حديث: يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الآية الثانية: وهي خروج الدجال وما جاء في صفته وفتنته

عن جابر بن عبد اللَّه أنه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يخرج الدجال في خفقةٍ من الدين، وإدبارٍ من العلم، فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه، وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا، فيقول للناس: أنا ربكم وهو أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر -ك ف ر مهجاة- يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير
كاتب، يرد كل ماء ومنهل إلا المدينة ومكة، حرمهما اللَّه عليه، وقامت الملائكة بأبوابها، ومعه جبال من خبز، والناس في جهد إلا من تبعه، ومعه نهران أنا أعلم بهما منه: نهر يقول الجنة، ونهر يقول النار، فمن أدخل الذي يسميه الجنة فهو النار، ومن أدخل الذي يسميه النار فهو الجنة، قال: ويبعث اللَّه معه شياطين، تكلم الناس، ومعه فتنة عظيمة، يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس، ويقتل نفسا ثم يحييها فيما يرى الناس، لا يسلط على غيرها من الناس، ويقول: أيها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الرب عز وجل».
قال: «فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام، فيأتيهم، فيحاصرهم فيشتد حصارهم، ويجهدهم جهدًا شديدًا، ثم ينزل عيسى ابن مريم فينادي من السحر، فيقول: يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجل جني فينطلقون، فإذا هم بعيسى ابن مريم ﷺ، فتقام الصلاة، فيقال له: تقدَّمْ يا روح اللَّه، فيقول: ليتقدَّمْ إمامكم، فليصلِّ بكم، فإذا صلى صلاة الصبح، خرجوا إليه، قال: فحين يرى الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء، فيمشي إليه فيقتله، حتى إن الشجرة والحجر ينادي: يا روح اللَّه، هذا يهودي، فلا يترك -ممن كان يتبعه- أحدا إلا قتله».

حسن: رواه أحمد (١٤٩٥٤) عن محمد بن سابق، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه أنه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يخرج الدجال في خفقةٍ من الدين، وإدبارٍ من العلم، فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه، وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا، فيقول للناس: أنا ربكم وهو أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر -ك ف ر مهجاة- يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير
كاتب، يرد كل ماء ومنهل إلا المدينة ومكة، حرمهما اللَّه عليه، وقامت الملائكة بأبوابها، ومعه جبال من خبز، والناس في جهد إلا من تبعه، ومعه نهران أنا أعلم بهما منه: نهر يقول الجنة، ونهر يقول النار، فمن أدخل الذي يسميه الجنة فهو النار، ومن أدخل الذي يسميه النار فهو الجنة، قال: ويبعث اللَّه معه شياطين، تكلم الناس، ومعه فتنة عظيمة، يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس، ويقتل نفسا ثم يحييها فيما يرى الناس، لا يسلط على غيرها من الناس، ويقول: أيها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الرب ﷿».
قال: «فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام، فيأتيهم، فيحاصرهم فيشتد حصارهم، ويجهدهم جهدًا شديدًا، ثم ينزل عيسى ابن مريم فينادي من السحر، فيقول: يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجل جني فينطلقون، فإذا هم بعيسى ابن مريم ﷺ، فتقام الصلاة، فيقال له: تقدَّمْ يا روح اللَّه، فيقول: ليتقدَّمْ إمامكم، فليصلِّ بكم، فإذا صلى صلاة الصبح، خرجوا إليه، قال: فحين يرى الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء، فيمشي إليه فيقتله، حتى إن الشجرة والحجر ينادي: يا روح اللَّه، هذا يهودي، فلا يترك -ممن كان يتبعه- أحدا إلا قتله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن فتنة الدجال، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

أولاً. شرح المفردات:


● يخرج الدجال في خفقة من الدين: أي في ضعف وانكسار للدين وقلة تمسك الناس به.
● وإدبار من العلم: في زمن ينقص فيه العلم الشرعي ويقل العلماء العاملون.
● يسيحها: يطوف ويمشي فيها.
● كفْر مهجاة: أي مكتوبة بحروف مفرقة (ك، ف، ر) يراها كل مؤمن.
● المنهل: مورد الماء.
● جهد: شدة وجوع.
● ينماث كما ينماث الملح: يذوب كما يذوب الملح في الماء.
● جبل الدخان: قيل هو جبل في الشام، وقيل هو بيت المقدس.

ثانيًا. شرح الحديث:


يصف النبي ﷺ خروج الدجال في آخر الزمان عندما يضعف الدين ويقل العلم، ويمكث في الأرض أربعين يومًا تكون ثلاثة أيام منها طويلة جدًا (كالسنة، كالشهر، كالجمعة) كاختبار للمؤمنين.
صفات الدجال:
- أعور العين اليمنى (بينما الله تعالى ليس بعور)
- بين عينيه مكتوب "ك ف ر" يقرأها كل مؤمن سواء كان يعرف القراءة أم لا
- يركب حمارًا عظيم الخلقة
- لا يستطيع دخول مكة والمدينة لحماية الملائكة لهما
- معه طعام كثير لكنه فتنة (جبال خبز)
- معه نهران أحدهما يسميه الجنة وهو النار، والآخر يسميه النار وهو الجنة
- يأمر السماء فتمطر، ويقتل ثم يحيي (باستخدام السحر والشعوذة)
- معه شياطين تخاطب الناس
نجاة المؤمنين من فتنته:
- يفر المسلمون إلى الشام (جبل الدخان) ويحاصرهم الدجال
- ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر
- يصلي عيسى خلف إمام المسلمين تأكيدًا على اتباع شريعة محمد ﷺ
- يذوب الدجال عند رؤية عيسى ويقتله
- حتى الجماد (الشجر والحجر) ينطق ليدل على اليهود أتباع الدجال فيقتلهم عيسى

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عظمة نبوة محمد ﷺ بما أخبر من غيوب المستقبل
2- وجوب الاستعاذة من فتنة الدجال في الصلاة والدعاء
3- فضل العلم الشرعي الذي يحمي من الفتن
4- فضل مكة والمدينة وحمايتهما من الدجال
5- الإيمان بنزول عيسى عليه السلام كما يعتقده أهل السنة
6- ثبات المؤمنين في الفتن باللجوء إلى أماكن العزة الإسلامية
7- خداع الدجال بالسحر وأن معجزات الأنبياء حق لا يشبهها سحر

رابعًا. معلومات إضافية:


- الدجال هو أعظم فتنة على وجه الأرض
- قراءة سورة الكهف تحمي من فتنة الدجال
- المؤمن الذي يقرأ "كفر" بين عينيه يثبت على الحق
- نزول عيسى عليه السلام من علامات الساعة الكبرى
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المراجع: شرح صحيح مسلم للنووي، فتح الباري لابن حجر، شرح السنة للبغوي.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٤٩٥٤) عن محمد بن سابق، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
وصحّحه ابن خزيمة وأخرجه في كتاب التوحيد (٥٥)، والحاكم (٤/ ٥٣٠) كلاهما من طريق إبراهيم بن طهمان، بإسناده قطعة من الحديث.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد». وإسناده حسن من أجل أبي الزبير.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 325 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم

  • 📜 حديث: يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب