حديث: وكلت اليوم بثلانة: بكل جبار، وبمن جعل مع الله إلها آخر، وبمن قتل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تخرج عنق من النار يوم القيامة تتكلم

عن أبي سعيد، عن نبي اللَّه ﷺ أنه قال: «يخرج عنق من النار يتكلم يقول: وكلت اليوم بثلانة: بكل جبار، وبمن جعل مع اللَّه إلها آخر، وبمن قتل نفسا بغير نفس، فينطوي عليهم، فيقذفهم في غمرات جهنم».

حسن: رواه أحمد (١١٣٥٤)، وابن أبي شيبة (٣٥٢٧٨)، وأبو يعلى (١١٤٦)، والبزار - كشف الأستار (٣٥٠٠) كلهم من طرق عن عطية، عن أبي سعيد، فذكره.

عن أبي سعيد، عن نبي اللَّه ﷺ أنه قال: «يخرج عنق من النار يتكلم يقول: وكلت اليوم بثلانة: بكل جبار، وبمن جعل مع اللَّه إلها آخر، وبمن قتل نفسا بغير نفس، فينطوي عليهم، فيقذفهم في غمرات جهنم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني، وهو من الأحاديث التي تُصور بشاعة الكفر والظلم، وتُظهر جانباً من أهوال يوم القيامة وعذاب النار.

أولاً. شرح المفردات:


● عنق من النار: أي جزء بارز أو عضو يشبه العنق (الرقبة) يخرج من النار.
● وكلت اليوم: أي كُلِّفت وجُعلت مسؤولة عن هؤلاء الثلاثة في هذا اليوم (يوم القيامة).
● جبار: المتكبر المتعالي على الخلق، المستخف بحقوقهم، المتعدي عليهم.
● غمرات جهنم: الغمرات: جمع غمرة، وهي الأعماق والطبقات السفلى من النار، وهي أشدها حرارة وعذاباً.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن مشهد من مشاهد يوم القيامة، حيث يخرج جزء من النار -شبهه بالعنق- له لسان ونطق، يتكلم ويعلن مهمته التي كلف بها، وهي أن يأخذ ثلاثة أصناف من الخلق ويقذفهم في أعمق وأشد أماكن النار عذاباً، وهم:
1- كل جبار: وهو المتكبر المتعالي على الناس، المستخدم لقوته أو سلطته في الظلم والتعدي على حقوق العباد. والجبار هنا يشمل كل من تجبر في الأرض بغير حق، من حكام أو غيرهم.
2- من جعل مع الله إلهاً آخر: وهو كل مشرك بالله، سواء كان شركاً في الربوبية أو في الألوهية، كمن يعبد الأصنام، أو يذبح لغير الله، أو يدعو غير الله.
3- من قتل نفساً بغير نفس: أي قتل إنساناً بريئاً دون حق، ولم يكن القتل قصاصاً لقتل (أي ليس قصاصاً) أو دفاعاً عن النفس أو دفعاً لفساد.
فبعد أن ينطوي هذا العنق الناري عليهم ويجمعهم، يلقيهم في "غمرات جهنم"، وهي أشد الأماكن عذاباً وأسفلها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم جريمة الشرك والقتل والتجبر: جمعهم الحديث في وعيد واحد لشدة خطر هذه الذنوب وعظمها عند الله.
2- تحذير شديد من التكبر والجبروت: فالتجبر على الخلق من صفات أهل النار، وهو من كبائر الذنوب.
3- تحريم القتل بغير حق: وهو من أكبر الكبائر، وقد قال الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 93].
4- إثبات أن النار مخلوقة لها أعضاء وتتكلم: وهذا من أمور الغيب التي نؤمن بها كما جاءت النصوص.
5- بيان أن العذاب درجات: فغمرات جهنم أشد عذاباً من غيرها، ويكون فيها هؤلاء الثلاثة.
6- العدالة الإلهية: حيث أن من ظلم في الدنيا وتجبر وقتل، سينال عقوبته في الآخرة على يد النار نفسها.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يظهر أن هذه الأصناف الثلاثة من أشد الخلق عذاباً يوم القيامة.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من هذه الذنوب العظيمة، وأن يتوب إلى الله منها إذا وقع فيها.
- الحديث يدل على أن النار تعقل وتتكلم بإذن الله، كما جاء في نصوص أخرى أن الجنة تنطق أيضاً.
نسأل الله السلامة والعافية من النار وأسبابها، وأن يجعلنا من أهل الجنة.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١١٣٥٤)، وابن أبي شيبة (٣٥٢٧٨)، وأبو يعلى (١١٤٦)، والبزار - كشف الأستار (٣٥٠٠) كلهم من طرق عن عطية، عن أبي سعيد، فذكره.
وفي الإسناد عطية وهو ابن سعد العوفي وفيه ضعف، ولكن رواه الطبراني في الأوسط (٣٢٠) من وجه آخر عن سعد بن عبيدة، عن أبي سعيد الخدري نحوه.
وهذا يقوي الإسناد الأول وسعد بن عبيدة هو السلمي ثقة.
وفي معناه ما روي عن عائشة قالت: قلت: يا رسول اللَّه! هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة؟ قال: «يا عائشة! أما عند ثلاث فلا، أما عند الميزان حتى يثقل أو يخف فلا، وأما عند تطاير الكتب فإما أن يعطى بيمينه أو يعطى بشماله فلا، وحين يخرج عنق من النار فينطوي عليهم، ويتغيظ عليهم ويقول ذلك العنق: وكلت بثلاثة، وكلت بثلاثة، وكلت بثلاثة: وكلت بمن ادعى مع اللَّه إلها آخر، ووكلت بمن لا يؤمن بيوم الحساب، ووكلت بكل جبار عنيد، قال: فينطوي عليهم، ويرمي بهم في غمرات، ولجهنم جسر أدق من الشعر وأحد من السيف، عليه كلاليب وحسك يأخذون من
شاء اللَّه، والناس عليه كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب والملائكة يقولون: ربِّ سلِّمْ، ربِّ سلِّمْ، فناجٍ مسلم، ومخدوشٌ مسلم، ومكوّرٌ في النار على وجهه».
رواه أحمد (٢٤٧٩٣) عن يحيى بن إسحاق قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: فذكرته.
وفي الإسناد ابن لهيعة، وفيه كلام معروف، وفيه زيادات لا توجد في الروايات الأخرى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 201 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وكلت اليوم بثلانة: بكل جبار، وبمن جعل مع الله إلها آخر، وبمن قتل

  • 📜 حديث: وكلت اليوم بثلانة: بكل جبار، وبمن جعل مع الله إلها آخر، وبمن قتل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وكلت اليوم بثلانة: بكل جبار، وبمن جعل مع الله إلها آخر، وبمن قتل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وكلت اليوم بثلانة: بكل جبار، وبمن جعل مع الله إلها آخر، وبمن قتل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وكلت اليوم بثلانة: بكل جبار، وبمن جعل مع الله إلها آخر، وبمن قتل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب