حديث: تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوا من ورائهم.
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب من علامات الساعة أن المسلمين يقاتلون الروم، فيفتحها اللَّه، وذلك في آخر الزمان
صحيح: رواه أبو داود (٤٢٩٢، ٤٢٩٣، ٢٧٦٧)، وابن ماجه (٤٠٨٩)، وأحمد (١٦٨٢٦)،
وصحّحه ابن حبان (٦٧٠٨، ٦٧٠٩)، والحاكم (٤/ ٤٢١) كلهم من طريق الأوزاعي، عن حسان ابن عطية، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن ذي مخبر أو ذي مخمر، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي سألت عنه هو من الأحاديث التي تتحدث عن علامات من علامات الساعة ووقائع آخر الزمان، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه، وهو حسن.
وفيما يلي شرحه وبيانه على النحو المطلوب:
1. شرح المفردات:
● ذي مخمر: هو صحابي، وقيل: ذو مخبر، وهو ابن أخي النجاشي (ملك الحبشة الذي آوى المسلمين المهاجرين).
● الروم: هم قوم من النصارى، وكان يطلق على الإمبراطورية البيزنطية.
● صلحاً آمناً: معاهدة سلام وأمان متبادلة.
● عدوًّا من ورائهم: أي عدواً مشتركاً خلفهم (ويُفسر بأنه العدو المشترك الذي هو "الدجال" وأتباعه).
● مرج ذي تلول: أرض واسعة فيها تلال صغيرة.
● غاية: راية أو علم كبير، وكل غاية يقودها اثنا عشر ألف جندي، أي أن الجيش كبير جداً.
2. شرح الحديث:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوقوع صلح بين المسلمين والروم (النصارى) يكون صلحاً حقيقياً آمناً، يستمر حتى يتعاون الطرفان على قتال عدو مشترك وراءهم (ويفسره كثير من العلماء بأنه "الدجال" وأتباعه من اليهود وغيرهم).
فيقاتلون هذا العدو وينتصرون عليه وينال المسلمون الغنائم، ثم يعودون وينزلون في مكان يسمى "مرج ذي تلول".
وهناك يحدث خلاف لفظي: يقول أحد النصارى: "غلب الصليب" (أي أن الصليب هو سبب النصر)، فيرد عليه مسلم قائلاً: "بل الله غلب" (أي النصر من الله وحده).
فيغضب المسلم من قول النصراني، فيذهب إلى صليبهم (أي十字ونتهم أو رمزهم الديني) فيكسره، فيغضب النصارى فيثورون إلى ذلك المسلم الذي كسر الصليب فيقتلونه.
فتثور المسلمين للدفاع عن أخيهم، فيقتتل الفريقان، ويستشهد في هذه الموقعة جماعة من المسلمين، فيظن النصارى أنهم قد كفوا شر العرب (المسلمين) بقتل هذه المجموعة.
ثم تجتمع الروم (النصارى) استعداداً للملحمة الكبرى (أي المعركة الفاصلة) ويأتون بجيش ضخم جداً: تحت ثمانين راية، تحت كل راية اثنا عشر ألف جندي، أي أن مجموع الجيش يقارب 960 ألف مقاتل.
3. الدروس المستفادة منه:
● الإخبار بالغيب: من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بأمور ستقع في المستقبل، وهذا من أدلة نبوته.
● التعاون في الخير: يجوز التعاون مع غير المسلمين في مواجهة عدو مشترك يضر الجميع، إذا كان فيه مصلحة للمسلمين.
● الغيرة على الدين: سبب النزاع هو غيرة المسلم على توحيد الله ورفضه نسبة النصر لغير الله.
● ثبات المؤمن: استشهاد أولئك المسلمين في سبيل الدفاع عن عقيدتهم يدل على their bravery and faith.
● علامة من علامات الساعة: هذه الواقعة من أشراط الساعة الكبرى التي تدل على قرب القيامة.
● عدم الاغترار بالصلح: الصلح مع غير المسلمين قد ينقض إذا وجد ما يخالف شروطه أو مساس بالعقيدة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على أن المعركة الفاصلة بين المسلمين والنصارى (الغرب) ستقع في آخر الزمان، وهي ما تسمى "ملحمة" أو "معركة عمورية".
- جاء في روايات أخرى أن نتيجة هذه المعركة الكبرى ستكون النصر للمسلمين وفتح القسطنطينية (إسطنبول) على يدهم.
- يستفاد منه أن القتال في آخر الزمان سيكون ضد التحالف الغربي النصراني primarily.
- الحديث يدل على عظمة الجيوش في آخر الزمان وكبر حجم المعارك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وصحّحه ابن حبان (٦٧٠٨، ٦٧٠٩)، والحاكم (٤/ ٤٢١) كلهم من طريق الأوزاعي، عن حسان ابن عطية، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن ذي مخبر أو ذي مخمر، فذكره. والسياق لابن حبان.
وجاء عند أبي داود وابن ماجه والحاكم ما يبين أن حسان بن عطية سمع هذا الحديث من خالد ابن معدان مع جماعة منهم: قال حسان بن عطية: مال مكحول وابن أبي زكريا إلى خالد بن معدان وملت معهما، فحدثنا عن جبير بن نفير قال: قال جبير: انطلق بنا ذي مخبر -رجل من أصحاب النبي ﷺ فأتيناه فسأله جبير عن الهدنة فقال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: فذكره.
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: وهو كما قال، وله طرق أخرى، وما ذكرته أسلمها.
وذو مخبر -ويقال: ذو مخمر- هو: الحبشي ابن أخي النجاشي، وفد النبي ﷺ، وخدَمه، ثم نزل الشام. الإصابة (٢٤٧٨).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 262 من أصل 409 حديثاً له شرح
- 237 حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدًا يقبلها منه
- 238 الفرات يحسر عن كنز من ذهب
- 239 يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه
- 240 الفرات يحسر عن جبل من ذهب فيقتل من كل مائة...
- 241 السباع تكلم الإنس قبل قيام الساعة
- 242 ذئب يتكلم مع راعي الغنم
- 243 الذئب الذي تكلم مع الراعي
- 244 تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى
- 245 لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير...
- 246 الحق بالعرب أرض قضاعة إذا رأيت البناء علا سلع
- 247 المساكن تبلغ إهاب أو يهاب
- 248 من يأكل الحشف يأكله يوم القيامة
- 249 حتى تقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة
- 250 حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه
- 251 حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف
- 252 من أشراط الساعة قتال قوم ينتعلون نعال الشعر
- 253 حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين عراض الوجوه
- 254 رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه
- 255 حتى يملك رجل من الموالي يقال له جهجاه
- 256 تغزون فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله
- 257 تقوم الساعة والروم أكثر الناس
- 258 فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا
- 259 تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس
- 260 الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة
- 261 ينزل الروم بالأعماق أم بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة
- 262 تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوا من...
- 263 عن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب دمشق.
- 264 لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق
- 265 الروم بالأعماق أم بدابق حتى ينزلوا لا تقوم الساعة
- 266 المسلمون يقتلون اليهود حتى يختبئوا وراء الحجر والشجر
- 267 يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله
- 268 السنة أن تمطروا ولا تنبت الأرض شيئًا
- 269 لا تقوم الساعة حتى لا تمطر السماء ولا تنبت الأرض
- 270 من صعق تلكم الغداة
- 271 حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان
- 272 أُتيتُ بطعامٍ من السماء ورُفِعَ إلى السماء.
- 273 خسف ومسخ وقذف في آخر الزمان
- 274 لا تقرئ مني السلام إذا كان قد أحدث
- 275 بين يدي الساعة مسخ وخسف وقذف
- 276 يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم
- 277 يخسف بجيش يغزون البيت حتى يبقى الشريد
- 278 سيعوذ بهذا البيت قوم ليست لهم منعة ولا عدد ولا...
- 279 يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث فيخسف بهم
- 280 إذا سمعتم بجيش قد خسف به قريبا فقد أظلت الساعة
- 281 يخسف بجيش منهم
- 282 ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج
- 283 لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت
- 284 ابن مريم يهل بفج الروحاء حاجًا أو معتمرًا
- 285 ذو السويقتين من الحبشة يخرب الكعبة
- 286 يقلعها حجرًا حجرًا
معلومات عن حديث: تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوا من ورائهم.
📜 حديث: تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوا من ورائهم.
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوا من ورائهم.
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوا من ورائهم.
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوا من ورائهم.
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








