حديث: يا رسول الله! دلني على عمل إذا أخذت به دخلت الجنةقال: لا تغضب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في الثناء الحسن والثناء السيء

عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! دلني على عمل إذا أخذت به دخلت الجنة ولا تكثر علي، فقال: «لا تغضب»، وأتاه رجل آخر فقال: يا نبي الله! دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: «كن محسنا» قال: وكيف أعلم أني محسن؟ فقال: «تسأل جيرانك فإن قالوا: إنك محسن فإنك محسن، وإن قالوا: إنك مسيء فأنت مسيء».

صحيح: رواه البزار (٩٢٤٥)، والنسائي في جزء إملائه (١٦، ١٧)، والحاكم (١/ ٣٧٨) كلهم من طريق الحسين بن واقد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! دلني على عمل إذا أخذت به دخلت الجنة ولا تكثر علي، فقال: «لا تغضب»، وأتاه رجل آخر فقال: يا نبي الله! دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: «كن محسنا» قال: وكيف أعلم أني محسن؟ فقال: «تسأل جيرانك فإن قالوا: إنك محسن فإنك محسن، وإن قالوا: إنك مسيء فأنت مسيء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يجمع بين وصيتين نبويتين جليلتين، أخرجه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير"، وابن حبان في صحيحه، وغيرهما.

أولاً. شرح المفردات:


● دلني: أرشدني ووجهني.
● لا تكثر علي: لا تطلب مني الكثير من الأعمال التي قد أشق بها.
● لا تغضب: املك نفسك عند الغضب وتجنب أسبابه.
● كن محسناً: أدم فعل الخير والإحسان في كل شيء.
● جيرانك: جيرانك الذين يعرفونك ويعيشون قريباً منك.

ثانياً. شرح الحديث:


الجزء الأول: وصية "لا تغضب"
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب عملاً موجزاً يدخله الجنة، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الغضب. وهذا لا يعني النهي عن الغضب مطلقاً، فإن الغضب لله تعالى عند انتهاك محارمه من الإيمان، بل المقصود هو التحكم في الغضب المباح وعدم الاندفاع وراءه.
فالغضب جمرة من الشيطان تورث الندم، وتفقد الإنسان توازنه، وقد يقوده إلى قول أو فعل يخالف الشرع. فمن ملك نفسه عند الغضب فقد امتلك زمام أموره، وحفظ دينه وعقله.
الجزء الثاني: وصية "كن محسناً"
ثم جاء رجل آخر فسأل نفس السؤال، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يكون محسناً. والإحسان هو أعلى مراتب الدين، كما في حديث جبريل: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
ولما سأل الرجل عن مقياس لإحسانه، بين له النبي صلى الله عليه وسلم أن المرجع في ذلك هو جيرانه، فاستفت قلبك واستشر من حولك، فإن شهدوا لك بالإحسان فذلك دليل على صلاحك، وإن وصفوك بالإساءة فاعلم أن في نفسك شيئاً يجب إصلاحه.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- سهولة الإسلام ويسره: حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم أن أبواب الجنة قد تفتح بأعمال يبدو أنه بسيطة لكنها عظيمة الأجر.
2- التحكم في الغضب: فهو باب عظيم للنجاة من المهالك وكسب رضا الله تعالى.
3- أهمية الإحسان: وهو شامل لجميع أبواب الخير من عبادة ومعاملة.
4- دور المجتمع في تقييم الفرد: فالجيران هم المرآة الحقيقية لسلوك الإنسان، لأنهم الأقرب إليه والأعلم بحاله.
5- التواضع وقبول النصيحة: حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال الجيران والاستماع لرأيهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم، حيث أعطى كل سائل ما يناسب حاله.
- جمع الحديث بين تزكية النفس (بكبح الغضب) وتزكية المجتمع (بالإحسان للجيران).
- من أعظم ما يعين على ترك الغضب: الاستعاذة من الشيطان، وتغيير الوضعية (كالجلوس إن كان واقفاً)، والوضوء.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لطاعته ورضاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار (٩٢٤٥)، والنسائي في جزء إملائه (١٦، ١٧)، والحاكم (١/ ٣٧٨) كلهم من طريق الحسين بن واقد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة إلا الحسين بن واقد».
وليس كما قال؛ فإن الحسين بن واقد المروزي صدوق لم يتفرد بروايته عن الأعمش بل تابعه عن الأعمش أبو حمزة السكري محمد بن ميمون وهو ثقة فاضل.
رواه الدارقطني في العلل (١٠/ ١٢١) من طريق علي بن الحسين بن واقد حدثنا أبو حمزة، حدثنا الأعمش به مثله. وإسناده صحيح.
وللحديث طرق أخرى، والذي ذكرته أحسنُها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 746 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا رسول الله! دلني على عمل إذا أخذت به دخلت الجنةقال: لا تغضب

  • 📜 حديث: يا رسول الله! دلني على عمل إذا أخذت به دخلت الجنةقال: لا تغضب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا رسول الله! دلني على عمل إذا أخذت به دخلت الجنةقال: لا تغضب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا رسول الله! دلني على عمل إذا أخذت به دخلت الجنةقال: لا تغضب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا رسول الله! دلني على عمل إذا أخذت به دخلت الجنةقال: لا تغضب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب