يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة

حديث: يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة

عن مرداس الأسلمي قال: قال النبي ﷺ: «يذهب الصالحون الأول فالأول، ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر لا يباليهم اللَّه بالة».

صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٣٤) عن يحيى بن حماد، حدّثنا أبو عوانة، عن بيان (هو ابن بشر)، عن قيس بن أبي حازم، عن مرداس الأسلمي قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع والعمل الصالح.
شرح حديث مرداس الأسلمي رضي الله عنه:
هذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الرقاق، باب ذهاب الصالحين)، ورواه الإمام مسلم في صحيحه (كتاب الزهد والرقائق).
أولاً: شرح المفردات:
* يذهب الصالحون: أي يموت الصالحون من هذه الأمة، ويقبض الله أرواحهم.
* الأول فالأول: أي جيلاً بعد جيل، فخيار الناس هم السابقون إلى الإسلام والإيمان، كالصحابة ثم التابعين ثم أتباع التابعين.
* حفالة: (بفتح الحاء) وهي الرديء من كل شيء، وما تبقى في أسفل الوعاء بعد نفض الجيد منه. وهي ما يتبقى بعد نخل الشعير أو التمر، من الهشيم والغبار والقشور التالفة التي لا فائدة فيها.
* كحفالة الشعير أو التمر: تشبيه بليغ لحال من يبقى من الناس، فهم كالرديء الذي لا يُلتفت إليه ولا يُعتد به.
* لا يباليهم الله بالة: أي لا يعبأ بهم ولا يهتم بأمرهم، ولا يصرف عنهم السوء والعذاب. والبَال: الاهتمام والعناية.
ثانياً: شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن سنة من سنن الله تعالى في هذه الأمة، وهي أن الخيرة والصالحين من أهل العلم والإيمان والتقوى يموتون ويقبضون واحداً تلو الآخر، ويبقى في آخر الزمان أناسٌ ضِعاف الإيمان، قليلو العلم والعمل، ليس فيهم خير يذكر، فهم كالغثاء -الزبد والرغوة التي تحملها السيول- أو كحثالة الطعام التي لا ينفعها شيء.
هؤلاء الباقون ليسوا على هدىً ولا دين قويم، بل هم على جهل وضلال، لا يعبأ الله بهم، ولا يمنعهم من عذاب أو بلاء لفساد أحوالهم وتركهم للدين.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- بيان فضل السابقين الأولين: الحديث دليل على فضل القرون المفضلة (الصحابة، ثم التابعون، ثم أتباعهم) وأنهم خير الناس، وأن الخير يقلُّ تدريجياً مع مرور الزمن.
2- تحذير من فتنة آخر الزمان: الحديث ينذر بما سيحدث في آخر الزمان من نقص في الدين والخلق، وذهاب العلماء والصالحين، مما يسبب ظهور الجهل والفتن.
3- الحث على التمسك بالدين: يحثنا الحديث على التمسك بالسنة والعمل الصالح، والحرص على أن نكون من الصالحين الذين ينتفع بهم الناس، لا ممن لا يعبأ الله بهم.
4- سنة إلهية في الأمم: ذهاب الصالحين وخلافة الأردياء سنة إلهية جرت في الأمم السابقة، وهي جارية في هذه الأمة كذلك.
5- الاهتمام بطلب العلم ونشره: من أعظم أسباب بقاء الخير في الأرض وجود العلماء العاملين والدعاة الصالحين، فيجب السعي لأن نكون منهم أو على أقل تقدير نعينهم وننصرهم.
رابعاً: معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحديث من أعلام النبوة، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء سيحدث، وقد وقع كما أخبر.
* لا يعني الحديث أن الخير سينعدم تماماً، بل سيبقى دائماً في الأرض من يقوم بحق الله تعالى، ولكنهم سيكونون قلة غرباء، كما في الحديث: «بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ».
* يجب على المسلم أن يحذر من أن يكون من هؤلاء "الحفالة" بالتقصير في دينه واتباعه لهواه، وعليه أن يجاهد نفسه ليرتقي في مراتب الصالحين.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده الصالحين، وأن يتوفانا على الإيمان، وأن لا يجعلنا ممن لا يبالي بهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٣٤) عن يحيى بن حماد، حدّثنا أبو عوانة، عن بيان (هو ابن بشر)، عن قيس بن أبي حازم، عن مرداس الأسلمي قال: فذكره.
وقوله: «حفالة» كحثالة بالثاء أي رذالة من الناس كرديء التمر ونفايته.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 300 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة

📜 حديث: يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية