حديث: أخرجت الكتاب من عقاصها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب للحاكم أن يمنع من يُفشي عن أسرار الدولة

عن علي بن أبي طالب قال: بعثني رسول الله ﷺ أنا والزبير، والمقداد بن الأسود، قال: «انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة، ومعها كتاب فخذوه منها» فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله ﷺ فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله ﷺ ... الحديث.

متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠٠٧)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٩٤) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا عمرو بن دينار، عن الحسن بن محمد قال: أخبرني عبيد الله بن أبي رافع قال: سمعت عليا، فذكره.

عن علي بن أبي طالب قال: بعثني رسول الله ﷺ أنا والزبير، والمقداد بن الأسود، قال: «انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة، ومعها كتاب فخذوه منها» فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله ﷺ فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله ﷺ ... الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:
النص الكامل للحديث:
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله ﷺ أنا والزبير، والمقداد بن الأسود، قال: «انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة، ومعها كتاب فخذوه منها» فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله ﷺ فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله ﷺ. فقال: «يا حاطب ما هذا؟» قال: يا رسول الله، لا تعجل علي، إني كنت امرأً ملصقًا في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرًا ولا ارتدادًا ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله ﷺ: «أما إنه قد صدقكم». فقال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: «إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».
شرح المفردات:
● تعادى بنا خيلنا: أسرعت بنا خيولنا في العدو.
● روضة خاخ: موضع قرب المدينة، و"خاخ" اسم لذلك المكان.
● الظعينة: المرأة في الهودج (أي المركبة التي تُحمل على الجمل).
● عقاصها: ضفيرة شعرها أو موضع تجميع الشعر.
● ملصقًا: حليفًا وليس من الأصلاء.
● يتخذ عندهم يدًا: يصنع معهم معروفًا ليُكافئوه عليه.
شرح الحديث:
هذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي وقعت أحداثها قبل فتح مكة، حيث أراد النبي ﷺ التجهيز لفتح مكة بشكل سري، لكن حاطب بن أبي بلتعة - وهو من المهاجرين البدريين - كتب كتابًا يخبر فيه المشركين في مكة بنية النبي ﷺ، فأطلع الله نبيه على ذلك عن طريق الوحي.
فأرسل النبي ﷺ فريقًا مكونًا من علي بن أبي طالب والزبير بن العوام والمقداد بن الأسود ليعترضوا المرأة التي تحمل الرسالة، وقد أخفته في ضفيرة شعرها، لكنهم هددوا بتفتيشها فاضطرت لإخراجه.
الدروس المستفادة:
1- عصمة النبي ﷺ بالوحي: حيث أطلعه الله على ما أخفاه حاطب.
2- حكمة النبي ﷺ في التعامل: حيث قبل عذر حاطب بعد أن بين أن فعله كان لحماية أهله لا كفرًا.
3- الفرق بين الكفر والمعصية: فعل حاطب كان معصية كبيرة لكنه لم يخرج به من الإسلام.
4- فضل أهل بدر: حيث غفر الله لهم ذنوبهم بسبب فضلهم وجهادهم.
5- الحذر من خيانة المسلمين: حتى لو كان الدافع ظاهره الشفقة.
6- جواز تفتيش المتهم: إذا كان هناك دليل قوي على التهمة.
7- العدل في الحكم: حيث أنصف النبي ﷺ حاطبًا رغم جسامة فعله.
فوائد إضافية:
- الحديث يدل على جواز استخدام أساليب التخفي والكشف في الأمور الأمنية.
- بيان رحمة النبي ﷺ وحلمه حتى مع من أخطأ في حقه.
- التأكيد على أن الأعمال بالنيات، فحاطب لم يقصد الخيانة للدين بل حماية أهله.
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٣٠٠٧)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٩٤) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا عمرو بن دينار، عن الحسن بن محمد قال: أخبرني عبيد الله بن أبي رافع قال: سمعت عليا، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 759 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخرجت الكتاب من عقاصها

  • 📜 حديث: أخرجت الكتاب من عقاصها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخرجت الكتاب من عقاصها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخرجت الكتاب من عقاصها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخرجت الكتاب من عقاصها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب