حديث: "بينما أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر"

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الآية الثانية: وهي خروج الدجال وما جاء في صفته وفتنته

عن عبد اللَّه بن عمر قال: لا، واللَّه، ما قال النبي ﷺ لعيسى أحمر، ولكن قال: «بينما أنا نائم أطوف بالكعبة، فإذا رجل آدم سبط الشعر، يهادى بين رجلين ينطف رأسه ماءًا -أو يهراق رأسه ماءًا- فقلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم، فذهبت ألتفت، فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس، أعور عينه اليمنى، كأن عينه عنبة طافية، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا الدجال، وأقرب الناس به شبها ابن قطن».
قال الزهري: رجل من خزاعة هلك في الجاهلية.

متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٤١)، ومسلم في الإيمان (١٧١) كلاهما من طريق الزهري، عن سالم، عن أبيه، فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمر قال: لا، واللَّه، ما قال النبي ﷺ لعيسى أحمر، ولكن قال: «بينما أنا نائم أطوف بالكعبة، فإذا رجل آدم سبط الشعر، يهادى بين رجلين ينطف رأسه ماءًا -أو يهراق رأسه ماءًا- فقلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم، فذهبت ألتفت، فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس، أعور عينه اليمنى، كأن عينه عنبة طافية، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا الدجال، وأقرب الناس به شبها ابن قطن».
قال الزهري: رجل من خزاعة هلك في الجاهلية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3440) ومسلم في صحيحه (رقم 169) عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو حديث صحيح متفق عليه.

أولاً. شرح المفردات:


● آدَم: هو لون بين السمرة والبياض، وهو اللون الذي وُصف به النبي عيسى عليه السلام في كثير من الأحاديث.
● سَبْط الشَّعْر: يعني الشعر المسترسل الناعم غير المجعَّد.
● يَهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْن: أي يُسند ويمشي بين رجلين يتكئ عليهما في مشيته.
● يَنْطِفُ رَأْسُهُ مَاءً أو يُهَرَاقُ: أي يقطر منه الماء، كأنه قد اغتسل أو تَوضأ.
● جَسِيم: أي ضخم الجسد، عظيم الخلقة.
● جَعْد الرَّأْس: شعره شديد التجعُّد، على عكس عيسى عليه السلام.
● أَعْوَر: ناقص البصر.
● عِنَبَة طَافِيَة: العنبة هي حبة العنب، و"طافية" يعني بارزة وكأنها تطفو على وجهه، وهذا تشبيه بشدة قبح وكبر عينه العوراء.
● ابْن قُطْن: هو رجل من خزاعة كان معروفاً بقبح منظره وشبهه بالدجال.


ثانياً. شرح الحديث:


يُبيّن لنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في هذا الحديث أن بعض الناس فهموا خطأً من روايات أخرى أن النبي ﷺ وصف عيسى ابن مريم عليه السلام بأنه "أحمر" اللون، فأكد بن عمر نفيه لهذا الوصف بشدة ("لا، والله، ما قال...")، ثم صحح الرواية بما سمعه من النبي ﷺ مباشرة.
فقد رأى النبي ﷺ في منامه رؤيا صادقة (والرؤيا الصادقة جزء من النبوة) أنه يطوف بالكعبة، فشاهد شخصيتين:
1- الشخصية الأولى: عيسى ابن مريم عليه السلام
● صفته: "رجل آدم سبط الشعر"، أي ذو لون بين السمرة والبياض، شعره ناعم مسترسل.
● حاله: "يهادى بين رجلين"، مما قد يدل على الوقار والهيبة، أو على حالة معينة عند نزوله في آخر الزمان.
● علامة مميزة: "ينطف رأسه ماءً"، وكأنه قد خرج من غسل أو وضوء، وهي صفة تدل على النقاء والطهارة، وهي من صفات الأنبياء.
2- الشخصية الثانية: الدجال (أعاذنا الله منه)
● صفته: على النقيض تماماً من عيسى عليه السلام.
- "أحمر": وهو لون غير معهود في أكثر الناس، مما يلفت الانتباه ويُشعر بالاستغراب.
- "جسيم": ضخم الجسد، وهي هيئة فيها نوع من الفظاعة.
- "جعد الرأس": شعره مجعد بشدة، على عكس السبط.
- "أعور العين اليمنى": هذه من أبرز علاماته التي أخبر عنها النبي ﷺ في أحاديث أخرى، وعينه اليسرى طافية بارزة وكأنها عنبة، أي قبيحة المنظر بشكل فاحش.
● شبهه: لتعريف الناس بقبح صورته، ضرب النبي ﷺ مثلاً بقريب الشبه به في زمانه، وهو "ابن قطن" رجل من خزاعة كان مشهوراً بالقبح ومات في الجاهلية.


ثالثاً. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- بيان صورة عيسى عليه السلام: الحديث يرد على من قد يتخيلون صورةً لعيسى عليه السلام غير صورته الحقيقية التي رآها النبي ﷺ، ويؤكد أنه من ذوي البشرة الآدمية (السمراء) وليس بأحمر، مما يدحض أي أوصاف أخرى.
2- بيان صفة الدجال تحذيراً للأمة: وصف النبي ﷺ للدجال بهذه الدقة لهو أعظم تحذير للأمة من فتنته، فببيان شكله القبيح وعلاماته الواضحة، يصبح من السهل التعرف عليه وتجنبه عندما يظهر.
3- مقارنة الحق والباطل: في الرؤيا مقارنة واضحة بين نبي الله عيسى عليه السلام (الطاهر، المهيب، جميل الصورة) وبين الدجال (القبيح، الفظ، المخادع). وهذا رمز إلى أن الحق دائماً له هيبته وجماله، والباطل له قبحه وفظاعته.
4- حرص الصحابة على دقة الرواية: يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما "لا والله ما قال..." وهذا يدل على حرص الصحابة رضوان الله عليهم على نقل السنة بدقة متناهية، وتصحيح أي خطأ أو فهم خاطئ قد ينتشر بين الناس، ولو كان في وصف شخصية.
5- صدق رؤيا النبي ﷺ: الرؤيا جزء من النبوة، وقد تحققت هذه الرؤيا بوصف النبي ﷺ لشخصيتين لم يرهما في الواقع، وسيراهما الناس في المستقبل (عيسى عند نزوله، والدجال عند خروجه)، فكانت معجزة له ﷺ.
6- التثبت في نقل العلم: الحديث درس في أهمية التثبت وعدم التسرع في نقل المعلومة، خاصة إذا تعلقت بأمور الغيب وأوصاف الأنبياء.


رابعاً. معلومات إضافية:


● الفرق بين عيسى والدجال: جعل الله تعالى بين النبي الصادق
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٤١)، ومسلم في الإيمان (١٧١) كلاهما من طريق الزهري، عن سالم، عن أبيه، فذكره. واللفظ للبخاري.
قول الزهري: «رجل من خزاعة» قال الحافظ: هو عبد العزى بن قطن بن عمرو بن جندب بن سعيد بن عائد بن مالك بن المصطلق، وأمه هالة بنت خويلد، أفاده الدمياطي.
إنكار ابن عمر لوصف عيسى بأنه أحمر كما في معجزات النبي ﷺ والإسراء وفي أخبار الأنبياء من حديث أبي هريرة، مبني على أن هذا الوصف وُصِف به الدجال، وإن بعض الرواة أخطأوا في وصف عيسى بأنه أحمر، ولكن الجمع بين الروايتين الصحيحتين بأنه وُصِفَ عيسى بـ «آدم» وهو من الأدمة، وهو لون فوق السمرة دون السحمة أي السواد، وكان الأدمة يسيرُ سوادٍ يضرب إلى الحمرة، وهو غالب ألوان العرب، وبهذا يجتمع ما في الروايتين. أفاده القرطبي.
قال الأعظمي: «آدم» هو لون البر، وهو يميل إلى الحمرة أكثر من ميله إلى السواد، وهو لون أهل فلسطين، فوصفه بالأحمر لا يناقض وصف الدجال به؛ لأنه يكون أحمر أيضًا، ولكن له علامات أخرى تجعله تختلف عن عيسى ابن مريم وغيره من الأنبياء.
وقوله: «يطوف بالبيت» لا يمنع دخوله في مكة في الزمن الماضي، وإنما الذي يمنع من دخوله مكة والمدينة عند خروجه قبل قيام الساعة، كما أن نزول عيسى ابن مريم لا يكون إلا قبل قيام الساعة، ومع ذلك أراه اللَّه سبحانه وتعالى، وذلك ليكون ما يقوله النبي ﷺ والأنبياء الآخرون حق
اليقين ولا يرتابون فيه.
وفي الباب عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ينزل الدجال في هذه السبخة بمرِّ قناة، فيكون أكثر من يخرج إليه النساء، حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه، وإلى أمه، وابنته، وأخته، وعمته، فيوثّقها رباطا مخافة أن تخرج إليه، ثم يسلط اللَّه المسلمين عليه، فيقتلونه، ويقتلون شيعته، حتى إن اليهودي ليختبئ تحت الشجرة أو الحجر فيقول الحجر أو الشجرة للمسلم: هذا يهودي تحتي فاقتله».
رواه أحمد (٥٣٥٣)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٣٠٧) كلاهما من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن سالم، عن ابن عمر، فذكره.
وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن. وفي بعض ألفاظه غرابة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 318 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: "بينما أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر"

  • 📜 حديث: "بينما أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر"

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: "بينما أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر"

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: "بينما أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر"

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: "بينما أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر"

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب