حديث: لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما يكره من التمني
وفي لفظ: «لا يتمنى أحدكم الموت، ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا».
متفق عليه: رواه البخاري في التمني (٧٢٣٥) عن عبد الله بن محمد، حدثنا هشام بن يوسف، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي عبيد - اسمه سعد بن عبيد -، مولى عبد الرحمن بن أزهر، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يرشدنا إلى خلق إيماني مهم، ويحذرنا من تمني أمر خطير. وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
### أولاً. نص الحديث ورواته
الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 6353) والإمام مسلم (رقم 2680) عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، وهو من الأحاديث الصحيحة المعنى.
### ثانياً. شرح المفردات
● يَتَمَنَّى: يتمنى: أي يطلب ويشتهي حدوث الموت لنفسه.
● مُحْسِنًا: المحسن هو المؤمن الذي يطيع الله ويحسن في عبادته وتعامله مع الناس.
● يَزْدَاد: أي يزيد من حسناته وأجره.
● مُسِيئًا: المسيء هو المقصر في طاعة الله، الذي يرتكب المعاصي والذنوب.
● يَسْتَعْتِبُ: الاستعتاب طلب العتبى، أي أن يتوب إلى الله ويرجع عن ذنبه ويصلح عمله.
● انْقَطَعَ عَمَلُهُ: أي توقف اكتساب الثواب والأجر، فلا يستطيع أن يزيد من حسناته بعد الموت إلا من خلال أعمال باقية كالصدقة الجارية أو علم ينتفع به.
● لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا: أي أن كل لحظة يعيشها المؤمن الصادق هي فرصة لزيادة الخير والحسنات، فالعمر هو رأس ماله للآخرة.
### ثالثاً. شرح الحديث
ينهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المؤمن عن تمني الموت أو الدعاء به قبل أن يحين أجله، ويعلل ذلك بحكمتين عظيمتين:
1- الاحتمال الأول: إن كان الإنسان محسناً في عمله
فتمنيه للموت يحرمه من فرصة عظيمة، وهي الزيادة في الخير. فكل يوم يعيشه هو رصيد يضيفه إلى حسناته، ودرجة ترفعها في الجنة. فكيف يتمنى قطع هذا المصدر الذي لا يتوقف عن العطاء؟ الحياة للمؤمن هي ميدان للسباق والمنافسة في الخيرات.
2- الاحتمال الثاني: إن كان الإنسان مسيئاً مقصراً
فتمنيه للموت هو أشد خطراً، لأنه ييأس من رحمة الله ويقطع عن نفسه فرصة التوبة والاستعتاب. ومعلوم أن باب التوبة مفتوح ما لم يغرغر الإنسان. فبدلاً من أن يتمنى الموت على معصيته، ينبغي أن يسرع في التوبة ويستغفر ربه ويصلح عمله.
ثم يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم في نهاية الحديث على حقيقة مصيرية، وهي أن العمل ينقطع بالموت، فلا يستطيع الإنسان بعدها أن يزيد حسنة واحدة، وإنما ينقطع عنه كل شيء إلا من ثلاثة أمور كما جاء في حديث آخر: (صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). لذلك فإن عمر الإنسان في الدنيا هو رأس ماله الحقيقي، وكل نفس يتنفسه هو فرصة لا تعوض.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- حرمة تمني الموت: يحرم على المسلم أن يتمنى الموت أو يدعو به بسبب ضر نزل به في الدنيا، كمرض أو فقر أو هم. وهذا من كمال الإيمان بالله وقضائه وقدره.
2- استغلال فرصة الحياة: الحديث يحثنا على استثمار كل لحظة من عمرنا في طاعة الله وذكر他، لأنها كنز ثمين لا يعود.
3- التفاؤل وعدم اليأس: حتى لو كان الإنسان مقصراً، فليسقط في يأس، بل عليه أن يثق برحمة الله ويستغل الفرصة ويتوب.
4- شكر نعمة العمر: ينبغي للمسلم أن يشكر الله على نعمة يطيل العمر، فهي هبة وإمهال من الله ليزداد فيها خيراً.
5- الاستعداد الدائم للموت: النهي عن تمني الموت لا يعني نسيانه أو الغفلة عنه، بل الواجب الاستعداد له دائماً بالأعمال الصالحة، لأنه يأتي بغتة.
خامساً:
ما يشرع عند نزول المصائبإذا نزل بالإنسان ضر أو بلاء، فليس له أن يتمنى الموت، بل يشرع له أن يقول كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي» (متفق عليه). فهذا الدعاء يجمع بين التسليم لله والرغبة في الخير في الحالين.
أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لاستغلال أعمارنا في طاعته، وأن يتوفانا وهو راض عنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٦٨٢) عن محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر،
عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، فذكره.
وفي الباب أحاديث أخرى مذكورة في كتاب الجنائز.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 739 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 714 ما أحب أن أحدا لي ذهبا يأتي عليه ليلة أو...
- 715 عثرت الناقة فصرع النبي والمرأة
- 716 يا أبا ذر لبيك وسعديك
- 717 ارمِ فداك أبي وأمي
- 718 حفظك الله بما حفظت به نبيه
- 719 الكهان ليسوا بشيء
- 720 رويدك بالقوارير
- 721 رأى رجلا يسوق بدنة، فقال له: «اركبها»
- 722 اركبها ويلك
- 723 ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله
- 724 ائذني له، فإنه عمك تربت يمينك
- 725 أكنت أفضت يوم النحر فانفري إذا
- 726 الدخ، قال: «اخسأ».
- 727 المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
- 728 لو كنت راجما أحدا بغير بينة لرجمتها
- 729 لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة
- 730 لو مد بي الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم
- 731 لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي
- 732 لو كان عندي ذهب لأحببت أن لا يأتي علي ثلاث
- 733 لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
- 734 من وعد بشرى فليف بها
- 735 ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة
- 736 أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا ثم أقتل
- 737 لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو...
- 738 لا تتمنوا الموت
- 739 لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد
- 740 لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية
- 741 إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب...
- 742 ما من عبد إلا له صيت في السماء
- 743 من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة
- 744 يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار
- 745 يوشك أن تعرفوا لأهل الجنة من أهل النار
- 746 يا رسول الله! دلني على عمل إذا أخذت به دخلت...
- 747 إذا سمعت جيرانك يقولون قد أحسنت فقد أحسنت
- 748 إذا أتى الرجل القوم فقالوا: مرحبا فمرحبا به إلى يوم...
- 749 من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس خيرا وهو يسمع
- 750 أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل
- 751 احثوا في وجوه المداحين التراب
- 752 احثوا في أفواه المداحين التراب
- 753 إن هذا المال حلو خضر فمن يأخذه بحقه يبارك له...
- 754 عن أبي بكر: إن إزاري يسقط من أحد شقيه
- 755 تلك عاجل بشرى المؤمن
- 756 إذا كان أحدكم مادحا صاحبه لا محالة فليقل أحسب فلانا...
- 757 لا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم
- 758 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من محمد عبد الله ورسوله إلى...
- 759 أخرجت الكتاب من عقاصها
- 760 إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتا...
- 761 مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارًا فأكملها إلا موضع لبنة
- 762 مثل النبي في الانبياء كبنيان اكتمل ببعثته
- 763 مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب
معلومات عن حديث: لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد
📜 حديث: لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








