حديث: خلق الإنسان من عجب الذنب وبعثه منه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن اللَّه ينزل مطرًا بعد نفخة الصعق فينبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ أخرى فإذا هم قيام ينظرون

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «كل ابن آدم تأكله الأرض، إلا عجب الذنب منه خلق، وفيه يركب».

صحيح: رواه مالك في الجنائز (٤٩) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «كل ابن آدم تأكله الأرض، إلا عجب الذنب منه خلق، وفيه يركب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ الأَرْضُ، إِلاَّ عَجْبَ الذَّنَبِ، مِنْهُ خُلِقَ، وَفِيهِ يُرَكَّبُ».

1. شرح المفردات:


● تَأْكُلُهُ الأَرْضُ: أي تتحلل جسده بعد الموت وتتفكك حتى تبتلعه الأرض أو تتحول إلى تراب.
● عَجْبَ الذَّنَبِ: هو العظم الصغير الذي في أسفل الظهر، عند نهاية العمود الفقري، ويسمى أيضًا "عصعصًا".
● مِنْهُ خُلِقَ: أي أن خلق الإنسان ابتدأ من هذه القطعة الصغيرة.
● وَفِيهِ يُرَكَّبُ: أي أنه عند البعث يوم القيامة، سيعاد تركيب الجسد كله انطلاقًا من هذه القطعة.

2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث بحقيقة علمية عظيمة، وهي أن جسد الإنسان بعد موته يتحلل كله ويصير ترابًا، إلا جزءًا صغيرًا جدًا في أسفل الظهر يسمى "عجب الذنب" أو "العصعص". هذا الجزء لا تأكله الأرض ولا يتحلل، بل يبقى كما هو. ومن هذا الجزء الصلب خلق الله الإنسان أول مرة (أي أنه النواة الأولى التي خلق منها آدم عليه السلام، ومنه تتكون الأجنة في الأرحام)، وفيه أيضًا سيعيد الله تعالى تركيب الإنسان يوم القيامة عند البعث، فينبت منه الجسد كله كما تنبت النبتة من البذرة.
وهذا إعجاز نبوي علمي، حيث أثبت العلم الحديث أن "عجب الذنب" يحتوي على الخلايا الجذعية الأولية التي منها يتكون الجنين، وهي خلايا لا تتحلل بسهولة، بل تبقى صامدة حتى بعد موت الإنسان ودفنه وتحلل باقي جسده.

3. الدروس المستفادة منه:


● إثبات قدرة الله تعالى على البعث: فالحديث دليل على أن الله قادر على إعادة خلق الإنسان بعد أن يصير ترابًا، من خلال بقاء هذه النواة الصغيرة.
● الإعجاز العلمي في السنة النبوية: النبي ﷺ أخبر بهذه الحقيقة التي لم يكن يعلمها أحد من البشر في زمانه، مما يثبت صدق نبوته وأنه يوحى إليه.
● التذكير باليوم الآخر: الحديث يذكرنا بيوم القيامة والبعث، لنتجهز له بالأعمال الصالحة.
● عظمة الخلق: فيه إشارة إلى دقة خلق الإنسان وإبداع الله في تكوينه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري (4935) ومسلم (2955)، فهو حديث صحيح متفق عليه.
- العلماء استدلوا به على أن البعث يكون جسديًا وليس روحيًا فقط، لأن الجسد سيعاد تركيب من هذه القطعة.
- في العصر الحديث، أجريت تجارب علمية حيث تم طحن عجب الذنب وحرقه وتعريضه لأشد العوامل الطبيعية، فلم يتفتت، بل بقي صلبًا، وهذا من آيات الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يجعنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يبعثنا يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الجنائز (٤٩) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه مسلم في الفتن (٢٩٥٥: ١٤٢) من طريق المغيرة الحزامي، عن أبي الزناد، به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 10 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خلق الإنسان من عجب الذنب وبعثه منه

  • 📜 حديث: خلق الإنسان من عجب الذنب وبعثه منه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خلق الإنسان من عجب الذنب وبعثه منه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خلق الإنسان من عجب الذنب وبعثه منه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خلق الإنسان من عجب الذنب وبعثه منه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب