حديث: خروج الدجال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الآية الثانية: وهي خروج الدجال وما جاء في صفته وفتنته

عن النَّوّاس بن سَمْعَان، قال: ذكر رسولُ اللَّه ﷺ الدّجال ذات غداة فخفّض فيه ورفع حتّى ظننّاه في طائفة النّخل، فلمّا رُحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال: «ما شأنُكم؟». قلنا: يا رسول اللَّه، ذكرتَ الدّجال غداة فخفضتَ فيه ورفعت حتى ظنّناه في طائفة النّخل، فقال: «غير الدّجال أَخْوفُني عليكم إنْ يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإنْ يخرج ولستُ فيكم فامرؤ حجيج نفسِه، واللَّهُ خليفتي على كلِّ مسلم؛ إنّه شابٌ قَطَطٌ، عينُه طافِئة كأنّي أشبهُهُ بعبد العُزّى بن قَطَن، فمن أدركه منكم فليقرأْ عليه فواتِحَ سُورةِ الكَهْفِ، إنّه خارج خلّة بين الشّام والعراق فعاث يمينًا وعاث شمالًا، يا
عباد اللَّه فاثْبُتُوا». قلنا: يا رسول اللَّه وما لَبْثُه في الأرض؟ قال: «أربعون يومًا يوم كسنة، ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم». قلنا: يا رسولَ اللَّه فذلك اليوم الذي كسنة أتكفِينا فيه صلاةُ يومٍ؟ قال: «لا اقدُرُوا له قدْرَه». قلنا: يا رسول اللَّه وما إسراعه في الأرض؟ قال: «كالغيث استدبرته الرّيح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السّماءَ فتمطر والأرض فتنبت، فتروحُ عليهم سارحَتُهُمْ أطولَ ما كانتْ ذُرًا، وأَسْبغَهُ ضُرُوعًا، وأمدّهُ خَوَاصِرَ. ثم يأتي القومَ، فيدعوهم فيردّون عليه قولَه، فينصرف عنهم فيصبحون مُمْحِلِين ليس بأيديهم شيءٌ من أموالهم. ويَمرُّ بالخَرِبَة فيقول لها: أخْرجِي كنوزَك فتتبعه كنوزُها كيعاسيب النّحلِ، ثم يدْعُو رَجُلًا ممتلئا شبابًا فيضربه بالسّيف فيفطعه جزلَتَيْن رَمْيةَ الغَرَضِ. ثم يدعوه فيقبلُ ويتهلّلُ وجهُه يَضحَكُ، فبينما هو كذلك إذ بعث اللَّهُ المسيحَ ابنَ مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مَهْرُودَتَيْن واضعًا كَفَّيْه على أَجنحةِ مَلَكَيْن إذا طأطأَ رأْسَهُ قَطَر، وإذا رفعه تحدر منه جُمانٌ كاللُّؤْلُؤِ، فلا يَحل لكافرِ يجدُ ريحَ نفسه إلّا مات، ونَفَسُه ينتهي حيث ينتهي طرْفُه، فيطلُبُه حتى يُدْركَه بباب لُدٍّ، فَيَقْتُلَه. ثم يأتي عيسى ابنَ مريم قومٌ قد عصمهم اللَّه منه فَيَمْسحُ عن وُجُوههم ويُحدِّثهم بدرجَاتِهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى اللَّه إلى عيسى: إنّي قد أخرجتُ عبادًا لي، لا يَدَانِ لأحدٍ بقتالهم فحَرِّزْ عِبادي إلى الطُّور، ويبعثُ اللَّهُ يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمرُّ أَوائِلُهم على بُحيرةِ طَبَريَّةَ فيشربون ما فيها، ويمرُّ آخرُهم فيقولون: لقد كان بهذه مرّةً ماءٍ. ويُحصرُ نَبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه، حتى يكونَ رأسُ الثّور لأحدهم خيرًا من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغبُ نبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه فيرسل اللَّه عليهمُ النَّغَفَ في رقابِهم فيصبحون فَرْسَى كموت نفسٍ واحدةٍ، ثم يهبط نبي اللَّه عيسى وأصحابُه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلّا ملأه زَهَمُهُم ونَتْنُهم فيرغبُ نبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه إلى اللَّه، فيرسل اللَّه طيرًا كأعناقِ البُخْت فتحملهم فتطرحهم حيثُ شاء اللَّه، ثم يرسل اللَّه مطرًا لا يُكِنّ منه بيتُ مَدر ولا وَبر فيغسلُ الأرض حتى يترُكَها كالزّلَفَةِ ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتَك وردّي بركتَك، فيومئذ تَأْكُلُ العصابة من الرُّمانة، ويستظلون بقِحْفِها، ويبارك في الرّسْل حتى إنّ اللَّقْحَةَ من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللِّقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك إذ بعث اللَّهُ ريحًا طيّبة فتأخذهم تحت
آباطهم فتقبض روح كلِّ مؤمن وكلِّ مسلم، ويبقى شرارُ الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم السّاعة».

صحيح: رواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط السّاعة (٢٩٣٧) من طرق، منها: عن محمد بن مهران الرازي -واللفظ له- عن الوليد بن مسلم، حدّثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني يحيى بن جابر الطّائيّ قاضي حمص، حدّثني عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نُفير الحضرمي، أنّه سمع النّواس بن سمعان الكلابي، فذكر الحديث.

عن النَّوّاس بن سَمْعَان، قال: ذكر رسولُ اللَّه ﷺ الدّجال ذات غداة فخفّض فيه ورفع حتّى ظننّاه في طائفة النّخل، فلمّا رُحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال: «ما شأنُكم؟». قلنا: يا رسول اللَّه، ذكرتَ الدّجال غداة فخفضتَ فيه ورفعت حتى ظنّناه في طائفة النّخل، فقال: «غير الدّجال أَخْوفُني عليكم إنْ يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإنْ يخرج ولستُ فيكم فامرؤ حجيج نفسِه، واللَّهُ خليفتي على كلِّ مسلم؛ إنّه شابٌ قَطَطٌ، عينُه طافِئة كأنّي أشبهُهُ بعبد العُزّى بن قَطَن، فمن أدركه منكم فليقرأْ عليه فواتِحَ سُورةِ الكَهْفِ، إنّه خارج خلّة بين الشّام والعراق فعاث يمينًا وعاث شمالًا، يا
عباد اللَّه فاثْبُتُوا». قلنا: يا رسول اللَّه وما لَبْثُه في الأرض؟ قال: «أربعون يومًا يوم كسنة، ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم». قلنا: يا رسولَ اللَّه فذلك اليوم الذي كسنة أتكفِينا فيه صلاةُ يومٍ؟ قال: «لا اقدُرُوا له قدْرَه». قلنا: يا رسول اللَّه وما إسراعه في الأرض؟ قال: «كالغيث استدبرته الرّيح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السّماءَ فتمطر والأرض فتنبت، فتروحُ عليهم سارحَتُهُمْ أطولَ ما كانتْ ذُرًا، وأَسْبغَهُ ضُرُوعًا، وأمدّهُ خَوَاصِرَ. ثم يأتي القومَ، فيدعوهم فيردّون عليه قولَه، فينصرف عنهم فيصبحون مُمْحِلِين ليس بأيديهم شيءٌ من أموالهم. ويَمرُّ بالخَرِبَة فيقول لها: أخْرجِي كنوزَك فتتبعه كنوزُها كيعاسيب النّحلِ، ثم يدْعُو رَجُلًا ممتلئا شبابًا فيضربه بالسّيف فيفطعه جزلَتَيْن رَمْيةَ الغَرَضِ. ثم يدعوه فيقبلُ ويتهلّلُ وجهُه يَضحَكُ، فبينما هو كذلك إذ بعث اللَّهُ المسيحَ ابنَ مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مَهْرُودَتَيْن واضعًا كَفَّيْه على أَجنحةِ مَلَكَيْن إذا طأطأَ رأْسَهُ قَطَر، وإذا رفعه تحدر منه جُمانٌ كاللُّؤْلُؤِ، فلا يَحل لكافرِ يجدُ ريحَ نفسه إلّا مات، ونَفَسُه ينتهي حيث ينتهي طرْفُه، فيطلُبُه حتى يُدْركَه بباب لُدٍّ، فَيَقْتُلَه. ثم يأتي عيسى ابنَ مريم قومٌ قد عصمهم اللَّه منه فَيَمْسحُ عن وُجُوههم ويُحدِّثهم بدرجَاتِهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى اللَّه إلى عيسى: إنّي قد أخرجتُ عبادًا لي، لا يَدَانِ لأحدٍ بقتالهم فحَرِّزْ عِبادي إلى الطُّور، ويبعثُ اللَّهُ يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمرُّ أَوائِلُهم على بُحيرةِ طَبَريَّةَ فيشربون ما فيها، ويمرُّ آخرُهم فيقولون: لقد كان بهذه مرّةً ماءٍ. ويُحصرُ نَبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه، حتى يكونَ رأسُ الثّور لأحدهم خيرًا من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغبُ نبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه فيرسل اللَّه عليهمُ النَّغَفَ في رقابِهم فيصبحون فَرْسَى كموت نفسٍ واحدةٍ، ثم يهبط نبي اللَّه عيسى وأصحابُه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلّا ملأه زَهَمُهُم ونَتْنُهم فيرغبُ نبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه إلى اللَّه، فيرسل اللَّه طيرًا كأعناقِ البُخْت فتحملهم فتطرحهم حيثُ شاء اللَّه، ثم يرسل اللَّه مطرًا لا يُكِنّ منه بيتُ مَدر ولا وَبر فيغسلُ الأرض حتى يترُكَها كالزّلَفَةِ ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتَك وردّي بركتَك، فيومئذ تَأْكُلُ العصابة من الرُّمانة، ويستظلون بقِحْفِها، ويبارك في الرّسْل حتى إنّ اللَّقْحَةَ من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللِّقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك إذ بعث اللَّهُ ريحًا طيّبة فتأخذهم تحت
آباطهم فتقبض روح كلِّ مؤمن وكلِّ مسلم، ويبقى شرارُ الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم السّاعة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، يصف لنا النبي ﷺ فيه فتنة الدجال وأحداث آخر الزمان، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● خفّض فيه ورفع: أي تحدث عنه بتفصيل وبإطالة، وخفض الصوت تارة ورفعه تارة.
● في طائفة النخل: أي أنهم ظنوا أن الدجال قريب منهم في بستان النخل.
● حجيجه: أي الذي سيتولى مجادلته وإبطال حجته.
● شاب قطط: أي جعد الشعر.
● عينه طافئة: أي منخسفة أو بارزة، وقيل: ضيقة.
● عبد العزى بن قطن: هو رجل من الكفار في الجاهلية كان معروفًا بقبح منظر.
● فواتح سورة الكهف: أي أوائل السورة.
● خلّة: أي طريقًا أو فجوة بين جبلين.
● عاث يمينًا وعاث شمالًا: أي أفسد في الأرض يمنة ويسرة.
● فاثبتوا: أي اثبتوا على دينكم ولا تتبعوه.
● كسنة... كشهر... كجمعة: أي أن اليوم يكون طويلاً كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة.
● اقدروا له قدره: أي قدروا للأوقات قدرها فصلوا كل يوم وليلة أربع وعشرين صلاة.
● كالغيث استدبرته الريح: أي سريع الحركة كالسحاب الذي تدفعه الريح.
● سارحتهم: أي مواشيهم التي تسرح للرعي.
● أطول ما كانت ذرًا: أي أعلى ما تكون سنامًا.
● أسبغه ضروعًا: أي أكثرها لبنًا.
● أمدّه خواصر: أي ممتلئة الخواصر (الجوانب).
● ممحلين: أي فقراء لا أموال لهم.
● الخربة: المكان المهجور.
● كيعاسيب النحل: أي تتبعه كنوز الأرض كما تتبع النحل ملكتها.
● جزلتين: أي قطعتين.
● رمية الغرض: أي كما يرمي السهم إلى الهدف فينقسم قسمين.
● يتهلل وجهه: أي يتلألأ ويشرق.
● المهروذتين: أي ثوبين مصبوغين بالورس والزعفران.
● جمان: أي قطرات كاللؤلؤ.
● باب لُدّ: بلدة قرب بيت المقدس.
● درجاتهم في الجنة: أي منازلهم ومراتبهم.
● لا يدان لأحد: أي لا طاقة لأحد بقتالهم.
● حرز عبادي إلى الطور: أي احفظهم وأجلهم إلى جبل الطور.
● من كل حدب ينسلون: أي من كل مكان مرتفع يسرعون.
● بحيرة طبرية: بحيرة في فلسطين.
● رأس الثور: أي رأس ثور من لحم.
● النغف: دود يكون في أنوف الإبل والغنم.
● فرسى: أي قتلى.
● زهمهم: أي دمهم ونتنهم.
● كأعناق البخت: البخت هي الإبل الطوال الأعناق.
● الزلقة: أي المرآة المصقولة.
● العصابة: الجماعة من الناس.
● القحف: القشرة.
● الرسل: اللبن.
● اللقحة: الناقة أو البقرة أو الشاة الحلوب.
● الفئام: الجماعة الكثيرة.
● الفخذ: البطن من القبيلة.
● تهارجون: يفسدون ويزنيون.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بأن النبي ﷺ كان يحدث أصحابه عن الدجال في أحد الأيام، وأطال في الحديث حتى ظن الصحابة أن الدجال ظهر في بستان النخل القريب، فلما انتهى النبي ﷺ من حديثه وعلم ما في وجوههم من الخوف والهلع، سألهم عن سبب ذلك، فأخبروه.
فأجابهم ﷺ بأنه ليس الدجال فقط هو الذي يخافه عليهم، بل هناك فتن أخرى، ثم بين لهم أنه إذا خرج الدجال وهو بينهم، فهو الذي سيتولى مجادلته وإبطال دعوته، أما إذا خرج بعد وفاته، فكل إنسان مسؤول عن مجادلته والثبات أمام فتنته، وأن الله هو المتكفل بحفظ المؤمنين.
ثم وصف النبي ﷺ الدجال بأنه شاب جعد الشعر، قصير القامة، وعينه اليمنى أو اليسرى (في روايات أخرى) غير طبيعية، وشبهه بعبد العزى بن قطن الذي كان معروفًا بقبحه.
وأمر النبي ﷺ من أدرك الدجال أن يقرأ عليه فواتح سورة الكهف، فإنها تحفظه من فتنته.
ثم بين أن الدجال يخرج من جهة بين الشام والعراق، ويمشي في الأرض يفسد فيها، ويأمر المؤمنين بالثبات.
ثم سأله الصحابة عن مدة بقاء الدجال في الأرض، فأخبرهم أنها أربعون يومًا، لكنها أيام مختلفة، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وباقي الأيام كأيامنا الطبيعية. وسألوه عن الصلاة في اليوم الطويل، فأمرهم أن يقدروا للأوقات قدرها، فيصلوا الصلوات الخمس في كل أربع وعشرين ساعة.
ثم وصف سرعة حركته في الأرض، وأنه سريع كالسحاب الذي تحمله الريح، فيأتي إلى القوم فيدعوهم إلى ضلالته، فيؤمنون به، فيستجيب الله له (امتحانًا وفتنة) فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتعود مواشيهم سمينة كثيرة اللبن.
ثم يأتي إلى قوم آخرين فيدعوهم فيرفضون، فينصرف عنهم فتصبح أموالهم وزراعتهم تالفة لا خير فيها.
ويأمر الخرابة
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط السّاعة (٢٩٣٧) من طرق، منها: عن محمد بن مهران الرازي -واللفظ له- عن الوليد بن مسلم، حدّثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني يحيى بن جابر الطّائيّ قاضي حمص، حدّثني عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نُفير الحضرمي، أنّه سمع النّواس بن سمعان الكلابي، فذكر الحديث.
ورواه عن علي بن حُجر السّعديّ، حدّثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم، قال ابن حُجر: دخل حديثُ أحدهما في حديث الآخر، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بهذا الإسناد نحو ما ذكرنا، وزاد بعد قوله: «لقد كان بهذه مرّة ماء»: «ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر، وهو جبل بيت المقدس، فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض، هلمَّ فلنقتل من في السماء، فيرمون بنُشَّابهم إلى السّماء، فيردُّ اللَّه عليهم نُشَّابَهم مخضوبة دمًا».
والنواس بن سمعان من ربيعة الكلابي، إن أباه سمعان بن خالد وفد على النبي ﷺ فدعا له رسول اللَّه ﷺ، وزوّجه أخته، فلما دخلت على النبي ﷺ تعوّذتْ منه فتركها وهي الكلابية.
قوله: «قطط» بفتحتين: شديد جعودة الشّعر، بعيد عن الجعودة المحبوبة.
و«طافئة» بالهمزة لا ضوء فيها، ورويتْ بغير الهمزة ومعناها: بارزة - أي مرتفعة عن محلّها.
و«خلة» أي يخرج من خلّة بين الشّام والعراق.
و«عاث» من العيث، وهو الفساد، أو الإسراع فيه.
و«يا عباد اللَّه اثبتوا» أي على الإسلام، هذا من كلام النبيّ ﷺ يحذّرهم من الفتنة، ويأمرهم بالثّبات على الإسلام.
و«سارحتُهم» ماشيتُهم.
و«ذُرًا» بضم الذّال، جمع ذروة، وهي أعلى سنام البعير، وهو كناية عن السّمن.
و«وأمدّه خواصر» جمع خاصرة، وهو كناية عن الشِّبع.
و«جزلتين» أي قطعتين.
و«رمية الغرض» بالفتحتين - وهو الهدف، أي أن بُعد ما بين القطعتين يكون بقدر رمية السّهم إلى الهدف.
و«بين مهرودتين» أي بين ثوبين شبيهين بالمصبوغ بالهرد، والهرد عرق معروف، وقيل: هو الثوب المصبوغ بالورس والزعفران، والمراد منه إظهار جماله في الملبس، فقوله: «إذا خفض رأسه قطر منه الماء. . .». كله كناية عن حسن سيّدنا عيسى عليه السلام، فهو جميل في خلقته، وجميل في ملبسه، لا كما يصوّره النّصارى الدروشة رديء الثياب، وأحيانًا مغطيًا السّوأتين فقط! .
و«عند باب لُدٍّ» بضم اللّام، وتشديد الدال، اسم جبل أو قرية بفلسطين، والآن مدينة قريبة من بيت المقدس.
و«لا يدان» أي لا قوّة ولا قدرة.
و«نَغَفًا» بالفتحتين - دود يكون في أنوف الإبل والغنم.
و«لا يكنّ» أي لا يمنع من نزول الماء بيت المدر، والمدر هو: الطين الصلب.
و«الزّلَفَة» هي مصانع الماء، وقيل: المرآة، وروي بالقاف كناية عن النّظافة.
و«الرِّسْل» بكسر الرّاء وسكون اللام - اللَّبن.
و«اللّقحة» بفتح اللام وكسرها - النّاقة القريبة العهد بالولادة.
و«الفئام» بالهمزة ككتاب: الجماعة الكثيرة.
و«الفخذ» هو دون البطن، والبطن دون القبيلة.
و«يتهارجون» أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير، والهرْج -بإسكان الراء-: الجماع، وفيه إشارة إلى شيوع الفساد والفواحش، وقد ثبت في الصحيح: «لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس».
وقوله: «عند المنارة البيضاء شرقي دمشق». وفي رواية: «ينزل عيسى ببيت المقدس». وفي رواية: «بالأردن». والأول أصحّ.
وقوله: «يكون رأس الثور لأحدهم. . .» إشارة إلى فقرهم، وفاقتهم لنفاد مؤنهم، وهم محاصرون بيأجوج ومأجوج.
وأما ما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرًا، لا تكن منه بيوت المدر، ولا تكن منه إلا بيوت الشعر» ففي متنه نكارة.
رواه أحمد (٧٥٦٤)، وصحّحه ابن حبان (٦٧٧٠) كلاهما من طرق عن حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
وظاهر إسناده الصحة، ولكنه مخالف لحديث النواس بن سمعان في قصة يأجوج ومأجوج: «ثم يرسل اللَّه عليهم مطرًا، لا يكنُّ منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 324 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خروج الدجال

  • 📜 حديث: خروج الدجال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خروج الدجال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خروج الدجال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خروج الدجال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب