حديث: أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الآية الثانية: وهي خروج الدجال وما جاء في صفته وفتنته

عن ابن عباس، عن النبي ﷺ أنه قال في الدجال: «أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة، أشبه الناس بعبد العزى بن قطن، فإما هَلَكَ الهُلّكُ، فإنّ ربّكم تعالى ليس بأعور».

صحيح: رواه أحمد (٢١٤٨)، وابن خزيمة في التوحيد (٥٤)، وابن حبان (٦٧٩٦) كلهم من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، عن النبي ﷺ أنه قال في الدجال: «أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة، أشبه الناس بعبد العزى بن قطن، فإما هَلَكَ الهُلّكُ، فإنّ ربّكم تعالى ليس بأعور».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث الدجال من الأحاديث المهمة التي بينها النبي ﷺ لتحذير الأمة من فتنته، وفيما يلي شرح وافٍ للحديث المذكور:

الحديث:


عن ابن عباس، عن النبي ﷺ أنه قال في الدجال: «أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة، أشبه الناس بعبد العزى بن قطن، فإما هَلَكَ الهُلّكُ، فإنّ ربّكم تعالى ليس بأعور».


1. شرح المفردات:


● أعور: أي أنه أعور العين، والعين اليسرى هي المعورة عند الدجال كما في الأحاديث الأخرى، وهي طامسة لا تبصر، كأنها عنبة طافئة.
● هجان: أي أن لونه أبيض مشرب بحمرة، أو أنه خليط من الأبيض والأحمر.
● أزهر: أي أن لون بشرته نيرٌ وضاءٌ، فيه بياض وحمرة.
● أصلة: الأصلة هي الحية العظيمة، أو الذكر من الحيات، وكأن رأسه ضخم وكبير يشبه رأس الحية.
● عبد العزى بن قطن: هو رجل من خزاعة في الجاهلية، كان مشهورًا بقبح صورته، وكان كافرًا.
● هَلَكَ الهُلّكُ: أي هلك من هلك، أو هلاك الهالكين، والمقصود أن من يموت على الكفر والضلال بسبب اتباع الدجال فهو من الهالكين.
● ليس بأعور: أي أن الله تعالى منزه عن النقص، فليس بأعور، بل هو الكامل في صفاته.


2. شرح الحديث:


يصف النبي ﷺ في هذا الحديث صفة الدجال، وهو من أعظم الفتن في آخر الزمان، حيث يخرج مدعيًا الألوهية، فيضل كثيرًا من الناس. وقد بين النبي ﷺ أوصافه حتى يحذر الناس منه، ويعرفوه إذا ظهر.
فالدجال:
● أعور: وهذا من أبرز علاماته، حيث أن عينه اليسرى ممسوحة، لا تبصر، وهي قبيحة المنظر، بينما عينه اليمنى بارزة وزائدة في الحجم، وكأنها عنبة طافئة. وهذا العور صفة نقص، بينما الله تعالى منزه عن النقص.
● هجان أزهر: أي أن لونه أبيض مشرب بحمرة، وهذا اللون قد يغر بعض الناس، حيث يظنون أنه حسن المنظر، لكن النبي ﷺ بين قبحه الحقيقي.
● كأن رأسه أصلة: أي أن رأسه كبير وشكله مخيف، يشبه رأس الحية، مما يدل على قبحه وخبثه.
● أشبه الناس بعبد العزى بن قطن: وهذا للتمثيل بقبح صورته، حيث كان عبد العزى بن قطن رجلاً معروفًا بقبحه في الجاهلية، فشبه الدجال به ليعرفه الناس.
ثم ختم النبي ﷺ الحديث بقوله: «فإما هَلَكَ الهُلّكُ، فإنّ ربّكم تعالى ليس بأعور»، أي أن من يضل به الدجال ويدعي له الألوهية، فإنه هالك، لأن الله تعالى منزه عن النقص، وليس بأعور، فالدجال ناقص بصفاته، والله كامل لا يشبهه شيء.


3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب معرفة صفات الدجال: حتى لا ينخدع به المسلمون، فيعرفوه ويحذروه.
● التذكير بكمال الله تعالى: فالله منزه عن النقائص، وليس كمثله شيء، والدجال يدعي الألوهية وهو ناقص، فكيف يعبد؟
● التحذير من الفتن: خصوصا فتنة الدجال، التي هي من أعظم الفتن، فيجب الاستعاذة منها، والتمسك بالإيمان.
● بيان حكمة النبي ﷺ: في تشبيه الدجال بعبد العزى بن قطن، حتى يعرفه الناس بقبحه، فلا يغتروا به.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- الدجال يخرج في آخر الزمان، وهو من علامات الساعة الكبرى.
- من أسباب النجاة من فتنة الدجال: حفظ سورة الكهف، واللجوء إلى الله، والفرار منه إلى المساجد والجبال.
- الدجال أعور، والله تعالى ليس بأعور، كما في الحديث: «إن الله ليس بأعور، وأشار بيده إلى عينه، وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافئة» (رواه البخاري ومسلم).

أسأل الله تعالى أن يحفظنا من فتنة الدجال، وأن يثبتنا على الإيمان، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢١٤٨)، وابن خزيمة في التوحيد (٥٤)، وابن حبان (٦٧٩٦) كلهم من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
قال شعبة: فحدّثتُ به قتادة فحدثني بنحو من هذا، ولم يذكر ابن حبان قول شعبة المذكور.
وإسناده صحيح، وسماك بن حرب وإنْ كان في روايته عن عكرمة اضطراب لكن رواية شعبة عنه مستقيمة، وقد تابع سماكا عليه قتادة كما ذكر شعبة.
قوله: «هجان أزهر» أي أبيض مستنير.
وقوله: «أصلَة» -بفتحات- الأفعى، والعرب تشبه الرأس الصغير الكثير الحركة برأس الحية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 329 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة

  • 📜 حديث: أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب