من يتكلم بالكلمة يهوي بها في النار

حديث: من يتكلم بالكلمة يهوي بها في النار

عن أبي هريره أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها، يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٧٧)، ومسلم في الزهد والرقائق (٢٩٨٨: ٥٠) كلاهما من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، يحمل تحذيرًا شديدًا من خطر اللسان وعواقب الكلام.

شرح المفردات:

● يتبين: يتفكر ويدري ويعي عاقبتها.
● يهوي بها: يسقط بسببها.
● أبعد ما بين المشرق والمغرب: مسافة شاسعة لا يتصورها العقل، للدلالة على بعد الغور في النار وعظم العقوبة.

شرح الحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم قد يتكلم بكلمة يظنها هينة لا وزن لها، ولا يتأمل في عاقبتها ولا يفكر في معناها، ولا يتبين ما فيها من خطر أو إثم، فتُكتب عليه ويحاسب بها، وتهوي به في نار جهنم بسببها، ويدخل بسببها في عذابٍ عظيمٍ، يصل إلى أبعد مسافة بين المشرق والمغرب.
وهذا يشمل الكلمات التي فيها استهزاء بالدين، أو سب لله أو لرسوله أو لدين الإسلام، أو غيبة أو نميمة أو كذب أو شهادة زور، أو أي كلمة محرمة تخرج من الإنسان وهو لا يدرك خطورتها.

الدروس المستفادة:

1- خطر اللسان: فاللسان من أخطر الجوارح، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة.
2- ضرورة التثبت في الكلام: فلا ينبغي للمسلم أن يتكلم إلا بعد تفكير وتدبر.
3- الكلمة المسؤولة: فالكلمة قد ترفع صاحبها إلى أعلى الدرجات، وقد تهوي به إلى أسفل السافلين.
4- المراقبة الذاتية: على المسلم أن يراقب لسانه ويحاسب نفسه قبل أن يحاسب.

فوائد إضافية:

- جاء في حديث آخر: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت».
- ينبغي للمسلم أن يتعلم أحكام الكلام وآدابه في الإسلام، ويعلم أن حفظ اللسان من أسباب النجاة في الدنيا والآخرة.
- الكلمة الطيبة صدقة، كما أن الكلمة الخبيثة قد تكون سببًا في الهلاك.
نسأل الله أن يحفظ ألسنتنا من الزلل، وأن يجعلنا من الذين يقولون خيرًا فيُغنمون، أو يسكتون عن شر فيسلمون.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٧٧)، ومسلم في الزهد والرقائق (٢٩٨٨: ٥٠) كلاهما من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 195 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يتكلم بالكلمة يهوي بها في النار

📜 حديث: من يتكلم بالكلمة يهوي بها في النار

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من يتكلم بالكلمة يهوي بها في النار

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من يتكلم بالكلمة يهوي بها في النار

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من يتكلم بالكلمة يهوي بها في النار

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية