حديث: من يأكل الحشف يأكله يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن المدينة يتسع عمرانها، ثم تخرب في آخر الزمان

عن عوف بن مالك الأشجعي قال: خرج علينا رسول اللَّه ﷺ ومعه العصا، وفي المسجد أقناء معلقة، فيها قنو فيه حشف، فغمز القنو بالعصا التي في يده قال: «لو شاء رب هذه الصدقة، تصدق بأطيب منها، إن رب هذه الصدقة ليأكل الحشف يوم
القيامة»، قال: ثم أقبل علينا، فقال: «أما واللَّه يا أهل المدينة، لتدعنها أربعين عاما للعوافي» -قال: فقلتُ: اللَّه أعلم، قال: يعني الطير والسباع- قال: وكنا نقول: إن هذا لَلذي تسميه العجم، هي الكَرَاكي.

حسن: رواه أحمد (٢٣٩٧٦) والسياق له، وصحّحه ابن حبان (٦٧٧٤)، والحاكم (٢/ ٨٢٥، و٤/ ٤٢٥ - ٤٢٦) كلهم من طريق عبد الحميد بن جعفر، حدثني صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن عوف بن مالك، فذكره.

عن عوف بن مالك الأشجعي قال: خرج علينا رسول اللَّه ﷺ ومعه العصا، وفي المسجد أقناء معلقة، فيها قنو فيه حشف، فغمز القنو بالعصا التي في يده قال: «لو شاء رب هذه الصدقة، تصدق بأطيب منها، إن رب هذه الصدقة ليأكل الحشف يوم
القيامة»، قال: ثم أقبل علينا، فقال: «أما واللَّه يا أهل المدينة، لتدعنها أربعين عاما للعوافي» -قال: فقلتُ: اللَّه أعلم، قال: يعني الطير والسباع- قال: وكنا نقول: إن هذا لَلذي تسميه العجم، هي الكَرَاكي.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يحمل في طياته دروساً وعبراً عظيمة، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً وفق الخطوات المطلوبة:

أولاً. شرح المفردات:


● العصا: هي ما يعتمد عليه الإنسان في المشي.
● أقناء معلقة: القنو هو العذق (وهو ما يحمل الشماريخ من النخل)، والأقناء جمع قنو. والمعلقة: المعلقة في المسجد للصدقة.
● حشف: هو التمر الرديء اليابس الذي يسقط من النخل، وهو رديء الطعم.
● غمز القنو: أي ضربه أو لمسه برفق بعصاه.
● رب هذه الصدقة: صاحب هذه الصدقة.
● العوافي: جمع عافية، وهي الطيور والسباع التي تعاف طعامها (أي تختاره وتطلبه).
● الكَرَاكي: طائر معروف يشبه اللقلق.


ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه في المسجد ومعه عصاه، ورأى في المسجد أقناء (عذوق) من النخل معلقة، قد جُعلت صدقة للفقراء والمساكين، وكان فيها قنو (عذق) فيه تمر رديء (حشف). فضرب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك العذق الرديء بعصاه وقال: «لو شاء رب هذه الصدقة، تصدق بأطيب منها، إن رب هذه الصدقة ليأكل الحشف يوم القيامة».
ثم التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل المدينة وقال: «أما والله يا أهل المدينة، لتدعنها أربعين عاماً للعوافي»، ففسر الراوي أن العوافي هي الطيور والسباع، وأنها الكراكي (نوع من الطيور).


ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب إخلاص النية في الصدقة: فالصدقة يجب أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، لا للرياء أو السمعة.
2- استحباب إخراج الأطيب والأجود في الصدقة: فالله طيب لا يقبل إلا طيباً، والصدقة يجب أن تكون من أفضل المال وأجوده، لا من الرديء الذي لا يرغب فيه صاحبه.
3- التحذير من بخس الصدقة وإخراج الرديء: فمن يتصدق بالرديء فإنه يعاقب بأن يُجازى بمثله يوم القيامة، كما في قوله: «إن رب هذه الصدقة ليأكل الحشف يوم القيامة».
4- صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم: فقد أخبر أن المدينة ستُترك بعد موته أربعين عاماً للطير والسباع، وقد تحقق ذلك كما في التاريخ.
5- العبرة بالنية والقصد: فالقليل من الصدقة مع الإخلاص وإخراج الطيب خير من الكثير مع الرياء أو إخراج الرديء.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- فيه دليل على أن الصدقة يجب أن تكون من الطيب، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} [البقرة: 267].
- وفيه أيضاً إشارة إلى أن الجزاء من جنس العمل، فمن تصدق بالرديء جوزي بالرديء يوم القيامة.
- قوله: «لتدعنها أربعين عاماً للعوافي» تحقق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث انتقل الصحابة إلى الأمصار الأخرى للجهاد ونشر الإسلام، وقل سكان المدينة فترة من الزمن.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣٩٧٦) والسياق له، وصحّحه ابن حبان (٦٧٧٤)، والحاكم (٢/ ٨٢٥، و٤/ ٤٢٥ - ٤٢٦) كلهم من طريق عبد الحميد بن جعفر، حدثني صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن عوف بن مالك، فذكره.
ورواه ابن شبة في أخبار المدينة (١/ ٢٨١) من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن حاتم بن أبي كريب مقتصرًا على الجزء الأخير، ولم يذكر قصة تعليق القنو في المسجد.
ورواه أبو داود (١٦٠٨)، والنسائي (٢٤٩٥)، وابن ماجه (١٨٢١) كلهم من طريق عبد الحميد، به مقتصرا على قصة تعليق القنو في المسجد.
وقال الحاكم: «هذا، حديث صحيح الإسناد»، وكذا صحّح إسناده ابن حجر في الفتح (٤/ ٩٠) بعد ما عزاه لابن شبة.
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل صالح بن أبي عريب، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في الثقات فيحسن حديثه هذا لأن له أصلا إلا أن قوله: «أربعين عاما» فيه غرابة، ولم يردْ ذكر الأربعين عند ابن حبان، وأما ما جاء في تاريخ ابن شبة «حاتم بن أبي كريب» فلم أقف على من يسمى بهذا الاسم، ولم يذكر من الرواة عن كثير بن مرة من يسمى بهذا الاسم فاللَّه أعلم هل هذا خطأ مطبعي أم هو خطأ قديم في نسخة ابن شبة هكذا.
وقصة تعليق القنو مذكورة في كتاب الزكاة من طريق صالح بن أبي عريب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 248 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يأكل الحشف يأكله يوم القيامة

  • 📜 حديث: من يأكل الحشف يأكله يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يأكل الحشف يأكله يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يأكل الحشف يأكله يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يأكل الحشف يأكله يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب