حديث: يلهمون التسبيح والتكبير، كما يلهمون النفس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أهل الجنة يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس

عن جابر بن عبد اللَّه قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون». قالوا: فما بال الطعام؟ قال: «جشاء ورشح كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتحميد، كما تلهمون النفس».
وفي لفظ: «ويلهمون التسبيح والتكبير، كما يلهمون النفس».

صحيح: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٣٥: ١٨) من طرق عن جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد اللَّه قال: فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون». قالوا: فما بال الطعام؟ قال: «جشاء ورشح كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتحميد، كما تلهمون النفس».
وفي لفظ: «ويلهمون التسبيح والتكبير، كما يلهمون النفس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي يصور نعيم أهل الجنة بما فيه من كمال وراحة وطهر:

الحديث بلفظيه:


اللفظ الأول: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون». قالوا: فما بال الطعام؟ قال: «جشاء ورشح كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتحميد، كما تلهمون النفس».
اللفظ الثاني: «ويلهمون التسبيح والتكبير، كما يلهمون النفس».


شرح المفردات:


● يتفلون: يبصقون أو يخرجون اللعاب من الفم.
● يتبولون: يخرجون البول.
● يتغوطون: يتبرزون.
● يمتخطون: يستنثرون أو يخرجون المخاط من الأنف.
● جشاء: ما يخرج من الفم بعد الأكل (تجشؤ)، ولكن هنا بمعنى طيب ورائحة زكية.
● رشح: عرق أو ما يفيض من الجسد من رطوبة طيبة.
● كَرْشَحِ المِسْك: أي مثل رائحة المسك في طيبها وزكائها.
● يُلْهَمُونَ: يُلقى في قلوبهم ويسهل عليهم دون تكلف.
● التسبيح: قول "سبحان الله".
● التحميد: قول "الحمد لله".
● التكبير: قول "الله أكبر".
● كما تُلْهَمُونَ النَّفْس: كما يتنفس الإنسان بسهولة وبدون تفكير.


شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن حالة أهل الجنة وما أعده الله لهم من النعيم الكامل الذي لا تشوبه آفة أو نقص. فهم يأكلون ويشربون من أطيب الطعام والشراب، ولكن هذه الأكلات والمشروبات لا تنتج عنها الفضلات القذرة والمؤذية كما في الدنيا، لأن الجنة دار كمال ونقاء، فلا يوجد فيها ما يكدر النعيم أو ينغصه.
فلا يبصقون ولا يبولون ولا يتبرزون ولا يخرجون مخاطًا، لأن أجسادهم في الجنة تكون كاملة مطهرة من كل الأذى والخبث. وهذا من تمام النعيم وراحتهم؛ ففي الدنيا تتعب الأبدان بهذه الأمور، أما في الجنة فتنقطع هذه المشقات تمامًا.
ولما سأل الصحابة رضي الله عنهم: فما مصير الطعام والشراب الذي يأكلونه ويشربونه؟ بين النبي ﷺ أن هذا الطعام يتحول في أجسادهم إلى نفحات طيبة وزكية، فما يخرج من أفواههم يكون تجشؤًا طيبًا كرائحة المسك، وما يخرج من أجسادهم يكون عرقًا طيبًا مثل المسك أيضًا. فبدل الفضلات المؤذية، يصير كل ما في أجسادهم طيبًا زكيًا.
ثم يضيف النبي ﷺ نعمة أخرى عظيمة، وهي أن أهل الجنة يلهمون التسبيح والتحميد والتكبير بسهولة ويسر، كما يلهم الإنسان في الدنيا التنفس بدون تفكير أو تعب. فذكر الله يكون سجية لهم وسهلاً عليهم، مما يزيدهم قربًا من الله وفرحًا بنعيمه.


الدروس المستفادة:


1- كمال نعيم الجنة: فالجنة لا يوجد فيها أي شيء ينغص الحياة أو يسبب التعب أو الأذى، بل كل شيء فيها كامل ومطهر.
2- الطهارة والنقاء في الآخرة: فكما أن الجنة دار طهارة، فأهلها مطهرون من كل خبث أو أذى.
3- سهولة ذكر الله في الجنة: فكما أن التنفس في الدنيا سهل وغير متكلف، كذلك ذكر الله في الجنة يكون سهلاً ومستمرًا.
4- الحكمة من خلق الفضلات في الدنيا: فهي من طبيعة الحياة الدنيا الفانية، التي فيها المشقة والابتلاء، أما الآخرة فهي دار الراحة والكمال.
5- الترغيب في الجنة: وهذا الحديث يزيد الشوق إلى الجنة وما فيها من نعيم مقيم.


معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بأحوال أهل الجنة.
- يؤكد هذا الحديث أن نعيم الجنة لا يشبه نعيم الدنيا، فهو نعيم كامل لا نقص فيه.
- مما يستفاد أيضًا: أن الله تعالى يبدل السيئات بالحسنات، والخبث بالطيب، فكما أن الطعام في الدنيا يتحول إلى فضلات، في الجنة يتحول إلى طيب وذكر لله.
نسأل الله تعالى أن يبلغنا الجنة وأن يجعلنا من أهلها، وأن ينعم علينا برؤيته ورضاه.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٣٥: ١٨) من طرق عن جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد اللَّه قال: فذكره.
واللفظ الثاني رواه مسلم (٢٨٣٥: ٢٠) من طريق أبي الزبير عن جابر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 186 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يلهمون التسبيح والتكبير، كما يلهمون النفس

  • 📜 حديث: يلهمون التسبيح والتكبير، كما يلهمون النفس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يلهمون التسبيح والتكبير، كما يلهمون النفس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يلهمون التسبيح والتكبير، كما يلهمون النفس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يلهمون التسبيح والتكبير، كما يلهمون النفس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب