حديث: يحفرون السد حتى يرون شعاع الشمس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الآية السادسة: خروج يأجوج ومأجوج

عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا، فيعودون إليه كأشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد اللَّه عز وجل أن يبعثهم إلى الناس، حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدًا إن شاء اللَّه، ويستثني، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه، ويخرجون على الناس، فينشفون المياه، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فترجع وعليها كهيئة الدم، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء، فيبعث اللَّه عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها»، فقال رسول اللَّه ﷺ: «والذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض لتسمن شكرًا من لحومهم ودمائهم».

صحيح: رواه الترمذيّ (٣١٥٣)، وابن ماجه (٤٠٨٠)، وأحمد (١٠٦٣٢)، وصحّحه ابن حبان (٦٨٢٩)، والحاكم (٤/ ٤٨٨) كلهم من طريق قتادة، حدّثنا أبو رافع، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا، فيعودون إليه كأشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد اللَّه ﷿ أن يبعثهم إلى الناس، حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدًا إن شاء اللَّه، ويستثني، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه، ويخرجون على الناس، فينشفون المياه، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فترجع وعليها كهيئة الدم، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء، فيبعث اللَّه عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها»، فقال رسول اللَّه ﷺ: «والذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض لتسمن شكرًا من لحومهم ودمائهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وهو في صحيح ابن حبان وصحيح ابن ماجه، وصححه الألباني، يصف لنا جانبًا من علامات الساعة الكبرى، وهي خروج يأجوج ومأجوج.

أولاً. شرح المفردات:


● يأجوج ومأجوج: هما أمتان عظيمتان من بني آدم، من ذرية يافث بن نوح، وكانوا مفسدين في الأرض، فبني عليهم السد بوحي من الله تعالى على يد ذي القرنين.
● السد: هو الحاجز العظيم الذي بناه ذو القرنين ليحجز بين يأجوج ومأجوج وبين الناس، كما ذكر في سورة الكهف.
● شعاع الشمس: ضوء الشمس.
● نغفاً: دودٌ صغير يكون في أنوف الإبل والغنم، وقيل: هو دود يسقط في أنوفهم فيقتلهم.
● أقفائهم: مؤخرة رؤوسهم (نقار القفا).
● لتسمن: تصير سمينة.
● شكراً: بسبب كثرة الطعام ووفرة اللحم.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن حال يأجوج ومأجوج خلف السد، وأنهم لا ييأسون من محاولة الخروج، فيحفرون السد كل يوم بمهارة وقوة حتى يقتربوا جدًا من اختراقه، فيكادون يرى أحدهم شعاع الشمس من الطرف الآخر.
عند هذه اللحظة الحرجة، يقول لهم قائدهم أو رئيسهم: "ارجعوا اليوم، وسنكمل الحفر وغداً"، فيتراجعون، وفي اليوم التالي يعودون ليجدوا السد قد عاد إلى قوته وكأنهم لم يحفروا فيه شيئًا، بسبب قدرة الله وإعجازه. وهذه المحاولة تتكرر يوميًا، وهي من قدر الله تعالى وتمحيصه لهم.
ثم تأتي اللحظة الفاصلة: عندما يحين وقت خروجهم الذي قدره الله تعالى، وهي من أشراط الساعة العظام. تتكرر نفس المحاولة، يحفرون حتى يكادوا يروا الشمس، ولكن هذه المرة يقول قائدهم: "ارجعوا فستحفرونه غدًا إن شاء الله". فهو這一次 استثنى بقوله "إن شاء الله"، معترفًا بقدرة الله ومشيئته.
فيرجعون، ويوم الغد يعودون فيجدون السد *"كهيئته حين تركوه"*، أي ضعيفًا كما تركوه، لم يعد إلى قوته. فيهيلون عليه بالحفر حتى يخترقوه ويخرجوا إلى العالم.
بعد خروجهم: يحدث الفساد العظيم الذي حذر منه القرآن: {حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} [الأنبياء: 96]. فيشربون مياه الأرض كلها (ينشفون المياه)، ويفر الناس منهم ويتحصنون في حصونهم. يأجوج ومأجوج، في غرورهم وقوة بأسهم، يرمون سهامهم إلى السماء استهزاءً وعتواً، فترجع إليهم ملطخة بالدم (وهي من خوارق العادة التي يريها الله لهم ابتلاءً وتمحيصًا)، فيظنون أنهم قهروا أهل السماء كما قهروا أهل الأرض.
نهاية يأجوج ومأجوج: في هذه اللحظة، عندما يبلغ كفرهم وغرورهم الذروة، يبعث الله عليهم العقاب الإلهي المباشر. لا بجيش من المؤمنين، بل بـ "نغف" – وهو دود صغير – يدخل في أقفائهم (مؤخرة رؤوسهم) فيقتلهم جميعًا قتلة واحدة، فيصبحون جثثًا هامدة. ثم يأمر الله تعالى بدفنهم وإزالة آثارهم.
وختام الحديث: يقسم النبي صلى الله عليه وسلم – والقسم هنا للاهتمام بشأنهم وعظم أمرهم – بأن دواب الأرض (من بهائم الأنعام وغيرها) ستسمن وتشكر من كثرة لحومهم ودمائهم، أي من كثرة أكلها من جثثهم المتعفنة المنتشرة، حتى تشبع وتُسمن من فرط الطعام.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة قدرة الله تعالى: فالقادر الذي خلق هذه الأمم الجبارة هو القادر على إهلاكها بأضعف المخلوقات (دود صغير). القوة كلها بيده، وهو الذي يسلط الضعيف على القوي.
2- علامة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: فقد أخبر بأمر غيبي سيقع، وهو ما تحقق جزء منه (وجود السد) ويتحقق باقيه في المستقبل.
3- الهلاك بالمعاصي والغرور: كان سبب هلاك يأجوج ومأجوج كفرهم وطغيانهم وادعاؤهم القدرة على منازعة الله في ملكوته.
4- أن مشيئة الله هي النافذة: فانظر إلى الفرق بين قول القائد "غداً" بدون استثناء، فكان السد يعود أقوى، وبين قوله "إن شاء الله" فتحقق المراد. هذا درس في أن نستحضر مشيئة الله في جميع أمورنا.
5- أن الله يمهل ولا يهمل: أعطاهم الله الفرصة سنين طويلة وهم يحفرون، ولكن عندما جاء أجلهم لم يؤخروا ساعة.
6- حسن الخاتمة: يجب على المسلم أن يختم له بخير، فما ظنهم أن هلاكهم سيكون بتلك الصفة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- خروج يأجوج ومأجوج هو العلامة السابعة من العلامات الكبرى للساعة، يخرجون بعد نزول عيسى بن مريم عليه السلام وقت
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٣١٥٣)، وابن ماجه (٤٠٨٠)، وأحمد (١٠٦٣٢)، وصحّحه ابن حبان (٦٨٢٩)، والحاكم (٤/ ٤٨٨) كلهم من طريق قتادة، حدّثنا أبو رافع، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده صحيح، وأبو رافع هو: نفيع الصائغ مشهور بكنيته.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن غريب».
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 396 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يحفرون السد حتى يرون شعاع الشمس

  • 📜 حديث: يحفرون السد حتى يرون شعاع الشمس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يحفرون السد حتى يرون شعاع الشمس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يحفرون السد حتى يرون شعاع الشمس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يحفرون السد حتى يرون شعاع الشمس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب