حديث: تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من علامات الساعة أن المسلمين يقاتلون الروم، فيفتحها اللَّه، وذلك في آخر الزمان

عن نافع بن عتبة قال: كنا مع رسول اللَّه ﷺ في غزوة، قال: فأتى النبي ﷺ قوم من قبل المغرب، عليهم ثياب الصوف، فوافقوه عند أكمة، فإنهم لقيام ورسول اللَّه ﷺ قاعد، قال: فقالت لي نفسي: ائتهم فقم بينهم وبينه، لا يغتالونه، قال: ثم قلت: لعله نجي معهم، فأتيتهم فقمت بينهم وبينه، قال: فحفظت منه أربع كلمات، أعدهن في يدي، قال: «تغزون جزيرة العرب، فيفتحها اللَّه، ثم فارس، فيفتحها اللَّه، ثم تغزون الروم، فيفتحها اللَّه، ثم تغزون الدجال، فيفتحه اللَّه».
قال: فقال نافع: يا جابر لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم.

صحيح: رواه مسلم في الفتن (٢٩٠٠) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا جرير عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن نافع بن عتبة قال: فذكره.

عن نافع بن عتبة قال: كنا مع رسول اللَّه ﷺ في غزوة، قال: فأتى النبي ﷺ قوم من قبل المغرب، عليهم ثياب الصوف، فوافقوه عند أكمة، فإنهم لقيام ورسول اللَّه ﷺ قاعد، قال: فقالت لي نفسي: ائتهم فقم بينهم وبينه، لا يغتالونه، قال: ثم قلت: لعله نجي معهم، فأتيتهم فقمت بينهم وبينه، قال: فحفظت منه أربع كلمات، أعدهن في يدي، قال: «تغزون جزيرة العرب، فيفتحها اللَّه، ثم فارس، فيفتحها اللَّه، ثم تغزون الروم، فيفتحها اللَّه، ثم تغزون الدجال، فيفتحه اللَّه».
قال: فقال نافع: يا جابر لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن نافع بن عتبة رضي الله عنه:

1. شرح المفردات:


● غزوة: معركة أو حملة عسكرية شارك فيها النبي ﷺ بنفسه.
● أكمة: تلة صغيرة أو مكان مرتفع من الأرض.
● يغتالونه: يهجمون عليه غدرًا أو يؤذونه.
● نجي معهم: حديث سري أو خاص بينه وبينهم.
● أعدّهن في يدي: كناية عن الحرص على حفظها وتذكرها، كمن يعد الأشياء بيده لضبطها.
● جزيرة العرب: شبه الجزيرة العربية.
● فارس: الدولة الفارسية (الإمبراطورية الساسانية).
● الروم: الإمبراطورية البيزنطية.
● الدجال: المسيح الدجال، أعظم فتنة في آخر الزمان.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل نافع بن عتبة رضي الله عنه أنه كان في غزوة مع النبي ﷺ، فجاءت جماعة من جهة الغرب (ربما من بلاد الشام أو مناطق أخرى) يرتدون ثياب الصوف (وهي علامة على الزهد أو أنهم من أهل الكتاب أو الرهبان)، فالتقوا بالنبي ﷺ عند أكمة (مكان مرتفع).
قام هؤلاء القوم بينما النبي ﷺ جالس، فخاف نافع في نفسه أن يكون هناك خطر منهم على النبي ﷺ، فقام ليقف حاجزًا بينهم وبين النبي لحمايته، ثم فكّر أنهم ربما جاءوا للحديث معه سرًا، فاقترب وأصغى إلى الحديث فسمع من النبي ﷺ أربع كلمات هي بشارات عظيمة:
1- "تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله": أي أن المسلمين سيقاتلون في جزيرة العرب (خارج المدينة ومكة) وسينتصرون عليها بفضل الله. وقد تحقق هذا في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في حروب الردة.
2- "ثم فارس فيفتحها الله": أي بعد ذلك سيقاتلون الفرس وسينتصرون عليهم. وقد تم فتح العراق وإيران في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
3- "ثم تغزون الروم فيفتحها الله": أي بعد فتح فارس سيغزو المسلمون الروم (البيزنطيين) وسينتصرون عليهم. وقد تم فتح بلاد الشام ومصر في عهد عمر أيضًا، ثم القسطنطينية (إسطنبول) في عهد محمد الفاتح عام 1453م.
4- "ثم تغزون الدجال فيفتحه الله": أي في آخر الزمان، سيقاتل المسلمون الدجال وينتصرون عليه بمعجزة الله تعالى، وذلك بقيادة عيسى بن مريم عليه السلام.
ثم علّق نافع بن عتبة بقوله: "يا جابر لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم"، أي أن خروج الدجال لن يكون إلا بعد فتح القسطنطينية (الروم)، وهو ما تحقق لاحقًا.


3. الدروس المستفادة:


● صدق نبوة محمد ﷺ: فقد أخبر بأمور غيبية وقعت كما قال.
● التفاؤل بنصر الله: فالنصر بيد الله وهو الذي يفتح البلاد للمسلمين.
● الأمر بالاستعداد والجهاد: لأن هذه الفتوحات تحتاج إلى إعداد وقوة.
● الحماية والحرص على النبي ﷺ: كما فعل نافع عندما وقى النبي خشية الغدر.
● علامات الساعة: الحديث يذكر مراحل الفتوحات وينتهي بقتال الدجال، مما يربط بين أحداث التاريخ ونهاية الزمان.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أعلام نبوة النبي ﷺ، فقد تحققت كل هذه البشارات بشكل متسلسل.
- فتح القسطنطينية (إسطنبول) كان موعودًا به في أحاديث أخرى، وهو ما تحقق على يد السلطان العثماني محمد الفاتح.
- قتال الدجال سيكون في آخر الزمان، وسينزل عيسى بن مريم عليه السلام ليقتله ويحكم بشريعة محمد ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفتن (٢٩٠٠) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا جرير عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن نافع بن عتبة قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 259 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس

  • 📜 حديث: تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب