وأمي
- 718 حفظك الله بما حفظت به نبيه
- 719 الكهان ليسوا بشيء
- 720 رويدك بالقوارير
- 721 رأى رجلا يسوق بدنة، فقال له: «اركبها»
- 722 اركبها ويلك
- 723 ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله
- 724 ائذني له، فإنه عمك تربت يمينك
- 725 أكنت أفضت يوم النحر فانفري إذا
- 726 الدخ، قال: «اخسأ».
- 727 المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
- 728 لو كنت راجما أحدا بغير بينة لرجمتها
- 729 لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة
- 730 لو مد بي الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم
- 731 لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي
- 732 لو كان عندي ذهب لأحببت أن لا يأتي علي ثلاث
- 733 لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
- 734 من وعد بشرى فليف بها
- 735 ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة
- 736 أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا ثم أقتل
- 737 لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو...
- 738 لا تتمنوا الموت
- 739 لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد
- 740 لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية
- 741 إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب...
- 742 ما من عبد إلا له صيت في السماء
- 743 من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة
- 744 يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار
- 745 يوشك أن تعرفوا لأهل الجنة من أهل النار
- 746 يا رسول الله! دلني على عمل إذا أخذت به دخلت...
- 747 إذا سمعت جيرانك يقولون قد أحسنت فقد أحسنت
- 748 إذا أتى الرجل القوم فقالوا: مرحبا فمرحبا به إلى يوم...
- 749 من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس خيرا وهو يسمع
- 750 أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل
- 751 احثوا في وجوه المداحين التراب
معلومات عن حديث: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
📜 حديث: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








