حديث: الدجال يخرج في بغض من الناس وخفة من الدين وسوء ذات بين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الآية الثانية: وهي خروج الدجال وما جاء في صفته وفتنته

عن أبي الطفيل قال: كنت بالكوفة فقيل: خرج الدجال قال: فأتينا على حذيفة ابن أسيد وهو يحدث فقلت: هذا الدجال قد خرج فقال: اجلس فجلست فأتى علي العريف فقال: هذا الدجال قد خرج وأهل الكوفة يطاعنونه قال: اجلس. . فجلست فنودي أنها كذبة صباغ، قال: فقلنا: يا أبا سريحة ما أجلستنا إلا لأمر فحدثنا، قال: إن الدجال لو خرج في زمانكم لرمته الصبيان بالخذف، ولكن الدجال يخرج في بغض من الناس، وخفة من الدين، وسوء ذات بين، فيرد كل منهل، فتطوى له الأرض طي فروة الكبش، حتى يأتي المدينة فيغلب على خارجها ويمنع داخلها، ثم جبل إيلياء فيحاصر عصابة من المسلمين فيقول لهم الذين عليهم: ما تنظرون بهذا الطاغية أن تقاتلوه حتى تلحقوا باللَّه أو يفتح لكم، فيأتمرون أن يقاتلوه إذا أصبحوا فيصبحون، ومعهم عيسى ابن مريم، فيقتل الدجال، ويهزم أصحابه حتى إن الشجر والحجر والمدر يقول: يا مؤمن هذا يهودي عندي فاقتله، قال: وفيه ثلاث علامات: هو أعور وربكم ليس بأعور، ومكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن أمي وكاتب، ولا يسخر له من المطايا إلا الحمار فهو رجس على رجس، ثم قال: إنا
لغير الدجال أخوف علي وعليكم، قال: فقلنا: ما هو يا أبا سريحة؟ قال: فتن كأنها قطع الليل المظلم قال: فقلنا: أي الناس فيها شر؟ قال: كل خطيب مصقع وكل راكب موضع قال فقلنا: أي الناس فيها خير؟ قال: كل غني خفي قال: فقلت: ما أنا بالغني ولا بالخفي قال: فكن كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب.

صحيح: رواه الحاكم (٤/ ٥٢٩ - ٥٣٠) من طريق مسدد قال: حدّثنا معاذ بن هشام، حدّثني أبي، عن قتادة، عن أبي الطفيل قال: فذكره.

عن أبي الطفيل قال: كنت بالكوفة فقيل: خرج الدجال قال: فأتينا على حذيفة ابن أسيد وهو يحدث فقلت: هذا الدجال قد خرج فقال: اجلس فجلست فأتى علي العريف فقال: هذا الدجال قد خرج وأهل الكوفة يطاعنونه قال: اجلس. . فجلست فنودي أنها كذبة صباغ، قال: فقلنا: يا أبا سريحة ما أجلستنا إلا لأمر فحدثنا، قال: إن الدجال لو خرج في زمانكم لرمته الصبيان بالخذف، ولكن الدجال يخرج في بغض من الناس، وخفة من الدين، وسوء ذات بين، فيرد كل منهل، فتطوى له الأرض طي فروة الكبش، حتى يأتي المدينة فيغلب على خارجها ويمنع داخلها، ثم جبل إيلياء فيحاصر عصابة من المسلمين فيقول لهم الذين عليهم: ما تنظرون بهذا الطاغية أن تقاتلوه حتى تلحقوا باللَّه أو يفتح لكم، فيأتمرون أن يقاتلوه إذا أصبحوا فيصبحون، ومعهم عيسى ابن مريم، فيقتل الدجال، ويهزم أصحابه حتى إن الشجر والحجر والمدر يقول: يا مؤمن هذا يهودي عندي فاقتله، قال: وفيه ثلاث علامات: هو أعور وربكم ليس بأعور، ومكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن أمي وكاتب، ولا يسخر له من المطايا إلا الحمار فهو رجس على رجس، ثم قال: إنا
لغير الدجال أخوف علي وعليكم، قال: فقلنا: ما هو يا أبا سريحة؟ قال: فتن كأنها قطع الليل المظلم قال: فقلنا: أي الناس فيها شر؟ قال: كل خطيب مصقع وكل راكب موضع قال فقلنا: أي الناس فيها خير؟ قال: كل غني خفي قال: فقلت: ما أنا بالغني ولا بالخفي قال: فكن كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا حديث عظيم يرويه الصحابي الجليل أبو الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه، عن الصحابي حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه، ويحتوي على أخبار مهمة عن فتنة الدجال وعلامات خروجه، وكذلك على تحذير من فتن أخرى.

أولاً. شرح المفردات:


● العريف: الرئيس أو المسؤول عن مجموعة من الناس.
● كذبة صباغ: كذبة منسوبة لرجل يقال له "صباغ" كانت مشهورة في ذلك الوقت.
● بغض من الناس: كراهية وتنافر بين الناس.
● خفة من الدين: ضعف في التمسك بالدين وقلة الورع.
● سوء ذات بين: تشاحن وتباغض بين الناس.
● يرد كل منهل: يذهب إلى كل مورد ماء.
● فروة الكبش: جلد الكبش.
● جبل إيلياء: هو جبل في بيت المقدس (القدس).
● عصابة: جماعة من المؤمنين.
● يأتمرون: يتشاورون ويتفقون على أمر.
● المدر: الطين اليابس أو اللبن.
● مكتوب بين عينيه: أي على جبهته.
● المطايا: الدواب التي يُركب عليها.
● رجس على رجس: قذر فوق قذر.
● خطيب مصقع: الخطيب الذي يرفع صوته ويتكلف في خطبته ويُعجب بنفسه.
● راكب موضع: الذي يركب الدابة ليسافر إلى مكان للفتنة والشر.
● غني خفي: الغني المتواضع الذي لا يُظهر غناه.
● ابن اللبون: ولد الناقة الذي أصبح له سنتان ودخل في الثالثة، ولم يعد صغيراً ولا كبيراً، فلا يُركب لضعفه ولا يُحلب لعدم وجود لبن فيه، فهو في حالة وسطى.

ثانياً. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بخبر كاذب عن خروج الدجال، فيذهب أبو الطفيل إلى حذيفة بن أسيد (ويكنى أبا سريحة) ليستفهم منه، فيجلسه وينتظر حتى يتأكد من كذب الخبر، ثم يشرح له حقيقة أمر الدجال.
أولاً: عن الدجال وعلاماته:
1- زمن خروجه: يخرج الدجال في زمان يكون فيه الناس على حال سيء: متباغضين، ضعيفي الدين، متفرقين.
2- سرعة حركته: تطوى له الأرض، فيمكنه الانتقال بسرعة عظيمة.
3- محاصرته للمدينة: لا يستطيع دخول المدينة المنورة لأنها محفوظة بحفظ الله، فيها يومئذ طائفة من المؤمنين تقاوم الباطل.
4- نزوله عند جبل إيلياء (بيت المقدس): يحاصر جماعة من المؤمنين، ويتشاورون على قتاله، فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام فيقتل الدجال.
5- علامات الدجال:
● أعور العين: والعياذ بالله، والله تعالى ليس بأعور.
● مكتوب بين عينيه "كافر": يقرأها كل مؤمن، سواء كان يعرف القراءة أو لا يعرف.
● لا يركب إلا حماراً: وهو حمار متقذر، كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى بأنه حمار أبيض巨大.
6- هزيمة أصحابه: حتى أن الجماد (الشجر والحجر) ينطق by إذن الله ويخبر عن اليهودي المختبئ خلفه فيقول: "يا مؤمن، هذا يهودي عندي فاقتله".
ثانياً: الفتن الأخرى الأشد خوفاً:
يحذر حذيفة رضي الله عنه من فتن أخرى هي أشد خطراً من الدجال، وهي فتن الشبهات والشهوات التي تكثر في آخر الزمان، وتكون:
- كقطع الليل المظلم: شديدة الظلمة والتعقيد.
● شر الناس فيها: كل خطيب مصقع (متعالم, متكلف, يُعجب بكلامه), وكل راكب موضع (يسافر إلى أماكن الفتنة ونشر الشر).
● خير الناس فيها: الغني الخفي (الذي لا يُظهر غناه ويتصرف بتواضع وورع).
● نصيحة لمن ليس غنياً ولا خفياً: أن يكون كـ"ابن اللبون"، أي في حالة وسطى، لا يظهر فيصاب بالفتنة، ولا يختفي completely فيعجز عن نفع نفسه وغيره، بل يكون معتدلاً، بعيداً عن مواطن الشر والفتن.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- عدم التسرع في تصديق الأخبار: كما حدث في بداية الحديث، حيث انتظر حذيفة حتى تأكد من كذب الخبر.
2- علامات الساعة: خروج الدجال من العلامات الكبرى للساعة، ويجب على المسلم أن يعرفها ليكون على حذر.
3- فضل المدينة المنورة: وأنها محفوظة من الدجال، لا يستطيع دخولها.
4- نزول عيسى عليه السلام: من عقائد أهل السنة والجماعة الإيمان بنزول عيسى ابن مريم في آخر الزمان وقتله للدجال.
5- التحذير من الفتن: الفتن التي تكون من الشبهات (كفتن العقائد) والشهوات (كفتن المال والسلطة) قد تكون أشد من فتنة الدجال.
6- وصف أهل الشر والخير في زمن الفتن: فشر الناس المتكلفون والمتعالمون، وخيرهم المتواضعون المخفيون.
7- الاعتدال والوسطية: نصح المسلم بأن يكون وسطاً في أموره، بعيداً عن التطرف والإثارة، وكذلك عن العجز والاختفاء الكامل.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وقال عنه الشيخ الألباني: حديث حسن.
- الدجال يسمى المسيح الدجال لأنه يمسح الأرض في مدة قصيرة، أو لأنه ممسوح العين.
- قتل الدجال يكون على يد عيسى
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٤/ ٥٢٩ - ٥٣٠) من طريق مسدد قال: حدّثنا معاذ بن هشام، حدّثني أبي، عن قتادة، عن أبي الطفيل قال: فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
وهو كما قال، وجعله الذهبي على شرط الشيخين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 337 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الدجال يخرج في بغض من الناس وخفة من الدين وسوء ذات بين

  • 📜 حديث: الدجال يخرج في بغض من الناس وخفة من الدين وسوء ذات بين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الدجال يخرج في بغض من الناس وخفة من الدين وسوء ذات بين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الدجال يخرج في بغض من الناس وخفة من الدين وسوء ذات بين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الدجال يخرج في بغض من الناس وخفة من الدين وسوء ذات بين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب