حديث: يخرج يأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الآية السادسة: خروج يأجوج ومأجوج

عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «يفتح يأجوج ومأجوج يخرجون على الناس كما قال اللَّه عز وجل: ﴿مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦) فيغشون الأرض، وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم، ويضمون إليهم مواشيهم، ويشربون مياه الأرض، حتى إن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما فيه، حتى يتركوه يبسا، حتى إن من بعدهم ليمرّ بذلك النهر فيقول: قد كان هاهنا ماء مرة، حتى إذا لم يبق من الناس إلا أحد في حصن أو مدينة، قال قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم، بقي أهل السماء، قال: ثم يهزّ أحدهم حربته، ثم يرمي بها إلى السماء، فترجع مختضبة دما للبلاء والفتنة، فبينا هم على ذلك، إذ بعث اللَّه دودا في أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في أعناقهم، فيصبحون موتى، لا يسمع لهم -حسًّا-، فيقول المسلمون: ألا رجل يشري نفسه، فينظر ما فعل هذا العدو، قال: فيتجرد رجل منهم لذلك محتسبا لنفسه، قد أطَّنها على أنه مقتول، فينزل، فيجدهم موتى بعضهم على بعض، فينادي يا معشرالمسلمين، ألا أبشروا، فإن اللَّه قد كفاكم عدوكم، فيخرجون من مدائنهم وحصونهم، ويسرحون مواشيهم، فما يكون لها رعي إلا لحومهم، فتشكر عنه كأحسن ما تشكر عن شيء من النبات أصابته قط».

حسن: رواه ابن ماجه (٤٠٧٩)، وأحمد (١١٧٣١) والسياق له، وصحّحه ابن حبان (٦٨٣٠)، والحاكم (٤/ ٤٨٩) كلهم من طريق محمد بن إسحاق قال: حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة
الأنصاري، عن محمود بن لبيد أحد بني عبد الأشهل، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «يفتح يأجوج ومأجوج يخرجون على الناس كما قال اللَّه ﷿: ﴿مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦)﴾ فيغشون الأرض، وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم، ويضمون إليهم مواشيهم، ويشربون مياه الأرض، حتى إن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما فيه، حتى يتركوه يبسا، حتى إن من بعدهم ليمرّ بذلك النهر فيقول: قد كان هاهنا ماء مرة، حتى إذا لم يبق من الناس إلا أحد في حصن أو مدينة، قال قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم، بقي أهل السماء، قال: ثم يهزّ أحدهم حربته، ثم يرمي بها إلى السماء، فترجع مختضبة دما للبلاء والفتنة، فبينا هم على ذلك، إذ بعث اللَّه دودا في أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في أعناقهم، فيصبحون موتى، لا يسمع لهم -حسًّا-، فيقول المسلمون: ألا رجل يشري نفسه، فينظر ما فعل هذا العدو، قال: فيتجرد رجل منهم لذلك محتسبا لنفسه، قد أطَّنها على أنه مقتول، فينزل، فيجدهم موتى بعضهم على بعض، فينادي يا معشرالمسلمين، ألا أبشروا، فإن اللَّه قد كفاكم عدوكم، فيخرجون من مدائنهم وحصونهم، ويسرحون مواشيهم، فما يكون لها رعي إلا لحومهم، فتشكر عنه كأحسن ما تشكر عن شيء من النبات أصابته قط».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أشراط الساعة الكبرى، رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني.
وفيما يلي شرحه وبيانه على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:


● يأجوج ومأجوج: أمتان عظيمتان من بني آدم، من ذرية يافث بن نوح عليه السلام، محبوسون خلف السد الذي بناه ذو القرنين، وهم من أشراط الساعة الكبرى.
● حَدَبٍ: مكان مرتفع من الأرض، كالتل أو الجبل.
● يَنْسِلُونَ: يسرعون في خروجهم وانتشارهم.
● يَغْشَوْنَ: يغطون ويملؤون.
● يَنْحَازُ: ينسحب ويبتعد ليحتمي.
● يُضَمّونَ: يجمعون ويأخذون معهم.
● يُطَّنُهَا: يظنها ويوقن بها. (أي: يتيقن أنه سيُقتل).
● كَنَغَفِ الجَرَاد: النغف هو دود يكون في أنف الدابة أو رأس الجراد قبل خروجه. شبه الدود الذي أرسله الله في أعناقهم بهذا الدود.
● يَشْرِي نَفْسَهُ: يبيعها ويبذلها في سبيل الله راغباً في الأجر.
● مُحْتَسِبًا: طالباً للأجر من الله تعالى.
● يُسَرِّحُونَ: يتركونها لترعى بحرية.
● تَشْكُرُ: تَسْمَنُ وتُصبح غاية في السمنة والحسن.

2. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن فتح السد وخروج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان، فيخرجون بكثرة هائلة وسرعة عظيمة من كل مكان مرتفع، كما وصفهم الله تعالى في قوله: {حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} [الأنبياء: 96].
فيغزون الأرض ويشتد ظلمهم وفسادهم، حتى يضطر المسلمون إلى الاحتماء في مدنهم وحصونهم خوفاً منهم، ويأخذون معهم مواشيهم وحيواناتهم لينجو بها من يأجوج ومأجوج.
ويشرب يأجوج ومأجوج كل مياه الأرض ويُهلكون الأخضر واليابس، حتى إنهم ليمرون على النهر فيشربونه كله حتى يجف، فيقول من يأتي بعده: "كان هنا ماءٌ يوماً ما".
حتى إذا لم يبق على وجه الأرض أحد إلا وهو محتمٍ في حصن أو مدينة، يظن قائدهم أو أحدهم أنهم قد أهلكوا كل أهل الأرض، فيتحدون أهل السماء (ظناً منهم أنهم قضوا على أهل الأرض) فيرمي أحدهم رمحه نحو السماء استهزاءً، فيعود إليهم ملطخاً بالدماء (وهذه من الله فتنة واختباراً للناس، وليست حقيقة، فالله أعلى وأعظم من أن يصل إليه شيء).
وفي ذروة غرورهم وقوتهم، يبعث الله تعالى عليهم دوداً صغيراً في أعناقهم (أقاصي رقابهم)، فيقتلهم جميعاً في ليلة واحدة، فيصبحون جثثاً هامدة لا حياة فيهم.
لا يسمع المسلمون أي صوت لهم بعد ذلك، فيشعرون بالعجب، فيتطوع رجل شجاع مؤمن، يبذل نفسه لله تعالى، وهو متيقن من أنه سيلقى حتفه، لينزل ليتفقد حال هذا العدو.
فيفاجأ بأنهم قد ماتوا جميعاً، بعضهم فوق بعض، فيصعد إلى إخوانه المسلمين ويبشرهم بنصر الله تعالى وهلاك عدوهم.
فيخرج المسلمون من حصونهم آمنين، ويفتحون مواشيهم لترعى، فلا تجد علفاً إلا لحوم يأجوج ومأجوج، فتأكل منها فتُصبح سماناً غاية في السمنة والصحة، كما لو أكلت أفضل النبات.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة قدرة الله تعالى: فهو القاهر فوق عباده، الذي ينصر أولياءه ويهلك أعداءه بأدنى الأسباب (كدود صغير).
● أن النصر من عند الله: لا بالعدد والعدة، فالمسلمون كانوا محاصرين مستضعفين، فأنقذهم الله بفضله.
● فضل بذل النفس في سبيل الله: فالشخص الذي نزل ليتفقد حال العدو كان من الشهداء المحتسبين، وكان سبباً في بشرى عظيمة للمسلمين.
● الصبر على البلاء: فالمسلمون صبروا على حصار يأجوج ومأجوج وبلائهم، حتى جاء نصر الله.
● حسن عاقبة المتقين: فالعاقبة للمتقين الصابرين المحتسبين.
● أن الله يمهل ولا يهمل: أعطى الله ليأجوج ومأجوج الفرصة ليفسدوا في الأرض، ولكن عندما بلغوا الغاية في الطغيان، أهلكهم الله.
● التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: المسلمون أخذوا بالأسباب بالاحتماء في الحصون، وتوكلوا على الله تعالى.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- خروج يأجوج ومأجوج هو من أشراط الساعة الكبرى، ويقع بعد نزول عيسى ابن مريم عليه السلام وخروج الدجال.
- هلاكهم يكون على يد الله تعالى مباشرة، دون قتال من المسلمين، دليلاً على أن النصر من عند الله.
- جاء في بعض الروايات أن دعوة عيسى عليه السلام هي سبب هلاكهم،
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٤٠٧٩)، وأحمد (١١٧٣١) والسياق له، وصحّحه ابن حبان (٦٨٣٠)، والحاكم (٤/ ٤٨٩) كلهم من طريق محمد بن إسحاق قال: حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة
الأنصاري، عن محمود بن لبيد أحد بني عبد الأشهل، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل تصريح ابن إسحاق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 395 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يخرج يأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون

  • 📜 حديث: يخرج يأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يخرج يأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يخرج يأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يخرج يأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب