حديث: يتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه بها درجات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في بعد قعر جهنم

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان اللَّه لا يلقي لها بالا يرفعه اللَّه بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط اللَّه لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم».

صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٧٨) عن عبد اللَّه بن منير، سمع أبا النضر، حدّثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه، يعني ابن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان اللَّه لا يلقي لها بالا يرفعه اللَّه بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط اللَّه لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، يحمل في طياته تحذيراً بليغاً وتبشيراً عظيماً، وهو من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● «يتكلم بالكلمة»: أي ينطق بكلمة واحدة.
● «من رضوان الله»: مما يرضي الله تعالى، من الطاعات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والكلمة الطيبة.
● «لا يلقي لها بالا»: لا يعطيها أهمية كبيرة، أو يتكلم بها دون أن يتأمل في عاقبتها وأجرها، ظاناً أنها هينة.
● «يرفعه الله بها درجات»: يرفع منزلته في الجنة درجات عديدة.
● «من سخط الله»: مما يسخط الله تعالى، من المعاصي والكفر والفحش والغيبة والنميمة وغيرها.
● «يهوي بها في جهنم»: يسقط بسببها في النار، ويهوي: أي يسقط سقوطاً شديداً.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن المسلم قد يتفوّه بكلمة يرضاها الله تعالى، مثل: كلمة التوحيد، أو الأمر بالمعروف، أو النهي عن المنكر، أو ذكر الله، أو كلمة تصلح بين الناس، أو تشفع لمحتاج، أو تعلم علمًا نافعًا، أو تذكر بخير، وقد لا يظن أنها ذات شأن كبير أو أجر عظيم، ولكن الله تعالى يتقبلها منه ويثيبه عليها، فيرفع بها درجاته في الجنة.
وفي المقابل، قد ينطق المسلم بكلمة واحدة تسخط الله تعالى، مثل: كلمة كفر أو شرك، أو سبّ للدين، أو غيبة، أو نميمة، أو كذب، أو سخرية، أو فحش، أو بذاءة، وهو لا يهتم بها ولا يفكر في عاقبتها، فيكتبها الله عليه ويحاسبه بها، فتكون سبباً في إهلاكه وسقوطه في نار جهنم، والعياذ بالله.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم خطر اللسان: فاللسان نعمة عظيمة، وهو ترجمان القلب، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من آفاته في أحاديث كثيرة، منها قوله: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟» (رواه الترمذي وهو حسن).
2- ضرورة حفظ اللسان: على المسلم أن يحفظ لسانه إلا من خير، وأن يتفكر قبل أن يتكلم، فإن كانت الكلمة خيراً نطق بها، وإلا فليمسكها.
3- لا تستصغر المعصية: فالكلمة الواحدة قد تهوي بصاحبها في النار، كما أن الكلمة الطيبة قد ترفعه درجات في الجنة.
4- الترغيب في الكلمة الطيبة: فهي صدقة، وهي سبب للرفعة عند الله، وقد قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم: 24].
5- التخويف من الكلمة السيئة: فهي قد تكون سبباً في الهلاك، وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [الأحزاب: 70-71].

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على سعة رحمة الله تعالى، حيث يقبل العمل القليل ويضاعف الأجر عليه.
- وهو أيضاً تحذير من الاستهانة بالذنوب والمعاصي، فإن صغائر الذنوب قد تجتمع على العبد فتهلكه.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر مراقبة الله تعالى في كل قول وفعل، وأن يجعل كلامه كله خيراً.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يقولون خيراً فيُغفر لهم، ويعصمنا من شرور ألسنتنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٧٨) عن عبد اللَّه بن منير، سمع أبا النضر، حدّثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه، يعني ابن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 196 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه بها درجات

  • 📜 حديث: يتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه بها درجات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه بها درجات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه بها درجات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه بها درجات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب