حديث: هي النخلة مثلها مثل المسلم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الأمثال عن النبي ﷺ -

عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ من الشّجر شجرةً لا يسقط ورقُها، وإنّها مثل المسلم، فحدّثوني ما هي؟». فوقع النّاسُ في شجر البوادي. قال عبد الله بن عمر: ووقع في نفسي أنّها النّخلة، فاستحييتُ، ثم قالوا: حدّثنا ما هي يا رسول الله! قال: «هي النّخلة».
وفي رواية: «أخبروني شجرة مثلُها مَثَلُ المسلم، تُؤتي أكلها كلَّ حين بإذن ربِّها، ولا تحت ورقها» فوقع في نفسي: النّخلة، فكرهتُ أن أتكلّم وثمَّ أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلما قال النبيُّ ﷺ: «هي النّخلة». فلما خرجتُ مع أبي قلت: يا أبتاه، وقع في نفسي النّخلة. قال: ما منعك أن تقولها؟ لو كنتَ قلتَها كان أحبّ إليَّ من كذا وكذا. قال: ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت».

متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (٦١)، ومسلم في صفات المنافقين (٢٨١١) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.

عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ من الشّجر شجرةً لا يسقط ورقُها، وإنّها مثل المسلم، فحدّثوني ما هي؟». فوقع النّاسُ في شجر البوادي. قال عبد الله بن عمر: ووقع في نفسي أنّها النّخلة، فاستحييتُ، ثم قالوا: حدّثنا ما هي يا رسول الله! قال: «هي النّخلة».
وفي رواية: «أخبروني شجرة مثلُها مَثَلُ المسلم، تُؤتي أكلها كلَّ حين بإذن ربِّها، ولا تحت ورقها» فوقع في نفسي: النّخلة، فكرهتُ أن أتكلّم وثمَّ أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلما قال النبيُّ ﷺ: «هي النّخلة». فلما خرجتُ مع أبي قلت: يا أبتاه، وقع في نفسي النّخلة. قال: ما منعك أن تقولها؟ لو كنتَ قلتَها كان أحبّ إليَّ من كذا وكذا. قال: ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تضرب مثلاً رائعاً للمسلم في ثباته وخيره الدائم. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● لا يسقط ورقها: أي أن أوراقها دائمة الخضرة، لا تتساقط بكثرة كغيرها من الأشجار، فتبقى ظليلة وافرة النفع.
● وقع النّاسُ في شجر البوادي: أي أن الحاضرين بدأوا يذكرون أنواع الأشجار التي تنبت في البراري والصحراء، كالشيح والطرفاء وغيرها.
● فاستحييتُ: أي تأدباً وخجلاً من الكلام مع وجود كبار الصحابة.
● تُؤتي أكلها كلَّ حين بإذن ربِّها: تثمر وتُعطي نفعها في أوقات متعددة، وليس مرة واحدة في السنة.
● ولا تحت ورقها: أي أن ظلها وآثارها باقية، لا تذبل أو تضمحل.

2. شرح الحديث:


سأل النبي ﷺ أصحابه سؤالاً تعليمياً ليثير انتباههم ويوجههم إلى صفة عظيمة من صفات المسلم، وهي الديمومة والثبات على الخير، مثل الشجرة التي لا يسقط ورقها، وتظل مثمرةً نافعةً في كل وقت.
وقد فهم الصحابة أن المقصود شجرة معينة، فذكروا أشجار البادية المعروفة لديهم، ولكن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أدرك في نفسه أنها النخلة، إلا أنه لم يتكلم تأدباً مع كبار الصحابة الذين كانوا حاضرين، مثل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
فلما لم يجب أحد، بين النبي ﷺ أنها النخلة، تأكيداً لفهم عبد الله بن عمر، وليعلم الجميع أن المسلم ينبغي أن يكون كالنخلة في صفاته.

3. الدروس المستفادة منه:


● ثبات المسلم ودوام خيره: فالمسلم ينبغي أن يكون مثمراً في طاعة الله، نافعاً للناس، لا يتوقف عن العطاء، كالنخلة التي تظل مثمرةً وظليلة.
● أدب المتعلم مع العلماء وكبار السن: وهذا ما ظهر من عبد الله بن عمر عندما استحى أن يتكلم وأبو بكر وعمر حاضران.
● الحكمة في التعليم بالسؤال: لأن السؤال يثير الانتباه ويثبت المعلومة.
● فضل النخلة وبركتها: فهي شجرة مباركة، ذكرت في القرآن، وهي مصدر للغذاء والظل، وشبّه بها النبي ﷺ المسلم لشرفها وفائدتها.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- النخلة تصلح مثلاً للمسلم لأنها:
● مفيدة في كل أحوالها: فثمرها يؤكل، وجذوعها تستخدم في البناء، وأوراقها للزينة والوقود، وكربها يُصنع منه الحبال، وغير ذلك.
● صابرة ثابتة: تتحمل الظروف القاسية من حر وجفاف، ولا تتأثر بسهولة.
● دائمة العطاء: تثمر مرة بعد مرة، وتعطي بدون انقطاع.
- هذا الحديث يذكرنا بقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم: 24-25]. والشجرة الطيبة في هذه الآية هي النخلة كما فسرها不少 العلماء.
أسأل الله أن يجعلنا من المسلمين الثابتين على دينه، النافعين لخلقه.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في العلم (٦١)، ومسلم في صفات المنافقين (٢٨١١) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.
والرواية الثانية عند البخاريّ (٦١٤٤) من وجه آخر عن نافع، عن ابن عمر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 768 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هي النخلة مثلها مثل المسلم

  • 📜 حديث: هي النخلة مثلها مثل المسلم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هي النخلة مثلها مثل المسلم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هي النخلة مثلها مثل المسلم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هي النخلة مثلها مثل المسلم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب