حديث: عن عائشة: ذكرت الدجال فبكيت فقال رسول الله ﷺ: إن يخرج وأنا حي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الآية الثانية: وهي خروج الدجال وما جاء في صفته وفتنته

عن عائشة، قالت: دخل عليَّ رسول اللَّه ﷺ وأنا أبكي فقال لي: «ما يبكيك؟ «، قلت: يا رسول اللَّه، ذكرت الدّجال فبكيت، فقال رسول اللَّه ﷺ: «إن يخرج الدّجال، وأنا حي كفيتكموه، وإن يخرج بعدي، فإنّ ربّكم ليس بأعور، إنّه يخرج في يهودية أصبهان، حتى يأتي المدينة، فينزل ناحيتها، ولها يومئذ سبعة أبواب، على كلّ نقب منها ملكان، فيخرج إليه شرار أهلها حتى الشّام مدينة بفلسطين بباب لُدّ».
وقال أبو داود مرّةً: «حتى يأتي فلسطين باب لُدَّ، فينزل عيسى عليه السلام فيقتله، ثم يمكث عيسى عليه السلام في الأرض أربعين سنة إمامًا عدْلًا وحكمًا مقْسطًا».

حسن: رواه أحمد (٢٤٤٦٧) عن سليمان بن داود، قال: حدّثنا حرب بن شدّاد، عن يحيى بن أبي كثير، حدّثني الحضْرميّ ابن لاحق، أنّ ذكوان أبا صالح أخبره، أنّ عائشة أخبرته، فذكرتْه.

عن عائشة، قالت: دخل عليَّ رسول اللَّه ﷺ وأنا أبكي فقال لي: «ما يبكيك؟ «، قلت: يا رسول اللَّه، ذكرت الدّجال فبكيت، فقال رسول اللَّه ﷺ: «إن يخرج الدّجال، وأنا حي كفيتكموه، وإن يخرج بعدي، فإنّ ربّكم ليس بأعور، إنّه يخرج في يهودية أصبهان، حتى يأتي المدينة، فينزل ناحيتها، ولها يومئذ سبعة أبواب، على كلّ نقب منها ملكان، فيخرج إليه شرار أهلها حتى الشّام مدينة بفلسطين بباب لُدّ».
وقال أبو داود مرّةً: «حتى يأتي فلسطين باب لُدَّ، فينزل عيسى ﵇ فيقتله، ثم يمكث عيسى ﵇ في الأرض أربعين سنة إمامًا عدْلًا وحكمًا مقْسطًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره، وفيه بيان جانب من أشراط الساعة الكبرى، وهو خروج المسيح الدجال، وعظيم فتنته، وبيان كيفيّة خلاص الله تعالى للأمة منه.

أولاً. شرح المفردات:


● الدجال: هو أعظم فتنة على وجه الأرض إلى قيام الساعة، رجل من بني آدم، يخرج في آخر الزمان يدعي الألوهية، معه جنة ونار، لكن ناره جنة وجنته نار، ومعظم أتباعه من اليهود، وهو أعور العين اليمنى، بينها كأنها عنبة طافية، ومكتوب بين عينيه "ك ف ر" يقرؤها كل مؤمن كاتب وغير كاتب.
● كفيتكموه: أي أحميكم منه وأدفع شرّه عنكم.
● يهودية أصبهان: منطقة في إيران اليوم، وكان فيها عدد كبير من اليهود.
● نقب: الثغرة أو الباب أو المدخل.
● لد: بلدة معروفة في فلسطين، قرب الرملة والقدس.


ثانياً. شرح الحديث:


تبكي أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وتخبر النبي ﷺ أن سبب بكائها هو ذكر الدجال وخوفها من فتنته. فيطمئنها النبي ﷺ بطريقتين:
1- الطمأنينة الأولى: أنه لو خرج الدجال وهو ﷺ masih hidup, فسيكون هو الذي يتولى حماية الأمة وكفايتها شره، فهو سيدافع عنهم.
2- الطمأنينة الثانية والأهم: وهي أنه لو خرج بعد وفاة النبي ﷺ، فإن الله تعالى سيكفيهم أمره، ويظهر كذبه وزيفه، لأن الله تعالى ليس بأعور، فهذه الصفة (العور) هي صفة النقص التي يصف بها الدجال نفسه كذبا وزورا، بينما الله تعالى منزه عن كل نقص. ثم يبين النبي ﷺ المسار الذي سيسلكه الدجال:
● مخرجه: من منطقة يهود أصبهان في إيران.
● اتجاهه: سيأتي إلى المدينة المنورة (دار الهجرة والإيمان).
● حماية المدينة: سيجد أن المدينة محصنة بـ سبعة أبواب، وعلى كل باب ملكان يحرسانها من دخوله، فلا يستطيع دخولها. فيخرج لاستقباله فقط شرار أهلها (المنافقون وضعاف الإيمان) لينضموا إليه.
● نهايته: يتجه بعد ذلك إلى الشام، وتحديدًا إلى منطقة لد في فلسطين. وهناك ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء، فيطارده ويقتله عند باب لد، بحربة في يده، فينكشف كذبه وزيفه لكل من اتبعه.
وفي رواية أبي داود التي أشرت إليها، يتم بيان ما بعد قتل الدجال، وهو أن عيسى عليه السلام يبقى على الأرض بعدها أربعين سنة، يحكم بشريعة الإسلام، يقيم العدل، ويزيح الظلم، وتكون تلك الفترة من أفضل فترات الأرض بركة وأماناً.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم فتنة الدجال: بكاء أم المؤمنين عائشة - وهي من هي في علمها وقربها من النبي ﷺ - يدل على هول وعظمة هذه الفتنة، مما يحتم على المسلم الاستعاذة بالله منها في كل صلاة، والتعوذ منها خاصة في التشهد الأخير.
2- طمأنينة النبي لأمته: في هذا الحديث تطمين من النبي ﷺ لأمته بأن الله تعالى سيكفيهم شر هذه الفتنة العظيمة، إما على يديه هو لو أدركوه، أو على يد نبي الله عيسى عليه السلام من بعده.
3- حصانة المدينة المنورة: فضل المدينة المنورة وأنها محمية من الدجال ومن الطاعون بحماية الله تعالى، فلا يدخلها الدجال، ولا الطاعون إن شاء الله.
4- نهاية كل طاغية: الحديث يبعث على التفاؤل ويؤكد أن نهاية كل كاذب ومضل إلى زوال، وأن الحق دائمًا يعلو، وأن نصر الله آتٍ لأوليائه.
5- التمسك بالإيمان: أعظم سلاح لمواجهة الفتن عامة وفتنة الدجال خاصة هو الإيمان الراسخ والمعرفة بأسماء الله وصفاته. فالدجال سيخاطب الناس بمعجزات خارقة (كإحياء الموتى، وإنزال المطر... إلخ)، لكن المؤمن يعلم أنها استدراج من الله وفتنة، ويستدل على كذبه بأمرين:
● عينه العوراء (نقص).
● الكلمة "ك ف ر" بين عينيه التي يراها كل مؤمن.
● نقصانه الآخر وهو أنه لا يدخل مكة ولا المدينة.
6- حقيقة نزول عيسى عليه السلام: من عقائد أهل السنة والجماعة الإيمان بنزول عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان حاكمًا بشريعة محمد ﷺ، لا بشريعة جديدة، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويقتل الدجال، ويضع الجزية (أي لا يقبل من اليهود والنصارى إلا الإسلام أو القتال).


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث جزء من حديث أطول رواه الإمام مسلم في صحيحه.
سورة الكهف هي الملاذ والحرز من فتنة الدجال، فقد أمرنا النبي ﷺ بقراءة عشر آيات من أولها أو آخرها للتحصن منه.
- الفتنة الحقيقية للدجال هي في إغوائه للضعفاء والمنافقين وأصحاب الإيمان الضعيف، وأما المؤمنون الصادقون فيحفظهم الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يحفظنا وإياكم من كل فتنة، ظاهرها وباطنها، وأن يث
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٤٤٦٧) عن سليمان بن داود، قال: حدّثنا حرب بن شدّاد، عن يحيى بن أبي كثير، حدّثني الحضْرميّ ابن لاحق، أنّ ذكوان أبا صالح أخبره، أنّ عائشة أخبرته، فذكرتْه.
وصحّحه ابن حبان (٦٨٢٢) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى بن أبي كثير به نحوه، وفيه: «أربعين سنة أو قريبًا من أربعين سنة».
وإسناده حسن من أجل الحضرمي بن لاحق فإنه حسن الحديث.
وقوله: «قال أبو داود»: أبو داود هو سليمان بن داود بن الجارود الطيالسيّ
والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 332 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن عائشة: ذكرت الدجال فبكيت فقال رسول الله ﷺ: إن يخرج وأنا حي

  • 📜 حديث: عن عائشة: ذكرت الدجال فبكيت فقال رسول الله ﷺ: إن يخرج وأنا حي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن عائشة: ذكرت الدجال فبكيت فقال رسول الله ﷺ: إن يخرج وأنا حي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن عائشة: ذكرت الدجال فبكيت فقال رسول الله ﷺ: إن يخرج وأنا حي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن عائشة: ذكرت الدجال فبكيت فقال رسول الله ﷺ: إن يخرج وأنا حي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب