حديث: لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تمني الخير

عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل، وآناء النهار، فسمعه جار له، فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل».

صحيح: رواه البخاري في فضائل القرآن (٥٠٢٦) عن علي بن إبراهيم، حدثنا روح، حدثنا شعبة، عن سليمان، سمعت ذكوان، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل، وآناء النهار، فسمعه جار له، فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، وها هو شرحه على النحو التالي:

الحديث بلفظ آخر:


عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ».
(متفق عليه: أخرجه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● لا حسد: هنا المقصود "الغبطة"، وهي أن يتمنى المرء أن يكون له مثل ما لأخيه من نعمة دون أن يتمنى زوالها عنه. وأما الحسد المذموم فهو تمني زوال النعمة عن المحسود.
● إلا في اثنتين: يعني أن هذه الغبطة المحمودة لا تكون إلا في هاتين الخصلتين.
● آتاه الله القرآن: أي هيأه لحفظه وفهمه والعمل به.
● يتلوه آناء الليل وآناء النهار: يقرأه ويعمل به في ساعات الليل والنهار، أي دائم التلاوة والعمل.
● يهلكه في الحق: ينفقه ويبذله في وجوه الخير والطاعات حتى يُفنيه كله. و"الهلاك" هنا بمعنى الإتلاف والإفناء، وهو مدح في هذا السياق.
● ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان: هذه هي الغبطة، أي تمني الحصول على مثل النعمة ليعمل فيها مثل العمل الصالح.


2. شرح الحديث:


يُبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن هناك نوعاً من "الحسد" مباحاً بل ومحموداً، وهو ما يُسمى الغبطة، وهي أن يتمنى الإنسان أن يرزقه الله مثل ما رزق غيره من النعم التي يصرفها في الطاعة، دون أن يتمنى زوالها عن ذلك الشخص.
وقد حصر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الغبطة المحمودة في موطنين اثنين لا ثالث لهما:
1- رجل آتاه الله حفظ القرآن وفهمه: فلم يقتصر على مجرد حفظه، بل جعله دليله في الحياة، فهو دائم التلاوة له، قائم بحلاله وحرامه، يتعبد الله بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار. فحسده الآخرون على هذه النعمة العظيمة، أي تمنوا أن يكون لهم مثله في الحفظ والعمل، ليعبدوا الله بمثل ذلك العمل.
2- رجل آتاه الله مالاً كثيراً: فلم يستخدمه في الترف أو البطر أو المعاصي، بل جعله سلماً لتقوى الله، ينفقه في سبيل الله وفي وجوه البر والإحسان، فيعين المحتاج، ويبني المساجد، وينشر العلم، ويقضي حوائج المسلمين، حتى أنه ينفقه كله ولا يبقي منه شيئاً لشدة حرصه على الخير. فحسده الناس على هذه النعمة، أي تمنوا أن يرزقهم الله مثل هذا المال ليفعلوا فيه مثل فعله.


3. الدروس المستفادة والعبر:


● تمييز الغبطة عن الحسد: الإسلام يذم الحسد بمعناه الشائع (تمني زوال النعمة) ويحث على الغبطة (تمني الحصول على مثل النعمة للعمل الصالح).
● بيان قيمة العلم النافع والمال الصالح: إن أعظم النعم هي ما يستخدمها العبد في طاعة ربه، فهي نعمة مضافة إلى نعمة.
● الحث على الاستمرارية في الطاعة: لاحظ وصف "آناء الليل وآناء النهار" مما يدل على دوام العمل وعدم انقطاعه، فليس العبرة بالبداية بل بالاستمرار والثبات.
● القدوة الحسنة: أن يكون المسلم قدوة لغيره في الخير، فيحسد على طريقته الحسنة، فيقتدي به الآخرون.
● أن المال وسيلة لا غاية: فالمال عنده نعمة عظيمة إذا صرف في الحق، وهو اختبار للعبد، وقد جعله الله أداة للتقرب إليه.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع في كلمات قليلة معاني عظيمة.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على فضل تعلم القرآن وتعليمه، وفضل إنفاق المال في سبيل الله.
- الغبطة في هاتين الخصلتين مطلوبة شرعاً، فهي تحفز المسلم على التنافس في الخيرات والمسارعة إلى الطاعات.
نسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والمال الصالح، وأن يجعلنا ممن يحسد على عمل صالح لا على معصية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في فضائل القرآن (٥٠٢٦) عن علي بن إبراهيم، حدثنا روح، حدثنا شعبة، عن سليمان، سمعت ذكوان، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 737 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل

  • 📜 حديث: لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب