حديث: من وعد بشرى فليف بها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قول الرجل: «أبشرْ» إذا أراد به إنجاز وعده

عن أبي موسى قال: كنت عند النبي ﷺ وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة، ومعه بلال، فأتى النبي ﷺ أعرابي فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟ فقال له: «أبشر»، فقال: قد أكثرت علي من «أبشر» فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان، فقال: «رد البشرى فأقبلا أنتما»، قالا: قبلنا، ثم دعا بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه، ومج فيه، ثم قال: «اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما، وأبشرا»، فأخذا القدح ففعلا، فنادت أم سلمة من وراء الستر: أن أفضلا لأمكما، فأفضلا لها منه طائفة.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٣٢٨)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٩٧) كلاهما عن أبي كريب محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: فذكره.

عن أبي موسى قال: كنت عند النبي ﷺ وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة، ومعه بلال، فأتى النبي ﷺ أعرابي فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟ فقال له: «أبشر»، فقال: قد أكثرت علي من «أبشر» فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان، فقال: «رد البشرى فأقبلا أنتما»، قالا: قبلنا، ثم دعا بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه، ومج فيه، ثم قال: «اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما، وأبشرا»، فأخذا القدح ففعلا، فنادت أم سلمة من وراء الستر: أن أفضلا لأمكما، فأفضلا لها منه طائفة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم فيه مواقف وعبر، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ نَازِلٌ بِالْجِعْرَانَةِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَمَعَهُ بِلالٌ، فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: أَلاَ تُنْجِزُ لِي مَا وَعَدْتَنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «أَبْشِرْ»، فَقَالَ: قَدْ أَكْثَرْتَ عَلَيَّ مِنْ «أَبْشِرْ» فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِي مُوسَى وَبِلالٍ كَهَيْئَةِ الْغَضَبَانِ، فَقَالَ: «رُدَّ الْبُشْرَى فَأَقْبِلاَ أَنْتُمَا»، قَالاَ: قَبِلْنَا، ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهُهُ فِيهِ، وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «اشْرَبَا مِنْهُ، وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا، وَأَبْشِرَا»، فَأَخَذَا الْقَدَحَ فَفَعَلاَ، فَنَادَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ: أَنْ أَضِفَا لأُمِّكُمَا، فَأَضَفَا لَهَا مِنْهُ طَائِفَةً.


1. شرح المفردات:


● بالجِعْرَانَةِ: مكان معروف بين مكة والطائف، كان النبي ﷺ نازلاً فيه بعد فتح مكة وقسمة الغنائم.
● أَلا تُنْجِزُ لِي مَا وَعَدْتَنِي؟: أي ألا تعطيني ما وعدتني به من عطاء أو هبة.
● أَبْشِرْ: كلمة تقال للبشارة بالخير والفرح، وكان النبي ﷺ يبشر أصحابه بالعطاء قبل توزيعه.
● رُدَّ الْبُشْرَى: أي اتركوا البشرى (التي رفضها الأعرابي) وتوجهوا إليكما أنتما.
● مَجَّ فِيهِ: نفث فيه بريقاً خفيفاً مع شيء من الماء، وهو من فعل النبي ﷺ الذي كان بركته ﷺ.
● نُحُورِكُمَا: صدراكمما.
● أَضِفَا لأُمِّكُمَا: اتركا أو أعطيا لأمكما (تعني أم سلمة زوج النبي ﷺ وهي أم المؤمنين، وكانت تخاطبهما بهذه الصفة كنوع من التودد).


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن موقف حصل مع النبي ﷺ وهو في مكان يسمى "الجعرانة" بعد فتح مكة، حيث كان يقسم الغنائم. وكان مع النبي ﷺ بلال المؤذن رضي الله عنه.
● موقف الأعرابي: جاء رجل من البادية (الأعرابي) إلى النبي ﷺ يسأله عن الوعد الذي وعده إياه (على الأرجح من العطاء أو الهبة). فرد عليه النبي ﷺ بكلمة "أبشر"، وهي بشارة بالخير والعطاء القادم. لكن الأعرابي بطبعه الجافي وسوء أدبه قال للنبي ﷺ: "قد أكثرت علي من أبشر"، أي أنه مل من الانتظار ويريد العطاء فوراً دون وعود.
● رد فعل النبي ﷺ: لم يغضب النبي ﷺ للأذى الشخصي، لكنه حول هذا الموقف إلى درس وعبرة. التفت إلى أبي موسى وبلال رضي الله عنهما "كهيئة الغضبان" – ليس غضباً للذات، ولكن غضباً لله ولانتهاك حرمة الصحبة والأدب – وقال لهما: "رد البشرى فأقبلا أنتما"، أي إن هذا الأعرابي قد رفض البشرى، فأنتما اقبلوها بدلاً منه.
● بركة النبي ﷺ: ثم طلب ﷺ إناءً (قَدَحاً) به ماء، فغسل يديه ووجهه الشريفين فيه، ثم مجَّ فيه (أي نفث بريقه المبارك). هذا الماء أصبح ماءً مباركاً ببركة رسول الله ﷺ. ثم أمرهما أن يشربا منه ويصبا على وجوههما ونحورهما (صدورهما) "وأبشرا". فهذا ليس مجرد ماء، بل هو بركة وتكريم من الله تعالى عبر يد نبيه.
● كرم أم سلمة رضي الله عنها: لما رأت أم المؤمنين أم سلمة ما حدث، نادت من خلف الستر (حفاظاً على حجابها) طالبة أن يشركاها في هذه البركة، فقالت: "أضفا لأمكما"، فأعطياها جزءاً منه.


3. الدروس المستفادة منه:


1- حلم النبي ﷺ وصبره: لم يرد على الأعرابي بشدة، بل حول الموقف ليعلم الجميع أدب الصحبة وبركة الطاعة.
2- أدب الصحابة مع النبي ﷺ: أبو موسى وبلال قبلا البشرى بكل سرور ولم يعترضا، وهذا من أدبهما رضي الله عنهما.
3- بركة النبي ﷺ: لم يكن ﷺ يعطي من مال الد
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٣٢٨)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٩٧) كلاهما عن أبي كريب محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 734 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من وعد بشرى فليف بها

  • 📜 حديث: من وعد بشرى فليف بها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من وعد بشرى فليف بها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من وعد بشرى فليف بها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من وعد بشرى فليف بها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب