حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه

حديث: حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك، صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة، ولا
تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر».
وفي لفظ: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قوما وجوههم كالمجان المطرقة يلبسون الشعر ويمشون في الشعر».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٩٢٨)، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٩١٢: ٦٤) كلاهما من طريق الأعرج (هو عبد الرحمن بن هرمز)، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس ونعلم.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (2928)، ومسلم في "صحيحه" (2912) عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهو من الأحاديث التي تتناول علامات من علامات الساعة الصغرى، وهي القتال مع أمم معينة لها أوصاف خاصة.
أولاً: شرح المفردات:
● حتى تقاتلوا الترك: الترك هنا قوم معينون لهم هذه الصفات، وهم غير الأتراك المعاصرين، فقد يكون المقصود قومًا من نسلهم أو يشبهونهم في الصفات.
● صغار الأعين: أي عيونهم ضيقة وصغيرة.
● حمر الوجوه: أي لون بشرتهم يميل إلى الحمرة.
● ذلف الأنوف: الذلف هو قصر الأنف وقلة ارتفاع قصبة الأنف مع انبطاح واضح.
● كأن وجوههم المجان المطرقة: المجان جمع مجن، وهو الترس. والمطرقة أي المصنوعة من الجلد المطروق والمشدود، أي أن وجوههم عريضة ومستديرة كالترس.
● نعالهم الشعر: أي أن أحذيتهم مصنوعة من الشعر.
● يمشون في الشعر: أي يلبسون الثياب المصنوعة من الشعر ويمشون بها.
ثانياً: شرح الحديث:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن أمرين سيقعان قبل قيام الساعة:
1- قتال أمة ذات أوصاف جسدية مميزة: وهم قوم يوصفون بأنهم:
* صغار الأعين: وهي صفة واضحة في بعض شعوب شرق آسيا.
* حمر الوجوه: أي أن لون بشرتهم يميل إلى الاحمرار أو السمرة المحمرة.
* ذلف الأنوف: أنوفهم قصيرة ومسطحة.
* كأن وجوههم المجان المطرقة: وجوههم عريضة ومستديرة ومسطحة، تشبه الدروع الجلدية المستديرة.
2- قتال أمة تلبس الشعر: وهم قوم ينتعلون النعال المصنوعة من الشعر (وفي اللفظ الآخر: يلبسون الثياب المصنوعة من الشعر ويمشون فيها).
وجمع بعض العلماء بين اللفظين بأن هاتين الصفتين (الوجوه الخاصة والنعال/اللباس من الشعر) قد تكونان لقوم واحد، وهم هؤلاء "الترك" الموصوفون.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: فقد أخبر عن أمم وأوصاف لم تكن معروفة بكثرة في جزيرة العرب آنذاك، فتحققت هذه الأوصاف في شعوب آسيا الوسطى والمنغول والتتر وغيرهم، مما يدل على أن هذا خبر من عند الله الذي يعلم الغيب.
2- أن قتال هذه الأمم من علامات الساعة: وهو قد وقع بالفعل في التاريخ الإسلامي، كالقتال مع التتر والمغول الذين اجتاحوا بلاد المسلمين ودمروا بغداد، ثم هزمهم الله على يد المسلمين (كما في معركة عين جالوت). وقد يستأنف القتال معهم في آخر الزمان.
3- الحكمة من الإخبار بذلك: الإعداد النفسي للأمة، وتحذيرها من الفتن المستقبلية، وتثبيت قلوب المؤمنين عندما تقع هذه الأحداث، فيعلمون أنها من أشراط الساعة التي أخبر بها الصادق المصدوق، فيزدادون إيمانًا ويقينًا.
4- التنبيه على عظمة الإسلام: وأنه سيصل إلى هذه البقاع وتقاتله هذه الأمم، ثم ينتهي الأمر بانتصار المسلمين ودخولهم في دين الله أفواجًا.
رابعاً: معلومات إضافية مهمة:
- يجب الحذر من سوء الفهم أو استعمال هذا الحديث للتحقير من أي عرق أو جنس. فالحديث يخبر عن واقع قتال سيحدث، وليس للتنقيص من شأن هذه الأمم. وقد دخل الكثير من أبناء هذه الشعوب بعد ذلك في الإسلام وكانوا من خيرة المسلمين.
- هذه العلامة من العلامات التي وقعت بالفعل في التاريخ، كما في غزوات المغول والتتر، وهي قد تتكرر في آخر الزمان على نحو أشد وأعظم، كما تدل عليه أحاديث أخرى.
- الإيمان بعلامات الساعة من تمام الإيمان بالغيب، وهو يزيد المؤمن يقينًا ويجعله على استعداد دائم للقاء الله.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يفقهنا في ديننا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٩٢٨)، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٩١٢: ٦٤) كلاهما من طريق الأعرج (هو عبد الرحمن بن هرمز)، عن أبي هريرة، فذكره. والسياق للبخاري.
ورواه مسلم (٢٩١٢: ٦٥) من طريق سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة باللفظ الثاني.
ورواه البخاريّ في المناقب (٣٥٩١)، ومسلم (١٩١٢: ٦٦) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي هريرة نحوه.
وزاد البخاري: «وهو هذا البارِز، وقال سفيان مرة: وهم أهل البازَر.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 250 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه

📜 حديث: حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية