حديث: يد الله على الجماعة لا تجتمع على ضلالة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب لا تجتمع أمتي على ضلالة
حسن: رواه الحاكم (١/ ١١٥)، من وجهين: عن سلمة بن شعيب والعباس بن عبد العظيم - كلاهما عن عبد الرزاق، أنبأ إبراهيم بن ميمون، أخبرني عبد اللَّه بن طاوس، أنّه سمع أباه يحدث، أنه سمع ابن عباس يحدث أن النبي ﷺ قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فحديث ابن عباس رضي الله عنه الذي ذكرته هو حديث عظيم، يدل على منقبة عظيمة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وإليك شرحه الوافي:
نص الحديث:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجمع اللَّه أمتي -أو قال: - هذه الأمة على الضلالة أبدًا، ويد اللَّه على الجماعة».
(رواه الترمذي في سننه وقال: حديث حسن، وصححه الألباني وغيره)
1. شرح المفردات:
● "لا يجمع الله أمتي": أي لا يترك الله تعالى أمة محمد صلى الله عليه وسلم مجتمعة.
● "على الضلالة": الضلالة هي البعد عن الحق والهدى، سواء في الاعتقاد أو العمل.
● "أبدًا": تأكيد للاستمرار والنفي المؤبد، أي في كل زمان ومكان.
● "ويد الله على الجماعة": اليد هنا كناية عن القوة والنصرة والحفظ والرعاية، والجماعة هم المجتمعون على الحق.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يبين واحدة من أعظم الخصائص التي منَّ الله بها على هذه الأمة، وهي "عصمة الأمة من الاجتماع على الضلال".
● معنى "لا يجمع الله أمتي على الضلالة": معناه أن الله تعالى بحكمته ورحمته لن يترك هذه الأمة كلها تجتمع على خطأ في أصل من أصول الدين، أو заблуждение يخرجها عن جادة الصواب. فستبقى طائفة منها قائمة على الحق، ظاهرة منصورة، لا يضرها من خذلها ولا من خالفها حتى تقوم الساعة. وهذا من حفظ الله لهذا الدين.
● قوله: "أو قال: هذه الأمة": هذا من رواية الراوي (شكٌ منه) هل قال النبي صلى الله عليه وسلم "أمتي" أو "هذه الأمة"، وكلاهما صحيح والمعنى واحد.
● قوله: "ويد الله على الجماعة": هذا تعليل للحكم السابق، فسبب حفظ الأمة من الاجتماع على الضلال هو أن نصر الله ورعايته ("يده") مع الجماعة، أي مع جماعة المسلمين السائرين على منهج الحق، المتمسكين بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. والجماعة هنا ليست مجرد الكثرة العددية، بل هي "جماعة الحق" حتى ولو كانوا قلة، كما في حديث: «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء» (رواه مسلم).
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- طمأنينة القلب وثباته: فهذا الحديث يبعث الطمأنينة في نفس المسلم، أنه لن ينقطع الحق من الأرض، ولن تخلو الأمة من طائفة منصورة على الحق.
2- وجوب لزوم جماعة المسلمين وأهل الحق: يجب على المسلم أن يلزم الجماعة ويسير معها، ولا يشذ عنها، لأن النصرة والعزة والرحمة الإلهية تكون مع الجماعة لا مع الفرقة والشتات.
3- الفرق بين الإجماع والاختلاف: الإجماع المعتبر هو إجماع العلماء العاملين على الحق من هذه الأمة، فهو حجة. أما ما يقع من اختلاف في بعض الفروع والمسائل الاجتهادية، فلا ينقض هذا الأصل، فالأمة معصومة من الاجتماع على ضلالة في الأصول الكلية.
4- ذم الفرقة والتحذير منها: الحديث反面ًا يحذر من الفرقة والاختلاف المذموم، والخروج عن جماعة المسلمين، لأن في ذلك مخاطرة بالخروج عن دائرة النصرة الإلهية.
5- التفريق بين الكثرة العددية وكثرة الحق: لا يغتر المسلم بكثرة الضالين، فالحق لا يعرف بالرجال، بل يعرف الرجال بالحق. فالجماعة المعصومة هي جماعة أهل الحق وإن قلوا.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل من أصول العقيدة عند أهل السنة والجماعة، وبه يعرفون أن "أهل السنة هم الجماعة"، وهم الذين على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
- يستدل بهذا الحديث على حجية الإجماع، لأنه إذا ثبت أن الأمة لا تجتمع على ضلالة، فما أجمعت عليه فهو حق.
- المقصود بالضلالة هنا هي الضلالة المطلقة التي تهدم أصلًا من أصول الدين، أما وقوع بعض الأخطاء والبدع في طوائف من الأمة، فلا ينافي هذا الحديث، ما دامت هناك طائفة قائمة على الحق ظاهرة.
- من الأحاديث التي تؤكد هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» (متفق عليه).
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الحق، وأن يجعلنا من الجماعة المنصورة، وأن يحفظ علينا ديننا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
ورواه أيضًا الترمذيّ (٢١٦٦) عن يحيى بن موسى، قال: حدّثنا عبد الرزاق، فذكره بإسناده. ولفظه: «يد اللَّه مع الجماعة».
وقال: «حسن غريب، لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه».
قال الأعظمي: وهو كما قال؛ فإنّ إبراهيم بن ميمون الصنعاني -ويقال: الزبيدي- حسن الحديث. ووثّقه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات.
والكلام عليه مبسوط في تفسير سورة النساء (١١٥).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 170 من أصل 409 حديثاً له شرح
- 145 هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش
- 146 يهلك الناس هذا الحي من قريش
- 147 أسرع قبائل العرب فناءً قريش
- 148 قومي أسرع أمتي بي لحاقًا
- 149 لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع
- 150 لتتبعن سنن من كان قبلكم باعا بباع وذراعا بذراع
- 151 أخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرًا بشبر وذراعًا بذراع
- 152 حمل شرار هذه الأمة على سنن الذين خلوا من قبلهم
- 153 اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ
- 154 اتِّبَاعُ سُنَنِ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ
- 155 حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم
- 156 افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة
- 157 افترقت أمتي على ثنتين وسبعين فرقة
- 158 افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة
- 159 افتراق الأمة على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا...
- 160 يقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيئكم
- 161 يُوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق
- 162 المسلمون يحاصرون إلى المدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح
- 163 إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا من الموالي هم أكرم...
- 164 العذاب يصيب من كان في القوم ثم يبعثون على أعمالهم
- 165 افضل الجهاد كلمة حق عند الحاكم الظالم
- 166 كلمة حق عند سلطان جائر
- 167 كلمة عدل عند سلطان جائر
- 168 يتعرض من البلاء لما لا يطيق
- 169 لن تجتمع أمتي على الضلالة أبدا
- 170 يد الله على الجماعة لا تجتمع على ضلالة
- 171 إن الله أجاركم من ثلاث خلال
- 172 من يجدد للأمة دينها على رأس كل مائة سنة
- 173 إذا ولدت الأمة ربها فذاك من أشراطها
- 174 إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم
- 175 يا رسول الله، متى الساعة قائمة؟ قال: ويلك. وما أعددت...
- 176 تسألوني عن الساعة؟ وإنما علمها عند الله
- 177 لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس
- 178 بادروا بالأعمال ستا
- 179 بادروا بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها والدخان والدابة والدجال
- 180 لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان
- 181 فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة...
- 182 بعثت أنا والساعة كهذه من هذه أو كهاتين
- 183 مثلي ومثل الساعة كهاتين
- 184 بعثت أنا والساعة هكذا وقرن بين أصبعيه المسبحة والوسطى
- 185 بعثت أنا والساعة كهاتين وضم السبابة والوسطى
- 186 بعثت أنا والساعة كهاتين
- 187 معنى بعثت أنا والساعة كهاتين
- 188 بعثت أنا والساعة جميعا إن كادت لتسبقني
- 189 بعثت أنا والساعة كهاتين فسبقتها في نفس الساعة
- 190 إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين...
- 191 ما بقي من الدنيا إلا كما بقي من يومكم هذا
- 192 اعدد ستا بين يدي الساعة
- 193 بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم
- 194 إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة
معلومات عن حديث: يد الله على الجماعة لا تجتمع على ضلالة
📜 حديث: يد الله على الجماعة لا تجتمع على ضلالة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يد الله على الجماعة لا تجتمع على ضلالة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يد الله على الجماعة لا تجتمع على ضلالة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يد الله على الجماعة لا تجتمع على ضلالة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








