حديث: منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن الداخلين في جهنم تصيبهم النار حسب ذنوبهم

عن سمرة بن جندب أن النبي ﷺ قال: «منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته».

صحيح: رواه مسلم في الجنة (٢٨٤٥: ٣٣) عن عمرو بن زرارة، أخبرنا عبد الوهاب -يعني ابن عطاء-، عن سعيد، عن قتادة قال: سمعت أبا نضرة يحدث عن سمرة بن جندب، فذكره.

عن سمرة بن جندب أن النبي ﷺ قال: «منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل سمرة بن جندب رضي الله عنه، يصف حال بعض العصاة من المسلمين في النار، وهو من أحاديث وعيد الله تعالى للعصاة، التي ينبغي فهمها في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● تأخذه النار: أي تمسكه وتلحق به العذاب.
● كعبيه: مفردها كعب، وهو العظم الناتئ في أسفل الساق.
● ركبتيه: مفردها ركبة، وهي المفصل الذي بين الفخذ والساق.
● حجزته: الحجزة هي الوسط، وقيل: ما فوق السرة.
● ترقوته: الترقوة هي العظم الذي بين ثغرة النحر والكتف.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من أهل المعاصي من يعذب في النار، ولكن العذاب يتفاوت بحسب حجم المعصية وكبرها، فمنهم:
- من تأخذ النار قدميه فقط إلى الكعبين.
- ومنهم من يكون العذاب أشد، فتأخذ النار ساقيه إلى الركبتين.
- ومنهم من يكون العذاب أعظم، فتأخذ النار جسده إلى وسطه (الحجزة).
- ومنهم من يكون العذاب أقصى ما يكون، فتأخذ النار جسده كله حتى تصل إلى ترقوته.
وهذا العذاب ليس دائمًا كعذاب الكفار، بل هو عذاب مؤقت لبعض عصاة المسلمين، يتفاوت بقدر ذنوبهم، وقد جاء في روايات أخرى أن هؤلاء هم عصاة الموحدين، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان".

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- تفاوت العقوبة بحسب الذنب: فكما أن الأعمال الصالحة تتمايز في الدرجات، فكذلك المعاصي تتمايز في العقوبات.
2- الرحمة الإلهية: فلو عذب الله العصاة كما يعذب الكفار لأخذتهم النار بأجمعهم، ولكن رحمته وسعت كل شيء.
3- التحذير من الاستهانة بالصغائر: فإن تكرار الصغائر قد يصل بالعبد إلى مستوى من العذاب شديد.
4- الوسطية في فهم الوعيد: فلا نكفر العصاة كما فعلت الخوارج، ولا نستهين بالمعاصي كما فعلت المرجئة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "عذاب القبر" و"أهوال يوم القيامة" التي يمر بها العصاة.
- أهل السنة يؤمنون بهذا الوعيد، ولكنهم لا يحكمون على معين بالخلود في النار إلا من دلت النصوص على كفره.
- الشفاعة ستنال هؤلاء العصاة، فيخرجون من النار بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين.
نسأل الله السلامة والعفو في الدنيا والآخرة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنة (٢٨٤٥: ٣٣) عن عمرو بن زرارة، أخبرنا عبد الوهاب -يعني ابن عطاء-، عن سعيد، عن قتادة قال: سمعت أبا نضرة يحدث عن سمرة بن جندب، فذكره.
قوله: «حجزته«هي معقد الإزار والسراويل.
قوله: «ترقوته«هي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 204 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه

  • 📜 حديث: منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب