حديث: فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من علامات الساعة أن المسلمين يقاتلون الروم، فيفتحها اللَّه، وذلك في آخر الزمان

عن عوف بن مالك قال: أتيت النبي ﷺ في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال: «اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا».

صحيح: رواه البخاريّ في الجزية والموادعة (٣١٧٦) عن الحميدي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، قال: سمعت بسر بن عبيد اللَّه، أنه سمع أبا إدريس قال: سمعت عوف بن مالك، فذكره.

عن عوف بن مالك قال: أتيت النبي ﷺ في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال: «اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث أشراط الساعة الصغرى، رواه الإمام البخاري في صحيحه. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● قبة من أدم: خيمة مصنوعة من الجلد.
● كقعاص الغنم: القعاص هو داء معوي يصيب الغنم فيفاجئها فتموت فجأة وسريعاً.
● استفاضة المال: كثرته وفَيضانه.
● ساخطا: غاضباً غير راضٍ.
● بني الأصفر: هم الروم.
● غاية: راية أو علم لجيش، أي فرقة عسكرية.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن ستة أحداث عظيمة ستقع قبل قيام الساعة، وقد وقع معظمها بالفعل، وهي مرتبة كما يلي:
1- موتي ﷺ: وهي أولى العلامات المذكورة هنا، وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم مصيبة أصابت الأمة، وبه انقطع الوحي.
2- فتح بيت المقدس: وقد تحقق هذا في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 15 أو 16 هـ، حيث سلمه البطريرك صفرونيوس إلى المسلمين.
3- موتان كقعاص الغنم: وهو وباء أو طاعون يموت فيه الناس بسرعة وبكثرة، كما تموت الغنم بهذا الداء. وقد وقع ذلك في طاعون عمواس في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 18 هـ، ومات فيه آلاف الصحابة.
4- استفاضة المال وكثرته: حتى يعطى الرجل مئة دينار (وهي مبلغ كبير) فيستقلها ويغضب لقلتها! وهذا علامة على وفرة المال وقلة البركة فيه، وقد تحقق هذا في عصور متعددة، خاصة مع اكتشاف البترول والثروات الطبيعية.
5- فتنة تدخل كل بيت: وهي فتنة عامة شاملة لا ينجو منها أحد، توقع العداوة والبغضاء بين الناس، وربما يشير إلى الفتن التي حدثت بين الصحابة، وإلى الفتن العامة التي لا تزال تتكرر في الأمة.
6- هدنة مع الروم ثم غدرهم: وهي معاهدة سلام تكون بين المسلمين والروم (أوروبا وأمريكا اليوم)، ثم يغدر الروم وينقضون العهد، فيحشدون جيشاً هائلاً (80 راية، تحت كل راية 12 ألف جندي، أي 960 ألف مقاتل) لقتال المسلمين- وهذه العلامة لم تقع بعد، وهي من أشراط الساعة الكبرى التي ستقع قرب قيام الساعة.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- صدق نبوة محمد ﷺ: فقد أخبر بأمور غيبية وقعت كما قال، وهذا دليل على صدقه.
2- الساعة آتية لا ريب فيها: وأن لها علامات تدل على قربها، مما يوجب الاستعداد بالعمل الصالح.
3- التعريف بعلامات الساعة: حتى يكون الناس على بصيرة، ولا ينكرونها إذا وقعت.
4- الحذر من الفتن: والاستعاذة منها، والحرص على لزوم الجماعة عند وقوعها.
5- عدم الغرور بالمعاهدات مع الأعداء: وأخذ الحيطة والحذر من غدرهم، كما أخبر النبي ﷺ.
6- قلة البركة في المال الكثير: دليل على أن البركة ليست في الكم، بل في الطاعة والاستقامة.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أحاديث أشراط الساعة الصغرى إلا آخرها (غدر الروم وحربهم) فهو من العلامات الكبرى أو الوسطى.
- الحديث يدل على أن فتح بيت المقدس والطاعون وقعا بعد موت النبي ﷺ مباشرة، وهذا ما حدث بالفعل.
- الغاية (الراية) كانت ترمز في ذلك الوقت إلى فرقة عسكرية كبيرة، وقدرها النبي ﷺ بـ 12 ألفا، مما يدل على ضخامة هذا الجيش الغادر.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجزية والموادعة (٣١٧٦) عن الحميدي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، قال: سمعت بسر بن عبيد اللَّه، أنه سمع أبا إدريس قال: سمعت عوف بن مالك، فذكره.
قوله: «بني الأصفر» هم الروم.
وقوله: «غاية» أي راية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 258 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا

  • 📜 حديث: فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب