لا تخيروا بين الأنبياء

حديث: لا تخيروا بين الأنبياء

عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا تخيّروا بين الأنبياء، فإنّ النّاس يصعقون يوم القيامة فأكون أوّلَ من تنشق عنه الأرض، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أكان فيمن صعق أم حوسب بصعقة الأولى».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الخصومات (٢٤١٢) عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا وُهيب، حدّثنا عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:

نص الحديث:

شرح المفردات:

● لا تخيّروا بين الأنبياء: لا تفضلوا بعض الأنبياء على بعض بتفضيل مطلق.
● يصعقون: يغشى عليهم من هول الموقف.
● تنشق عنه الأرض: تتشقق الأرض ويخرج منها.
● آخذ بقائمة من قوائم العرش: ممسكًا بعمود من أعمدة العرش.
● حوسب بصعقة الأولى: خاضعًا للمحاسبة التي تصحب الصعقة الأولى.

شرح الحديث:

يبدأ الحديث النبوي الشريف بتوجيه عظيم من النبي ﷺ لأمته: "لا تخيّروا بين الأنبياء"، أي لا تفضلوا نبياً على نبٍي آخر تفضيلاً مطلقاً، فجميعهم مرسلون من الله تعالى، وكلٌ قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة. وإن كان يجب اعتقاد أن نبينا محمداً ﷺ هو أفضل الأنبياء والمرسلين، كما دلّت على ذلك النصوص الصحيحة.
ثم يذكر النبي ﷺ السبب في هذا النهي، فيقول: "فإن الناس يصعقون يوم القيامة"، أي يغشى عليهم من هول ذلك اليوم وعظمته، حتى إن الخلق كلهم يصعقون من شدة الفزع.
"فأكون أول من تنشق عنه الأرض"، أي أن النبي ﷺ سيكون أول من تقوم عليه القيامة، فتتشقق الأرض عنه ويخرج منها ليشفع للناس عند ربه.
"فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش"، أي أن النبي ﷺ عندما يخرج يجد النبي موسى عليه السلام ممسكاً بعمود من أعمدة عرش الرحمن.
"فلا أدري أكان فيمن صعق أم حوسب بصعقة الأولى"، هنا يعبر النبي ﷺ عن عدم علمه بالحالة التي عليها موسى عليه السلام: هل كان ممن صعقوا ثم أفاق، أم أنه كان مستثنى من الصعقة وخاضعاً للمحاسبة مباشرة؟ وهذا من أدب النبي ﷺ حيث لم يجزم بشيء لم يوحَ إليه به.

الدروس المستفادة:

1- تحريم تفضيل الأنبياء بعضهم على بعض تفضيلاً مطلقاً، مع جواز تفضيل نبينا محمد ﷺ على غيره كما جاءت به النصوص.
2- عظم يوم القيامة وهوله، حيث يصعق الخلائق جميعاً من شدة الفزع.
3- مكانة النبي ﷺ وفضله، حيث يكون أول من تنشق عنه الأرض وأول من يشفع للناس.
4- مكانة النبي موسى عليه السلام وعلو منزلته عند الله تعالى.
5- الأدب مع الله تعالى ومع أنبيائه، حيث امتنع النبي ﷺ عن الجزم بأمر لم يوحَ إليه فيه.
6- الإيمان بالبعث والنشور وما يكون يوم القيامة من أهوال.

معلومات إضافية:

- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- الصعقة المذكورة في الحديث هي الصعقة العامة التي تصيب الخلائق جميعاً يوم القيامة.
- شفاعة النبي ﷺ لأهل الموقف من أولى شفاعاته يوم القيامة، وهي المقام المحمود الذي وعده الله تعالى به.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الخصومات (٢٤١٢) عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا وُهيب، حدّثنا عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد، فذكره.
وفي الحديث قصة الخصومة بين المسلم واليهودي، وهي مذكورة في موضعها.
ورواه الشيخان - البخاريّ (٣٣٩٨)، ومسلم في فضائل موسى (٢٣٧٤) كلاهما من حديث سفيان، عن عمرو بن يحيى بإسناده، وليس فيه ذكر لقوائم العرش.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 14 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تخيروا بين الأنبياء

📜 حديث: لا تخيروا بين الأنبياء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تخيروا بين الأنبياء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تخيروا بين الأنبياء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تخيروا بين الأنبياء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية