حديث: تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوا من ورائهم.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من علامات الساعة أن المسلمين يقاتلون الروم، فيفتحها اللَّه، وذلك في آخر الزمان

عن ذي مخبر ابن أخي النجاشي أنه سمع رسول اللَّه ﷺ يقول: «تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوًّا من ورائهم، فتُنصرون وتغنمون، وتنصرفون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول، فيقول قائل من الروم: غلب الصليب، ويقول قائل من المسلمين: بل اللَّه غلب، فيثور المسلم إلى صليبهم، وهو منه غير بعيد، فيدقُّه، وتثور الروم إلى كاسر صليبهم، فيضربون عنقه، ويثور المسلمون إلى أسلحتهم، فيقتتلون، فيُكرم اللَّهُ تلك العصابة من المسلمين بالشهادة، فتقول الرومُ لصاحب الروم: كفيناك العرب، فيجتمعون للملحمة، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا».

صحيح: رواه أبو داود (٤٢٩٢، ٤٢٩٣، ٢٧٦٧)، وابن ماجه (٤٠٨٩)، وأحمد (١٦٨٢٦)،
وصحّحه ابن حبان (٦٧٠٨، ٦٧٠٩)، والحاكم (٤/ ٤٢١) كلهم من طريق الأوزاعي، عن حسان ابن عطية، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن ذي مخبر أو ذي مخمر، فذكره.

عن ذي مخبر ابن أخي النجاشي أنه سمع رسول اللَّه ﷺ يقول: «تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوًّا من ورائهم، فتُنصرون وتغنمون، وتنصرفون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول، فيقول قائل من الروم: غلب الصليب، ويقول قائل من المسلمين: بل اللَّه غلب، فيثور المسلم إلى صليبهم، وهو منه غير بعيد، فيدقُّه، وتثور الروم إلى كاسر صليبهم، فيضربون عنقه، ويثور المسلمون إلى أسلحتهم، فيقتتلون، فيُكرم اللَّهُ تلك العصابة من المسلمين بالشهادة، فتقول الرومُ لصاحب الروم: كفيناك العرب، فيجتمعون للملحمة، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي سألت عنه هو من الأحاديث التي تتحدث عن علامات من علامات الساعة ووقائع آخر الزمان، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه، وهو حسن.
وفيما يلي شرحه وبيانه على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:


● ذي مخمر: هو صحابي، وقيل: ذو مخبر، وهو ابن أخي النجاشي (ملك الحبشة الذي آوى المسلمين المهاجرين).
● الروم: هم قوم من النصارى، وكان يطلق على الإمبراطورية البيزنطية.
● صلحاً آمناً: معاهدة سلام وأمان متبادلة.
● عدوًّا من ورائهم: أي عدواً مشتركاً خلفهم (ويُفسر بأنه العدو المشترك الذي هو "الدجال" وأتباعه).
● مرج ذي تلول: أرض واسعة فيها تلال صغيرة.
● غاية: راية أو علم كبير، وكل غاية يقودها اثنا عشر ألف جندي، أي أن الجيش كبير جداً.

2. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوقوع صلح بين المسلمين والروم (النصارى) يكون صلحاً حقيقياً آمناً، يستمر حتى يتعاون الطرفان على قتال عدو مشترك وراءهم (ويفسره كثير من العلماء بأنه "الدجال" وأتباعه من اليهود وغيرهم).
فيقاتلون هذا العدو وينتصرون عليه وينال المسلمون الغنائم، ثم يعودون وينزلون في مكان يسمى "مرج ذي تلول".
وهناك يحدث خلاف لفظي: يقول أحد النصارى: "غلب الصليب" (أي أن الصليب هو سبب النصر)، فيرد عليه مسلم قائلاً: "بل الله غلب" (أي النصر من الله وحده).
فيغضب المسلم من قول النصراني، فيذهب إلى صليبهم (أي十字ونتهم أو رمزهم الديني) فيكسره، فيغضب النصارى فيثورون إلى ذلك المسلم الذي كسر الصليب فيقتلونه.
فتثور المسلمين للدفاع عن أخيهم، فيقتتل الفريقان، ويستشهد في هذه الموقعة جماعة من المسلمين، فيظن النصارى أنهم قد كفوا شر العرب (المسلمين) بقتل هذه المجموعة.
ثم تجتمع الروم (النصارى) استعداداً للملحمة الكبرى (أي المعركة الفاصلة) ويأتون بجيش ضخم جداً: تحت ثمانين راية، تحت كل راية اثنا عشر ألف جندي، أي أن مجموع الجيش يقارب 960 ألف مقاتل.

3. الدروس المستفادة منه:


● الإخبار بالغيب: من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بأمور ستقع في المستقبل، وهذا من أدلة نبوته.
● التعاون في الخير: يجوز التعاون مع غير المسلمين في مواجهة عدو مشترك يضر الجميع، إذا كان فيه مصلحة للمسلمين.
● الغيرة على الدين: سبب النزاع هو غيرة المسلم على توحيد الله ورفضه نسبة النصر لغير الله.
● ثبات المؤمن: استشهاد أولئك المسلمين في سبيل الدفاع عن عقيدتهم يدل على their bravery and faith.
● علامة من علامات الساعة: هذه الواقعة من أشراط الساعة الكبرى التي تدل على قرب القيامة.
● عدم الاغترار بالصلح: الصلح مع غير المسلمين قد ينقض إذا وجد ما يخالف شروطه أو مساس بالعقيدة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على أن المعركة الفاصلة بين المسلمين والنصارى (الغرب) ستقع في آخر الزمان، وهي ما تسمى "ملحمة" أو "معركة عمورية".
- جاء في روايات أخرى أن نتيجة هذه المعركة الكبرى ستكون النصر للمسلمين وفتح القسطنطينية (إسطنبول) على يدهم.
- يستفاد منه أن القتال في آخر الزمان سيكون ضد التحالف الغربي النصراني primarily.
- الحديث يدل على عظمة الجيوش في آخر الزمان وكبر حجم المعارك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٢٩٢، ٤٢٩٣، ٢٧٦٧)، وابن ماجه (٤٠٨٩)، وأحمد (١٦٨٢٦)،
وصحّحه ابن حبان (٦٧٠٨، ٦٧٠٩)، والحاكم (٤/ ٤٢١) كلهم من طريق الأوزاعي، عن حسان ابن عطية، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن ذي مخبر أو ذي مخمر، فذكره. والسياق لابن حبان.
وجاء عند أبي داود وابن ماجه والحاكم ما يبين أن حسان بن عطية سمع هذا الحديث من خالد ابن معدان مع جماعة منهم: قال حسان بن عطية: مال مكحول وابن أبي زكريا إلى خالد بن معدان وملت معهما، فحدثنا عن جبير بن نفير قال: قال جبير: انطلق بنا ذي مخبر -رجل من أصحاب النبي ﷺ فأتيناه فسأله جبير عن الهدنة فقال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: فذكره.
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: وهو كما قال، وله طرق أخرى، وما ذكرته أسلمها.
وذو مخبر -ويقال: ذو مخمر- هو: الحبشي ابن أخي النجاشي، وفد النبي ﷺ، وخدَمه، ثم نزل الشام. الإصابة (٢٤٧٨).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 262 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوا من ورائهم.

  • 📜 حديث: تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوا من ورائهم.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوا من ورائهم.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوا من ورائهم.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزو أنتم وهم عدوا من ورائهم.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب